وأوضحت دي يونغ في تقريرها أنّ عدداً من المشرّعين الأميركيين والمسؤولين في البيت الأبيض اعتبروا أنّ هذه الاستراتجية تنم عن قصر نظر، وتخوّفوا من أن تمنح الامتيازات في سوريا لروسيا وإيران والرئيس السوري بشار الأسد على المدى البعيد، وبالتالي إفساح المجال أمام "داعش" لإعادة بناء نفسه.
وفيما لفتت دي يونغ إلى أنّ منتقدي هذه الاستراتيجية يشككون في إمكانية الوثوق بروسيا وإيران من بعدها ومن استمرار الحرب الأهلية، كشفت أن المفاوضات بين واشنطن وموسكو جارية على رغم اتجاه الكونغرس هذا الأسبوع إلى التصويت على فرض عقوبات جديدة على روسيا وإيران.
في السياق نفسه، نقلت دي يونغ عن مسؤولين أميركيين، رفضوا الكشف عن هويتهم، قولهم إنّ الولايات المتحدة والمجموعات المسلحة التي تساندها سيقبلان بسيطرة الأسد على أغلبية الأراضي الواقعة وسط سوريا وفي جنوبها وصولاً إلى غرب الفرات مبدئياً، على أن يتوجه المقاتلون المدعومون أميركياً للسيطرة على البلدات الكائنة على طول النهر حتى الحدود العراقية، وذلك بعد استعادة الرقة من "داعش".
عن إعلان ترامب إنهاء برنامج وكالة الاستخبارات المركزية لتسليح المعارضة وتدريبها في سوريا، نقلت دي يونغ عن السيناتور جون ماكين قوله: "إنّ تقديم أي تنازلات لروسيا، دون استراتيجية موسعة في سوريا، أمر غير مسؤول وقصير النظر، وعلى الإدارة أن تفصح عن رؤيتها المتعلقة بسوريا بعد هزيمة داعش".
من جهته، ألمح "معهد دراسة الحرب" في واشنطن إلى أنّ روسيا تحدث تغييرات بحملتها الجوية في سوريا للضغط على الولايات المتحدة للتعاون معها.
بدوره، حذّر السيناتور تيم كاين من اعتماد بلاده على موسكو ومن تأكيدها التزام إيران بالاستراتيجية الجديدة، متخوفاً من تقويض فرص التوصل إلى تسوية سياسية في سوريا وبقاء الأسد.
في ما يتعلّق بالأسباب التي تقف وراء بقاء الاسترايتجية الأميركية هذه "على النار"، تحدّثت دي يونغ عن وجود "جبهة النصرة" المتزايد في شمال غربي سوريا، وفي إدلب تحديداً.
ختاماً، نقلت دي يونغ عن مسؤولين أميركيين قولهم إنّ استراتيجية واشنطن الحالية تقضي باحتواء المنطقة المذكورة والتعاطي معها لاحقاً، وذلك على رغم قصف طائرات التحالف قياديي "النصرة" بشكل متكرر خلال الأشهر الأخيرة.
( WP)