فيما كانت رحى المعارك لا تزال تدور على تلال عرسال وجرودها، مع أن اعلام حزب الله كان يُشدّد على ان المواجهة في يومها الرابع، اوشكت على النهاية، كان الرئيس سعد الحريري من الكابيتول في واشنطن، يعلن ان «لبنان يشهد الكثير من التحديات الا انه ينعم بالاستقرار على الرغم من كل ما تشهده المنطقة من حروب، وهو لا يزال نموذجاً للإعتدال في المنطقة، يجب المحافظة عليه وتعميمه للحفاظ على الأقليات في المنطقة كلها، خاصة وأن الدستور اللبناني يكفل هذه الحقوق.
ومن زاوية ان أبرز التحديات التي تواجه لبنان اليوم: الأمن وأزمة النازحين، واستعداداً لتتويج اللقاءات باستقبال الرئيس دونالد ترامب اليوم للرئيس الحريري والوفد المرافق، استهل الرئيس الحريري اجتماعاته بلقاء مساءً مع مجلس شؤون الموظفين في لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي كريس بروز ومدير سياسة اللجنة ماثيو دونافان، بحضور الوزير جبران باسيل وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة.
وبعد الظهر، زار مقر البنك الدولي حيث التقى المديرة التنفيذية للبنك كريستالينا جبور جيفا، بحضور الوفد المرافق ثم اجتمع مع فريق العمل اللبناني في البنك وصندوق النقد الدوليين وممثل المجموعة العربية في البنك الدولي ميرزا حسن وممثل المجموعة العربية في صندوق النقد حازم الببلاوي ومدير الشرق الأوسط ووسط آسيا في صندوق النقد جهاد أزعور.
وعلمت «اللواء» ان الجانب اللبناني كان يُشدّد خلال لقاءاته في الكابيتول ومقر البنك الدولي على أهمية المساعدة الدولية والأميركية على وجه الخصوص لعودة النازحين السوريين إلى مناطق آمنة داخل سوريا.
وقال موفد «اللواء» إلى واشنطن ان الرئيس الحريري شدّد خلال لقاءاته التمهيدية سواء في الكونغرس أو البنك الدولي على أهمية تحييد لبنان والاستمرار بتسليح الجيش اللبناني، وعلى الأهمية الاستثنائية للمساعدة الاقتصادية، ووصف مصدر شارك في الاجتماعات النتائج الأوّلية بالجيدة.
وفي مستهل اللقاء تحدث حسن مرحباً بالرئيس الحريري في مجموعة البنك الدولي ولقاء زملائنا من الجالية اللبنانية العاملين في البنك وصندوق النقد.
ثم تحدث الرئيس الحريري معبراً عن فخره بالاجتماع، وقال: وجودكم هنا يعزز دور لبنان ويثبت دور اللبنانيين وقدراتهم على الابداع في كل العالم. ان لبنان اليوم وكما تعلمون يعيش معجزة صغيرة وسط منطقة مشتعلة، وقد استطعنا ان نتوصل في لبنان الى نوع من التوافق لكي نحافظ على البلد، خاصة واننا نرى ما يحدث في سوريا والعراق وغيرها من المناطق العربية.
همي الوحيد هو كيفية المحافظة على لبنان وان نبذل كل ما في وسعنا لنتمكن من النهوض بالبلد وتثبيت الاستقرار والنهوض بالاقتصاد، وهذا يشكل اليوم اساسا لما اتيت للتحدث به في البنك الدولي لاننا في لبنان نعرف ان لدينا شراكة في مكان ما مع البنك تعود الى عشرات السنين خلت، ونسعى الى تطويرها لكي نتمكن من النهوض بالاقتصاد اللبناني خاصة في هذه المرحلة الصعبة التي نمر بها، اكان فيما يتعلق بالنمو في لبنان او العجز الذي يعاني منه في ظل وجود مليون ونصف مليون نازح سوري.
وقال: تعلمون جيدا انه قبل بدء الازمة في سوريا كانت البنى التحتية في لبنان مستهلكة واليوم مع اضافة مليون ونصف نازح سوري فلنتخيل مدى الاهتراء الذي لحق بهذه البنى.الحمد لله ان فخامة الرئيس وانا تمكنا من ان نصل الى حل سياسي في البلد واساس هذا الحل هو حماية لبنان من كل ما يحدث خارجه وتحصين الداخل من خلال طرح المشاريع المتعلقة بالنهوض، وانا فخور برؤيتكم موجودين هنا في هذه المؤسسة العريقة التي لطالما ساعدت لبنان.
وردا على اسئلة الحضور قال الرئيس الحريري ان هامش الاستثمار في البلد واسع جدا على الرغم من التحديات الكبرى التي نواجهها فقانون الانتخابات الذي اقريناه مؤخرا كان من اصعب الامور التي من الممكن ان تمر ، وقد استغرق اكثر من سبع سنوات من النقاش ولم يقر، ولكننا تمكنا خلال اشهر عدة من اقراره لان هناك توافقا وجوا ايجابيا. جميعنا يعمل على تدوير الزوايا في كل المواضيع ويجب القيام بذلك لاننا نعلم انه في نهاية المطاف اننا اذا اختلفنا سيحدث مشكل كبير في البلد ونحن لا نريد العودة الى الوراء، لذلك فهذا التوافق قائم بيننا وبين رئيس الجمهورية وبين سائر الافرقاء في الحكومة.
وختم قائلا: هناك امور سياسية قررنا ان نختلف حولها ولا يمكن ان نتفق عليها كموضوع ايران او سوريا، هم مع ونحن ضد، ولكننا اتفقنا على ان هذا الاختلاف لن يعطل العمل الحكومي.
كما اننا نعمل على تسريع اقرار المشروع المتعلق بالنفط والغاز وسيصار الى اقراره في مجلس النواب في الاسابيع المقبلة بعد طول انتظار، كذلك فقد تم اقرار سلسلة الرتب والرواتب مع كل الاصلاحات والاضافات بالواردات التي تضمنتها.
اليوم الجميع واع لحجم التحديات التي نواجهها والى ضرورة اقرار الاصلاحات وهناك فرصة للقيام بها والجميع جاهز لتقديم التنازلات لانهم مقتنعون بانها السبيل الوحيد للمضي قدما للنهوض بالبلد، فالوضع في لبنان صعب ولكنه ليس مستحيلا.
اجتماع أمني
وفي بعبدا ترأس الرئيس ميشال عون أمس الاجتماع الأمني الذي كان أشبه بجلسة عسكرية، حيث كان عرض لمواقع انتشار المسلحين المحاصرين واماكن محاصرتهم، وما إذا كانت هناك من مسارب لأي فرار محتمل، فضلاً عن انتشار الجيش على الحدود والمواقع الاستراتيجية، وجرى التركيز خلال الاجتماع على أهمية حماية المدنيين في عرسال والنازحين الموزعين على 18 مخيماً في المنطقة وجرى التأكيد على تعزيز القوى الأمنية لحماية الحدود، وكان الرئيس عون واضحاً في مسألة حماية المواطنين والنازحين.
وبحسب مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية، نوّه الرئيس عون بجهوزية الجيش واستعداده لصد أي اعتداء على الأراضي اللبنانية وحماية السكان والنازحين وتأمين سلامتهم في عرسال ومحيطها، وفي سائر القرى والبلدات على امتداد الحدود.
وفي موقف لافت، اعتبر عون ان نتائج التطورات الميدانية الأخيرة ستكون إيجابية على صعيد الحد من اعتداءات الارهابيين وممارساته ضد المدنيين والعسكريين على حدّ سواء وسوف تعيد الأمن والاستقرار إلى الحدود.
وعلى خط آخر لم يعرف بعد ما إذا كانت المعركة ستستمر لمحاربة داعش بعد الانتهاء من جبهة النصرة، وعلم أن هناك مفاوضات يقودها العامل على هذا الخط حول الحصول على انسحابات وشروط معينة على غرار ما جرى في باقي المناطق السورية.
من ناحية ثانية، أوضح وزير شؤون النازحين معين المرعبي لـ«اللواء» أنه منذ ثلاثة أسابيع طلب عدد من النازحين الاجتماع به لطلب العودة أو السفر الى بلد ثالث بعد الأحداث التي حصلت بحق النازحين، وكشف أنه طلب أن يتم تسليمه مذكرة خطية للتوثيق وان يكون الاجتماع في حضور ممثلين عن المفوضية السامية للاجئين وكان من المفترض حصول اللقاء أمس في حضور هؤلاء الممثلين إلا أنه في أثناء المشاركة بواجب التعزية بنائب رئيس بلدية عرسال السابق أحمد الفليطي موفداً من الرئيس الحريري والإطلاع على أحوال أبناء المنطقة والنازحين تمت تلاوة المذكرة وتسليمي إياها أمام الحاضرين في المخيم.
وفي رد على سؤال قال إن الموضوع يجب أن يدرس مع مفوضية شؤون اللاجئين التي من المفترض أن تتولى تفاصيله مع الأتراك والسوريين.
يذكر ان المذكرة تضمنت رغبة هؤلاء النازحين بالعودة إلى سوريا فور توفّر الأمن والأمان، وإذا لم يتوفر ذلك فإلى جرابلس في سوريا، بالتنسيق مع الدولة التركية والأمم المتحدة في حال كانت الأوضاع الأمنية تسمح بذلك.
مواقف سياسية
في هذا الوقت الذي طغت فيه التطورات الامنية والعسكرية في معركة جرود عرسال، على المشهد السياسي اكد تيار المستقبل في بيان رفضه ان يتخذ الآخرون من محاربة الارهاب سبيلاً لتجاوز الدولة ومؤسساتها الدستورية ووسيلة لتبرير المشاركة في الحروب الاهلية العربية او التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان العربية، مشيرا الى انه «لن يقع في خطيئة اعتبار المعارك الدائرة في جرود السلسلة الشرقية فرصة لاضفاء الشرعية الوطنية على مشاركة الحزب في الحرب السورية، مهما بلغ حجم التهديدات والرسائل المكتوبة والمتلفزة التي تهدد المعترضين على سياسة حزب الله بالقتل والابادة.
وحمّل المكتب السياسي لحزب الكتائب السلطة السياسية مسؤولية التنازل عن سيادة لبنان وعن واجبها في تحرير ارضه، مؤكدا على دور الجيش اللبناني في مكافحة الارهاب والحفاظ على سيادة لبنان وامنه واستقراره وحماية حدوده.
أما «القوات اللبنانية» فرأى وزير الشؤون الاجتماعية بيار بوعاصي «اننا معنيون فقط بالقرارات التي تتخذها الحكومة اللبنانية وتنفذها الأجهزة الأمنية، مشيراً إلى اننا ننظر إلى ما يجري في جرود عرسال من منظار «حزب الله»، مجداداًً التشديد عن الدعم المطلق للجيش اللبناني فقط.
معركة الجرود
ميدانياً، أفادت آخر المعلومات عن هدوء حذر في جرود عرسال نتيجة توقف القصف المدفعي والصاروخي منذ الخامسة عصراً، لافساح المجال أمام عمليات تمشيط وتنظيف المواقع التي سيطر عليها «حزب الله» بعد ان اعلنت قيادته ان «المعركة باتت على مشارف نهايتها»، داعية المسلحين إلى «تسليم أنفسهم مع ضمان سلامتهم حقناً للدماء»، فيما أفاد الإعلام الحربي التابع للحزب من «حصول حالات فرار وانسحابات واسعة في صفوف إرهابيي «النصرة» بواسطة دراجات نارية في اتجاه خطوط التماس مع «داعش» شرق جرود عرسال ووادي حميد والملاهي، حيث مخيمات النازحين، مما دفع الجيش اللبناني إلى تعزيز اجراءاته الأمنية في المنطقة لعزل المخيمات عن الجرود، وهو كان عمل صباحاً على تسهيل دخول النازحين من المخيمات في وادي حميد إلى داخل البلدة، وسهل بالتعاون مع الصليب الأحمر على دخول 79 من النساء والأطفال إلى عرسال البلدة.
وكان «حزب الله» نفذ صباحاً هجوماً واسعاً تخللته اشتباكات من جهات عدّة باتجاه حصن الخربة ووادي الخيل، أهم معاقل جبهة «النصرة» في جرود عرسال، وأقرت تنسيقيات المسلحين عن سيطرة الحزب على وادي الخيل، كما سيطر الحزب على كامل وادي المعيصرة وعلى مرتفع قلعة الحصن الذي يشرف بشكل مباشر على مثلث معبر الزهراني شرق الجرد وعلى وادي الخيل، إضافة لوادي معروف ووادي كحيل ووادي الزعرور ووادي الدم والدفايق.
ولم يعرف بعد مصير امير «النصرة؛ في الجرود ابو مالك التلي، سوى انه بات محاصراً في مربعي الزمراني والعجرم، اللذين كانا هدفا للطائرات السورية، وانه لم يبق له خيار سوى اللجوء الى مناطق «داعش» الى الشمال الشرقي، مقابل رأس بعلبك والقاع، حيث يفترض ان تدور هناك وقائع المرحلة الثانية من المعركة.
وشيع الحزب، امس، احد قادته العسكريين والميدانيين، جعفر علي مشيك الذي قضى في وادي الخيل، في بلدته كفردان غربي بعلبك، كما شيع واهالي بلدة طليا شرقي بعلبك حسن عباس المصري.
من ناحية ثانية، نفت مصادر امنية ان تكون الاجهزة الامنية قد حددت مكان تواجد العسكريين المخطوفين لدى «داعش»، مشيرة الى ان كل المعلومات التي تحدثت عن هذا الموضوع لا اساس لها من الصحة.
وفي سياق متصل، رفع حزب الله بعد صور شهداء الجيش الاربعة، على اكبر معاقل النصرة في جرود عرسال، في دلالة على انه قضى على المجموعة الارهابية التي عمدت الى اعدام الشهداء الاربعة بعد احتجازهم في آب من العام 2014.
اللواء : الحريري في البنك الدولي .. الإختلاف في لبنان لن يعطل العمل الحكومي
اللواء : الحريري في البنك الدولي .. الإختلاف في لبنان لن...لبنان الجديد
NewLebanon
|
عدد القراء:
221
مقالات ذات صلة
الجمهورية : السلطة تحاول التقاط أنفاسها... والموازنة تفقدها...
الاخبار : السفير الروسي: الأميركيّون يهيّئون لفوضى في...
اللواء : باسيل يتوعَّد السياسيِّين.. ورعد...
الجمهورية : مجلس الوزراء للموازنة اليوم وللتعيينات غداً.....
الاخبار : الحريري بدأ جولة...
اللواء : هل يستجيب عون لطلب تأجيل جلسة المادة...
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro