بحفاوة رسمية لافتة ومواكبة إعلامية ملحوظة لتغطية الحدث، دخل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري البيت الأبيض أمس حيث كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب في استقباله عند المدخل الرئيسي للترحيب بزيارته واصطحابه شخصياً إلى المكتب البيضاوي حيث عقدا اجتماعاً ثنائياً عبّر خلاله ترامب عن الشعور بـ"شرف عظيم" لاستضافته الحريري الذي ردّ بدوره معرباً عن سروره بهذا الاجتماع "للتأكيد على أنّ شراكتنا في محاربة داعش وكل أنواع الإرهاب مستمرة لما فيه خير المنطقة".
الأمر الذي عاد فشدد عليه ترامب في معرض تنويهه بـ"الإنجازات العظيمة" التي حققها الجيش اللبناني في حربه ضد الإرهاب قائلاً: "الولايات المتحدة والجيش الأميركي فخوران بالمساعدة في هذه الحرب، وسنستمر في ذلك، وبمساعدة أميركا تستطيع أن تضمن أن الجيش اللبناني سيكون المدافع الوحيد الذي يحتاجه لبنان وهو قوة محاربة قوية وفعالة جداً"، في وقت برز الحرص المشترك الذي أبداه الزعيمان على تعزيز الشراكة الأميركية - اللبنانية في سبيل حماية استقرار لبنان.
وأوضح الحريري أنه بحث خلال الاجتماع مع الرئيس الأميركي "الوضع في منطقتنا والجهود التي نبذلها في لبنان من أجل حماية استقرارنا السياسي والاقتصادي بالتزامن مع محاربة الإرهاب"، منوهاً كذلك بدعم الولايات المتحدة للجيش والأجهزة الأمنية إضافة إلى دعم اليونيفيل للمحافظة على السلام والاستقرار على الحدود الجنوبية، وسط تجديده التزام الحكومة اللبنانية بالقرار 1701 وجميع قرارات مجلس الأمن الدولي.
وإذ لفت الانتباه تركيز الرئيس الأميركي خلال كلمته على إدانة ارتكابات "حزب الله" ودوره التخريبي في المنطقة لمصلحة إيران، برز إعلانه رداً على أسئلة الصحافيين، أنه بصدد إعلان موقفه من العقوبات الجديدة التي يتخذها الكونغرس ضد "حزب الله" خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة، فضلاً عن تطرقه كذلك إلى الموقف من دور الحزب في سوريا. في حين أكد الحريري إزاء الموضوع نفسه أنه يقوم باتصالات عدة وستكون لديه جولات عدة في الكونغرس "لكي نتمكن من التوصل إلى تفاهم بشأن هذه العقوبات".
ورداً على سؤال حول ما إذا كان مطمئناً بعد اجتماعه بترامب لاستمرار الدعم الأميركي للجيش اللبناني، أجاب الحريري: "نحن مطمئنون، وكان هناك حوار صريح مع فخامة الرئيس، وإن شاء الله الدعم سيستمر كما كان عليه في السابق للجيش والقوى الأمنية، وهذا الأمر متروك للجيشين اللبناني والأميركي للتقرير بشأن أنواع الأسلحة والتدريبات التي يحتاجونها".