البكاء مرتبط بالمرأة أكثر من الرجل، وذلك لأنها مخلوق عاطفي عكس الرجل تماماً، فهي تبكي عندما تحزن وتبكي أيضاً عندما تفرح.
وقد أثبتت الدراسات العلمية أن مسألة بكاء المرأة ترتبط بشكل أساسي بهرمون البرولاكتين، أو هرمون الحليب كما يسمى، الذي يفرزه الجسم كردة فعل على التوتر والحزن ومشاعر الاكتئاب.
وذكر أن هذا الهرمون الذي ينظم افرازات الحليب وينشط نمو أنسجة الثدي قد يؤدي ارتفاعه في الجسم بسبب الحالة النفسية للمرأة الحزينة إلى انقطاع الدورة الشهرية، حيث لاحظ الباحثون أن سيدة كانت تبكي من دون سبب واضح أو لأتفه الأسباب، وكانت تعاني من انقطاع الدورة الشهرية بسبب ارتفاع نسبة البرولاكتين في جسمها، ولكن عندما أعطيت عقاراً لخفض نسبة هذا الهرمون عادت إليها الدورة الشهرية ولم تعد تذرف الدموع كالسابق.
تعاني 40% من النساء من بعض الأعراض التي تسبق الحيض مثل آلالم والمغص والصداع، في حين أن حوالي 2-10% من النساء يحتجن لمساعدة طبية للتغلب على الأعراض التي تسبق الدورة الشهرية.
هذا ولاحظ الأطباء أن هناك زيادة في معدلات دخول المستشفيات والحوادث والجرائم والإنتحار بين النساء في فترة ما قبل الدورة، حيث تكون المرأة في حالة حساسية نفسية عالية.
وفي محاولة للتفريق بين الحالات الطبيعية والحالات التي يمكن اعتبارها مرضية فإن الدليل التشخيصي والإحصائي الأميركي الرابع DSM V I يضع اقتراحاً للخصائص التشخيصية للحالات المرضية كالتالي:
1. مزاج مكتئب ومتقلب بشكل واضح مع إحساس باليأس.
2. قلق واضح وتوتر.
3. تغيرات سريعة في المشاعر؛ مثل البكاء، الحزن أو زيادة الحساسية .
4. غضب وسرعة استثارة وزيادة في الصراعات الشخصية (فتكثر المشاكل والمشاجرات).
5. ضعف الإهتمام بالأنشطة المعتادة.
6. ضعف التركيز.
7. الخمول، وسرعة التعب وانخفاض الطاقة.
8. تغير واضح في الشهية للطعام :حيث تزيد الرغبة بشكل واضح للطعام أو لبعض أنواعه على وجه التحديد وأحياناً تقل الرغبة فيه .
9. اضطراب النوم بالزيادة أو النقصان.
أعراض جسمانية:
آلام وتورم في الثدي، صداع، آلام بالمفاصل والعضلات، شعور بالانتفاخ والتورم، زيادة الوزن. وهذه الأعراض تؤثر بوضوح في نشاطات المرأة كالعمل أو الدراسة أو الأنشطة الاجتماعية أو الهوايات.
الأسباب:
1. عوامل بيولوجية:
• الهرمونات الجنسية: حيث وجد زيادة في معدل الاستروجين/ بروجستيرون في الحالات التي تعاني أعراضاً شديدة . وتعتبر هذه الزيادة هي العامل الأساسي الذي يؤثر في المخ وفي الغدد الصماء فيحدث الاضطرابات المذكورة.
• نقص مستوى الإندورفين (المورفين الداخلي) ويتبع ذلك زيادة القابلية للألم بأنواعه.
• اضطراب نشاط الغدد الصماء مما يؤدي إلى اضطراب الهرمونات التالية: ثيروكسين، كورتيزون، برولاكتين، ميلاتونين.
• زيادة البروستاجلاندين.
• نقص الفيتامينات.
• اضطراب الدورة البيولوجية.
2. عوامل جينية: 70% من بنات الأمهات المصابات يعانين من المرض.
3. عوامل نفسية:
بينت بعض الدراسات أن النساء العصبيات يكن أكثر عرضه للاضطراب وأيضاً النساء اللاتي يرفضن الدور الأنثوي سواء شعورياً أو لاشعورياً. يضاف إلى ذلك من لديهن تاريخ مرضي سابق للاضطرابات النفسية .
4. عوامل اجتماعية:
تملك المعتقدات الدينية والاتجاهات الثقافية والاجتماعية تأثير كبير على حالة المرأة في مواجهة تقلبات الدورة الشهرية.
العلاج:
وفي غالبية الحالات الخفيفة والمتوسطة، لا تحتاج المرأة إلى علاج طبي وإنما تحتاج لدعم ومساندة من المحيطين بها وتحتاج هي أن تتقبل هذا الحدث مثل أي حدث طبيعي على أنه ضرورة للحياة والتكاثر وهو جزء من الدورات البيولوجية الكثيرة التي تحدث في الإنسان.
تساعد الرياضة البدنية كثيراً على التوازن البيولوجي والنفسي حيث تنظم توزيع السوائل والدهون في الجسم وتساعد على إفراز الإندورفين، وهي وصفة علاجية قوية ومؤثرة ولكن للأسف الشديد يصعب على كثير من النساء الشرقيات أداءها لأسباب اجتماعية متعددة وغير منطقية.
أما العلاج الدوائي فهو يستخدم فقط في الحالات الشديدة التي تحتاج للعناية الطبية.
(البوابة)