وخلص فيسك إلى أنّ تعاونًا سريًا روسيًا كرديًا سوريًا يحصل في البادية السورية عبر "مركز تنسيق"، وذلك لأنّ جميع الأطراف في سوريا سعت منذ إندلاع الحرب الى تفادي أي إشتباك عسكري بين موسكو وواشنطن.
وقال فيسك: "بعد التقدّم العسكري السوري الى حدود عاصمة "داعش" الرقة، بات الروس والجيش السوري ووحدات حماية الشعب الكرديّة نظريًّا حلفاء للولايات المتحدة في حملتها، فقد وضعوا إتفاقًا سريًا في البادية لتجنّب أي أخطاء بين القوات المدعومة من روسيا والقوات المدعومة من الولايات المتحدة".
ويظهر جليًا أنّ الجيش السوري قد تدخل في حملة "التحالف" ضد "داعش"، بحسب فيسك الذي أشار إلى أنّ أحد جنرالات الجيش الروسي في سوريا إبتسم له باحترام إلا أنّه رفض التحدث معه، وقال له مقاتل كردي بالغ من العمر 24 عامًا "كلنا هنا في حملة واحدة ضد داعش". وأضاف إنّه خلال الأسبوعين الأخيرين نفذت الطائرات الروسية غارة عن طريق الخطأ على موقع كردي.
وتابع: "لدينا مركز عمليات في البادية، وآخر في عفرين من أجل تنسيق الحملة. نسعى لأن نكون قوة واحدة تُقاتل معًا ضد التنظيم".
ورأى فيسك أنّ وجود هؤلاء في البؤر الصحراوية تظهر كم تنظر موسكو بجدية إلى إستراتيجية الحرب السورية والحاجة الى مراقبة "قوات سوريا الديمقراطيّة" التي دخلت الرقة بدعم من الطيران الأميركي. ويشكّك الأتراك بهذه القوات، وسيغضبون من معرفة أي تعاون سوري كردي، على الرغم من أنّ أنقرة ودمشق تُعارضان بشدّة إقامة دولة كرديّة مستقلّة.
وأكّد فيسك أنّ مركز العمليات المشتركة لوحدات حماية الشعب الكرديّة، من الروس والسوريين تؤكّد العمل على تجنّب الإشتباك بين موسكو وواشنطن.
وقال "الجنرال صالح"، وهو قائد الفصيلة السورية على حدود الفرات، ويعمل الى جانب العميد سهيل الحسن الملقّب بـ"النمر"، إنّ قواته يمكنها، إذا أرادت، أن تصبح في وسط الرقة خلال 5 ساعات. وتحدّث كيف تمكّنت قواته من إخراج "القاعدة" و"داعش" من مدينة الشيخ نجار الإستراتيجية وكيف انتقلت شرقًا نحو قاعدة كويرس الجوية الى السيطرة على دير حافر، ومدن أخرى في حلب وغيرها.
وقال "إن قواتنا تبعد 7 أميال عن الفرات بين الرقة ودير الزور، و14 ميلاً عن وسط الرقة، و10 أميال عن قاعدة الطبقة". وأضاف: "كم داعشي نقتل، لا نكترث، لا أهتم إن قتلنا من "داعش" أو "النصرة" أو "القاعدة"، فكلّهم إرهابيون. مقتلهم لا يهم، إنّها حرب". وشدّد على أنّ "رئيسنا (أي الرئيس السوري بشار الأسد) قال إنّنا سنستعيد كلّ رقعة في سوريا".
(إندبندنت)