حين سمعت الخبر أول مرة لم أهتم، ظننت الموضوع تشابه أسماء، فقد ابلغني في آخر اتصال أنه خارج لبنان، لكن حين تأكدت من الإعلامي بسام القادري مزقتني الآلام والدموع، وقلت: إنهم يضمرون لعرسال شراً.
أحمد الفليطي كان نائب رئيس بلدية عرسال، القرية الحدودية في قضاء بعلبك-الهرمل في لبنان، اكتظت عرسال باللاجئين الذين هجّرهم حزب الله الإرهابي من سوريا، ولم يكتف بذلك، بل أراد تهجير البلدة بأهلها ولاجئيها ليفرض على الشريط البقاعي الحدودي مع سوريا «نقاء» طائفياً، وعبر عن ذلك علناً عبر أبواقه معمماً على اللاجئين والأهالي تهمة الإرهاب.
بحكم مكانة الفليطي بين العراسلة وتفويضه من الدولة اللبنانية، أسهم في تحرير أسرى الجيش وراهبات معلولا من جبهة النصرة.
بدأ حزب الله -بذريعة مكافحة الإرهاب- قبل أيام معركة «تحرير جرود عرسال»، وهنا عاد الفليطي ليمارس دوره الدائم المصرح رسمياً: الوصول إلى تسويات تحقن دماء السوريين واللبنانيين، وتحفظ أمن عرسال، لكن غدر حزب الله أصابه، وإهمال إسعافه قتله.
إقرأ أيضا : معارك جرود عرسال تحقق شبه إجماع وطني فما السبب؟
تميز الشهيد الفليطي بنكران الذات وبالعمل الدؤوب لإحلال السلام في منطقته وحماية أهلها من المؤامرات والاختراقات، آمن باستقلال لبنان وعروبته، وبحق السوريين في الحياة من دون إرهاب واستبداد، وخدم الجيش اللبناني بإخلاص، وقدم صورة حضارية عن اعتدال الإسلام وتسامحه.
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ولعنة الله على الظالمين، لقد استرخصوا دمنا لكن الله عزيز ذو انتقام.