وحدهم دون غيرهم يقاتلون في معركة احتشد خارجها اللبنانيون بكل طوائفهم وأحزابهم وأيّدوا السلاح غير الشرعي كما ردّد ويردد المتخمون من جماعة 14آذار وقد تكون المرّة الأول والفريدة في التجربة اللبنانية اذ لم يجتمع اللبنانيون على رأي حتى أثناء الاحتلال الاسرائيلي وكأن الفيروس السوري يجري في الجسم اللبناني بطريقة تجعله يقاتله في كل سلاح متاح وغير متاح.
وحدهم دون غيرهم من حلفاء الرواتب والمواقع فلا توحيد ولا مردة ولا عربي ديمقراطي ولا بعث ولا زوبعة ولا مطرقة ومنجل ولا وئاميون ولا قناديل بحر وشعر واستراتيجيات تعجز عنها مراكز الرأي العالمية ولا عمداء متقاعدون رسموا خطوط النار واللعبة ووضعوا الخطط اللازمة ووصلوا الى نتائج باهرة أبهرت العدو برأسيه الصهيوني والارهابي وجعلوا أميركا ترتجف من هول مخططاتهم الجهنمية ممن لم يمغطون بمغيطة طيلة خدماتهم المرفهة.
إقرأ أيضًا: الجيوش تتقدّم باتجاه عرسال والمستقبل يبكي
وحدهم دون الروس الذين يهددون كل يوم بتحويل إدلب الى موصل أي بإكمال خطة تدمير سورية فلا النخبة المحترفة ولا جنود الجيش ممن جاؤوا ليأكلوا في دمشق بعد جوع مزمن شاركوا في مواجهة إرهاب لم تواجهه روسيا منذ دخولها الى سورية لتدمر وتستعرض خدمات أسلحتها على الشعب لا على الارهاب فهذه الرقّة لم تشهد حتى تهديداً روسياً ولم يزر طيرانها المحافظة طيلة تحليقه في السماء السورية ولم يعارك داعش ولو لمرة واحدة.
وحدهم دون النظام الذي فرّ من البرّ منذ الحرب واستقرّ في الجو لا يغادر طائرة فبقايا جيشه لا يُصلح لتحرير حيّ في زاروب دمشقي وهو متأهب للمغادرة ساعة يأتي الموقف الأميركي تماماً كما فعل في لبنان حينما لمّ غنائمه وغادر لبنان دون توديع حلفائه الذين بكوه أكثر مما بكى عليهم.
إقرأ أيضًا: بوتين: المقاومة لحماية إسرائيل
وحدهم اليوم كما الأمس غرباء في وطن وفي معركة مفتوحة على احتمالات لن يتحملها الاّ الحزب وطائفته على مدى عقود من الزمن طالما أن التاريخ يعيد إنتاج نفسه بطرق أكثر قسوة وهذا ما يجعل الشيعي متحمساً لشهادته ولانتصاره ضدّ نفسه وضدّ غيره كأنه يعيد بناء التاريخ وفق مزاجه أو وفق مشتهاه معتقداً أن إرادة الله قدّ حلت فيه لذا عليه أن يغيّر ما عجز عن تغيره الله والرسول والائمة الأطهار.
إنه مستوى من الإنفعال والتفاعل مع قوتيّ السلاح والعقيدة لهذا يفتح تاريخاً لملاقاة من فقدهم منذ بدء الفتنة وخلع عليّ عليه السلام من خلافة الله ورسوله لتأكيد خيار الالوهية بدلاً من خيار الجماعة البشرية التي أتاحت حروباً وفتناً أسهمت في تغيير المسار الاسلامي بوجهته الشيعية.
إقرأ أيضًا: ميريام كلينك اغربي بجسدك عن الجنوب
غداً سينتصرون ويعودون من حيث آتوا من قراهم الضيقة وأكواخهم الفقيرة حاملين أعراسهم التي لا تتسع لها أرض طالما أن أحلامهم في السماء ولن يصيب سورية سوى ما خطط له الأميركيون وبالتفصيل الممل ولن تكون جرود عرسال آخر المعارك بل هي أوّلها فالمخطط كبير وهو بحجم المستقبل لا بحجم استنزاف الحاضر.
ليتهم قاتلوا لنكتب لهم وبخط من دم أنهم حلفاء وما يصل اليهم من حقوق ومن موازنات تقطع من الشعب الايراني أنهم وفيون وهم في خندق المقاومة يقتلون ويُقتلون وعداً عليهم قطعوه على أنفسهم طالما أنهم طلاب حق ولكن للأسف سيوفهم من ألسنة فقط والكثيرون من هؤلاء سيبدلون اتجاه السوء في ألسنتهم الى هدف أخر حين تتغير موازين القوى فهم دائماً مع القوي أيّاً كان شكله ولونه ومصدر ماله فهم كما وصفهم الحسين ابن علي عليهما السلام ينعقون مع كل ناعق ويميلون مع كل ريح.