جرود عرسال … فيلم إيراني طويل
 

منذ عام ٢٠١٢ وجبهة النصرة تُصدر عبر حساباتها على التواصل الاجتماعي وتطبيق التلغرام فيديوهات عن المعارك التي تدار بينها وبين خصومها. وعند كل معركة في القلمون وجرود عرسال كان ينشر ما يعرف ‘بإعلامي النصرة’ فيديوهات للمعارك وفيديوهات عن اللاجئين في الجرود ويحذر من مدى خطورة هذه المعارك على المدنيين. نوع من بروباغندا لكسب التعاطف السني.

في هذه المعركة الاخيرة الوهمية جرى ٥ أشياء مغايرة لكل ما كان يحصل قبل:
١) ليس هناك ولو فيديو واحد عن ‘المعارك’ لإعلامي النصرة على التواصل الاجتماعي. نحن نسمع الأخبار فقط من مصدر واحد وهو ‘الاعلام الحربي’ التابع لحزب الله
٢) ضمن هذه الفيديوهات رأينا جثث لمقاتلين. اللحى المقصوصة والشعر المقصوص والثياب الشتوية تؤكد أنهم ليسوا مقاتلي جبهة النصرة. النصرة شعرهم طويل واللحى طويلة ومعظمهم يرتدي اللباس الباكستاني. لم أرى واحد بين القتلى على هذا الشكل.
٣) هل يعقل ان الجبهة كانت على العلم بالمعركة ولَم تحضر القسم الإعلامي للمواكبة؟
٤) ظهر اليوم فيديو لأسرى حزب الله على حساب وهمي عبر يوتيوب لم يكن موجود قبل وشكلهم ممتاز وحالقين وثياب ملونة وحيط مطروش وكنباية جلد. هناك شيء غريب جداً في هذا الإصدار.
٥) لم يصدر اي فيديو عن ضرورة حماية اللاجئين في الجرود وهذا أمر مستغرب لكل متابع ملف جبهة النصرة منذ عام ٢٠١٢.

أيضاً يؤكد مصدر في عرسال مقرب من الشهيد أحمد الفليطي رحمه الله انه كان في طريقه الى الجرود للتفاوض وتم اغتياله قبل أن يلتقي أبو مالك التلة.

لذلك أغلب الظن ان أبو مالك وجماعته أبرموا صفقة وتركوا الجرود عبر الاراضي السورية بإتجاه ادلب وذلك منذ إعلان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير ان هذه معركة الاخيرة في الجرود.

صور المغاور الفارغة التي شاهدناها عبر مراسلين ‘الاعلام الحربي’ تشير بأنها أفرغت منذ فترة وليس من قريب.
كل المعلومات والدلائل تشير الى أن أبو مالك التلة وجماعته تَرَكُوا الجرد منذ فترة وكل ما نراه من إعلام حربي ليس الّا فيلم طويل وإلا كيف يسمح للإعلام بالبث المباشر من الجرود؟