صديقي عالم دين قلت له إن الشيخ الدكتور أحمد الوائلي رحمه الله يقول : لو خلقك الله في القاهرة لكنت مسلما سنيا ولو خلقك في كربلاء لكنت مسلما شيعيا ولو خلقك في الارجنتين في قرية نائية عن العاصمة لكنت مسيحيا إذن لماذا التعصب طالما الأكثرية الساحقة والأغلبية العظمى من الناس هي على ديانة ومذهب البيئة التي وُلِدَت بها ؟!
أجابني صديقي بقوله : إن كلامه ليس صحيحا لأن وسائل الإعلام اليوم كشفت عن دين الحق ( الإسلام ) ومذهب الحق ( التشيع ) لكافة الأمم والشعوب فلم يبق حجة لمخلوق في أن يبقى غير مسلم وغير شيعي .
قلت له : يا صديقي
أولا : هذا الكلام يمكن ان تقوله أمام أفراد في صالونات الحوار الفكري أو بملاعب الجامعات ولا نتيجة له في اوساط المجتمعات الشعبية الخاضعة لتاثير وسائلها الإعلامية الخاصة بها .
ثانياً : إن الوسائل الإعلامية العالمية التي تتحدث عنها وتدعي بأنها اقامت الحجة على الخلق بأن الإسلام هو دين الحق والتشيع هو مذهب الحق هذه الوسائل الإعلامية العالمية تقوم بتسليط الأضواء على روايات عندكم وقصص وحكايات وفتاوى ومعتقدات ما أنزل الله بها من سلطان كانت سببا في نفور غير المسلمين من الإسلام ومن التشيع ومن التسنن وإن ابا بكر البغدادي السني والشيخ ياسر الحبيب الشيعي وأمثالهما بمئات الآلاف يطلون على شاشات الفضائيات بتفسيرات للإسلام جعلت كثيرا من المسلمين يخرجون من الإسلام بدلا من إدخال غير المسلمين بالإسلام !!!????
ثالثاً : إن أكثرية الخلق على وجه الارض تستيقظ صباحا لتركض وراء لقمتها ولوازم حياتها حتى المساء ولا تملك فائضا من الوقت لكي تبحث عن دين الحق ومذهب الحق كما تريد لها أنت يا صديقي فهي تعيش وفق القيم الفطرية الإنسانية التي غرسها الله في ارواحها وقلوبها وأدمغتها ووفق الديانة التي تحيط ببيئتها والعقل هنا يعتبرها أكثرية قاصرة غير مقصرة والقاصر معذور عقلا ومعذور شرعا عند الله رب العقلاء
رابعاً : العلة تتكون من مقتضي ومن عدم مانع
فإن قلتَ لي يا صديقي بأنه يوجد مقتضي لكي يؤمن كافة البشر بالإسلام والتشيع فهناك موانع كثيرة تمنعهم من ذلك وأبرزها القصور لا التقصير وأبرزها أيضا أننا نحن المسلمين لم ننجح بتقديم صورة جميلة جذابة عن الإسلام بل قدمنا العكس تماما وإن عدل الله يوم الحساب يقينا سيأخذ ذلك بعين الاعتبار حينما يحاسب البشر وسيعذرهم بمقتضى عدله ورحمته
وصديقي لم يقتنع بأي سطر من كلامي وبقي مصرا على معتقده ويوجد مثله بالملايين.