يستمر اللواء أشرف ريفي بنشاطه. هو أكثر التواقين لاجراء الانتخابات الفرعية وفق ما يقتضي الدستور، لكن الاهم ليس معركة كسب عدد من النواب، بل انقاذ لبنان الذي يكاد يصبح تحت الوصاية الإيرانية الكاملة، ولهذا "أطلقت الدعوة لمبادرة وطنية انقاذية سيادية واصلاحية. والاتصالات بدأت لهذه الغاية مع كثير من القوى والشخصيات والمجتمع المدني".
هناك أسباب، وفق ريفي، قد تؤدي إلى تطيير الانتخابات الفرعية. لذلك، يصرّ على الاستعداد للانتخابات الكاملة في الربيع المقبل. يعدّ ريفي كامل عدّته، وسيطلق الخميس في 27 تموز ماكينته الانتخابية. يصرّ على تواضع تقديراته لعدد النواب الذين سيشكّلون كتلته. ويؤكد أنه سيرشح في مختلف المناطق اللبنانية، لاسيما في بيروت، طرابلس والمنية، عكار، والبقاعين الأوسط والغربي.
يبدو ريفي واثقاً من نفسه ومن النتائج التي سيحققها، لاسيما أن كل المجريات السياسية تصب في مصلحة المشروع الذي يواجه الدويلة والفساد، إن عبر الصفقات التي تمرّ داخل الحكومة، والتي تنعكس سلباً على من يغطون حزب الله ومن يغرقون في الفساد، أم لجهة استقالة الحكومة من دورها وعجزها عن القيام بمهماتها، والوقوف متفرجة أمام ما يجري في جرود عرسال. ما يوحي بأن حزب الله أصبح مالكاً البلاد والعباد، فيما لم يعد هناك من هو في السلطة يتجرأ على معارضته.
يأسف ريفي للمشاهد الآتية من جرود عرسال. ويؤكد وجوب اجراء عملية عسكرية للتخلص من المجموعات المسلّحة التي نفذت عمليات ارهابية في لبنان. ولكن، كان يجب على الجيش أن يلتقط زمام المبادرة، ويجري العملية بنفسه لأنه قادر على إنجازها ويتمتع بكامل الخبرات والقدرات. وهي لم تكن لتكلّف خسائر هائلة كما يوهم البعض. ويشدد ريفي على أن الجيش ليس ضعيفاً، بل أثبت كفاءة. وما يسهم في إضعافه هو آلية تعاطي السلطة السياسية معه، والتي تغلّب منطق الدويلة على منطق الدولة.
يتحدث ريفي عن مشاهد جرود عرسال بأسى، ويقول: "في العلم العسكري، ما يحصل هو عملية تحطيم ممنهجة لمعنويات الجيش، إذ تم تحييده عن أداء واجباته التي يتوق إلى تحقيقها وتسجيل الإنتصارات من خلالها. ويعتبر أن الصورة الأقسى هي حين رفع حزب الله صور العسكريين الشهداء الذين ذبحوا على أيدي التنظيمات الارهابية، وما تضمنته اللافتات من عبارات بأن حزب الله ثأر للجيش. هذه الصور، وفق ريفي، عبارة عن القول إن الجيش عاجز، ويحتاج إلى من يثأر له أو يرد اعتباره. ويرى أن حملات التحريض والبروباغندا التي اطلقتها ماكينات الحزب اثرت سلباً على صورة لبنان ومكانته.
يقول ريفي: "عندما عارضت انتخاب أياً من حلفاء حزب الله لرئاسة الجمهورية، كنت اعرف أن هذه الخطوة ستشكل استسلاماً لمشروع الحزب وستقوض الدولة. واليوم، وصلنا إلى ما وصلنا إليه، ويتحمل المسؤولية من ساروا بهذا المسار. واتحدث عن الرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع، اللذين يفترض بهما إعادة تقييم هذه الخطوة الكارثية". ويعتبر أن "ما حصل هو تسليم السلطة والبلد لحزب الله من خلال انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية. وتسليم مقاليد الدولة ومؤسساته لمصلحة الدويلة. والدليل على ذلك، ما يحصل في جرود عرسال". ويضيف: "كنا نتمنى على الحكومة وقيادة الجيش اتخاذ قرار جريء كالقرار الذي اتخذته حكومة الرئيس فؤاد السنيورة في العام 2007 لخوض معركة نهر البارد. في حينها، كان الجيش ضعيفاً وبلا مقدرات، لكن القرار اتخذ وحسمت المعركة لمصلحة الجيش. ويقول: "لو كنت قائداً للجيش لا أسمح بما يجري في عرسال". ويوجه ريفي تحية إلى السنيورة، رئيس حكومة ثورة الأرز كما يصفه، والذي كان له ولحكومته شرف اتخاذ القرار بحماية لبنان من ارهاب عصابة المخابرات السورية المسماة زوراً فتح الإسلام، وخرق مع كل الإستقلاليين الخط الأحمر الذي رسمه نصر الله لحماية عصابة حليفه النظام السوري.
وعن توقيت المعركة، يعتبر ريفي أنها لا ترتبط إلا بمسألة واحدة وأساسية، هي إبعاد إيران وحلفائها عن الجنوب السوري. لذلك، شن حزب الله هذه العملية بشكل سريع لتثبيت الوجود ورسم منطقة النفوذ. لكنه يرى أن هذا لن يستمرّ، إذ يشير إلى معلومات تتحدث عن أن شهر أيلول قد يشهد تطورات مهمة في سوريا ولبنان، لاسيما في ما يتعلق بتحجيم نفوذ إيران وحزب الله في سوريا ولبنان. وهذا سيبدأ عبر إصدار قانون العقوبات ضد حزب الله، لافتاً إلى أن هناك معلومات خليجية وأميركية نقلت إليهم أن هناك تحولات ستشهدها سوريا في أيلول على غرار ما حصل في الجنوب السوري، حيث تم إبعاد إيران ومليشياتها من هناك.