أكّد المحلل في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ديفيد داوود أنّ اعتماد إسرائيل استراتيجية التسعينيات وعدوان تموز التي استهدفت بموجبهما المدنيين والبنى التحتية اللبنانية خلال المواجهة المقبلة مع حزب الله ستُفشل هدفها المتمثّل بالقضاء عليه، زاعماً أنّ ضرب الحزب في سوريا سيقود إلى هزيمته بشكل نهائي
 

وأوضح داوود أن استراتيجية تدمير لبنان عبر ضرب المؤسسات والجيش والبنى التحتية اللبنانية لهزيمة "حزب الله" لن تعيقه بل ستتيح له أن يبقى حياً وأن يزداد قوة، متناولاً "التقاء مصالح" بين الرؤساء اللبنانيين المتعاقبين والحزب في مواجهة تل أبيب.

في هذا الإطار، رأى داوود أن اعتماد إسرائيل هذه الاستراتيجية لن يؤدي إلى انتكاس "حزب الله" بل إلى التفاف اللبنانيين حوله، متخوّفاً من تأثيره على أبناء الطائفة الشيعية على وجه التحديد، ومن التحالفات السياسية التي يبرمها مع غيره من الأفرقاء اللبنانيين، وذلك لقدرتها على زيادة قوته.

في المقابل، ألمح داوود إلى أنّ "حزب الله" يفتقر إلى هذه الميزات في سوريا، حيث يقاتل إلى جانب الرئيس بشار الأسد، مستبعداً انسحابه بعد انتهاء الحرب وداعياً تل أبيب إلى إطلاق العنان لقوتيْها الجوية والمدفعية واستهداف أصوله ومقاتليه في سوريا وإلى تفادي الضربات التي يشنها من الأراضي اللبنانية عبر المنظومات الدفاعية، إذا ما اندلعت مواجهة مقبلة معه.

وتباعاً، ادعى داوود أنّ "حزب الله" شديد العرضة للهجمات الإسرائيلية في سوريا، مرجحاً اضطراره إلى نشر المزيد من المقاتلين في الجانب السوري من الجولان المحتل، حيث يمكن للقوتيْن الجوية والمدفعية الإسرائيلتيْن الاستفادة من المنطقة المفتوحة نسبياً لتحقيق مكاسب أكثر والقضاء على قوة الحزب، على حدّ قوله. وفي السياق نفسه، تحدّث داوود عن إمكانية إقدام إسرائيل في غضون ذلك على تدمير صواريخ "حزب الله" بعيدة المدى في العمق السوري.

إلى ذلك، تناول داوود افتقار "حزب الله" الدعم الشعبي وبالتالي الشرعية المجتمعية في سوريا، حيث ينتمي أغلبية السكان إلى الطائفة السنية، متوقعاً فشله في الحفاظ على الدعم الذي يحظى به في لبنان وزيادته، إذا ما أصر على ضرب إسرائيل من الأراضي اللبنانية.

وعليه، خلص داوود إلى ضرورة تجريد إسرائيل "حزب الله" من قدرته على الاعتماد على البيئة المدنية الداعمة له، ما من شأنه تزويده بغطاء لإعادة بناء ترسانته وصفوفه.

 

 

 

( Haaretz)