يومٌ ثالث خاضَ فيه الجيش اللبناني و«حزب الله» مزيداً من المواجهات في جرود عرسال على طريق تحريرها من «جبهة النصرة» و«داعش» وغيرهما من التنظيمات الإرهابية، بحيث لم يَعلُ في الساحة صوتٌ سوى صوتِ المعركة التي يبدو أنّها ستستمرّ حتى إنجاز المهمّة التي حُدّدت لها، وهي تحرير الحدود اللبنانية ـ السورية من الاحتلال الإرهابي وما يشكّله من تهديد للأمن اللبناني عموماً. وحسب المعطيات، فإنّ اليوم الثالث من المعركة انتهى إلى استعادة سبعين في المئة من جرود عرسال التي تسيطر عليها «النصرة»، وسُجّلَ فيها سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الإرهابيين، في وقتٍ شيَّع «حزب الله» مجموعة من شهدائه الذين سقطوا في المواجهات وتوزّعوا على مناطق عدة في البقاع والجنوب وبيروت. كلّ ذلك يجري وسط هدوء على الجبهة السياسية خرَقته زيارة الرئيس سعد الحريري إلى واشنطن التي سيتوّجُها بلقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب غداً الثلثاء في البيت الأبيض، إذ سيكون ملفّ مكافحة الإرهاب أحد أبرزِ المواضيع التي ستتناولها المحادثات اللبنانية ـ الأميركية.
قالت مصادر شاركت في كواليس التحضير لزيارة الحريري لواشنطن لـ«الجمهورية» إنّ الحريري يخوض محادثات صعبة والموضوع الاكثر سخونة الذي سيُثار خلالها بالتزامن مع معركة عرسال سيكون دور «حزب الله» حيث يرفض الاميركيون ايّ تنسيق بينه وبين الجيش اللبناني وقد ابلغوا هذا الرفض سرّاً الى الجانب اللبناني عبر القنوات المعنية بهذا الامر، إذ انّه على اثر زيارة ضباط من الجيش لمعلمِ مليتا قدّم ثلاثة من اعضاء الكونغرس اقتراحات بتجميد المساعدات الاميركية للجيش. (التفاصيل ص.7)
ميدانياً
ميدانياً خاض الجيش اللبناني و»حزب الله» أمس في جرود عرسال مزيداً من المواجهات الكبيرة مع «جبهة النصرة» وبقيّة التنظيمات الارهابية، وانتهت الجولة الثالثة من المواجهات الى توسيع رقعة سيطرة «حزب الله» وتحرير ما يزيد عن سبعين في المئة من هذه الجرود، إذ اقتحَم مراكز ومواقع مهمة لـ«جبهة النصرة» وسيطر عليها، وأبرزُها وادي العويني ومرتفع شعبة القلعة الذي يعَدّ يرتفع 2350 م عن سطح البحر ويشرف على واديَي الدب والريحان. ودخل مقاتلوا الحزب إلى مقر قيادة عمليات «النصرة» في عقاب الخيل.
كذلك حرّر مقاتلو الحزب جرود فليطة السورية بكاملها. وأكّدت غرفة عمليات المقاومة أنّ 46 قتيلاً وعشرات الجرحى من «جبهة النصرة» سَقطوا في حصيلة اليوم الثالث من المعارك في جرد عرسال، فيما لقيَ 23 آخرين مصرعَهم في جرد فليطة في القلمون الغربي.
وإذ أقرّت «تنسيقيات» المعارضة المسلّحة في سوريا بسقوط عدد كبير من مسلحي «النصرة» في معارك الجرود هذه الواقعةِ بين الحدود اللبنانية ـ السورية، أعلنَت «سرايا أهل الشام» (المتحالفة مع «جبهة النصرة»، وإحدى فصائل «الجيش السوري الحر») وقفَ إطلاقِ النار في جرود عرسال تمهيداً للمفاوضات والتحضير لخروج آمنٍ لمسلّحيها أو الاستسلام للجهات المختصة.
الجيش
وفي موازاة ذلك، ظلّ الجيش ثابتاً على موقفه ومؤدّياً الدور الوطني المطلوب منه، متصدّياً لتسللِ أيّ مِن المسلحين الى داخل عرسال أو الى مواقعه.
وأكّد مصدر أمني لـ«الجمهورية» أنّ «الجيش ما زال يترصّد أيّ تحرّكات مشبوهة في اتّجاه مواقعه ويقصف المسلحين الذين يقتربون من عرسال»، لافتاً الى أنّ «الجيش دخل أمس مع الصليب الأحمر الى مخيمات وادي حميد حيث نَقلوا عدداً من النساء والأطفال والجرحى الى بلدة عرسال، تحت إشراف مندوب الأمم المتحدة، كما أنّ الصليب الأحمر وبالتعاون مع الجيش أدخَل بعض المساعدات الى مخيمات عرسال». وأشار الى أنّ «قوّة من مخابرات الجيش نفّذت صباح أمس عملية أوقفَت فيها أحد تجّار الأسلحة الذي كان يُزوّد «داعش».
وإذ تَردَّدت معلومات عن احتمالِ تحرّكِ خلايا نائمة لخطفِ عسكريين وأمنيين، أكّد مصدر أمني لـ«الجمهورية» أنّ إجراءات الحيطة والحذر اتُّخِذت، على رغم أن لا معلومات عن أشخاص معيّنين في هذا الموضوع».
وكشف أنّه «سبق لأحد الموقوفين خلال عملية جرت الأسبوع الماضي أن أدلى بمعلومات عن إمكانية تحرّكِ خلايا نائمة في عدد من مخيمات عرسال يبلغ عدد عناصرها 150 عنصراً لتنفيذ عمليات أمنية ضدّ وحدات الجيش المنتشرة ودورياته وقَطعِ طرقِ إمداداته ومواصلاته، إلّا أنّ المتابعة الأمنية الدقيقة بيَّنت عدم صحة هذه المعلومات، أقلُّه حتى الساعة، غير أنّ الأجهزة المعنية لا يمكنها التغاضي عن أيّ معلومة مهما كان نوعها، حرصاً على أمن أفرادها وسلامتهم».
«الحزب»
وإلى ذلك اعتبَر الحزب، بلسان أحد نوّابه السيد نواف الموسوي، أنّ مَن يختلف معه اليوم في معركة جرود عرسال «قد اختار أن يكون حليفاً للمجموعات الإرهابية التكفيرية، سواء كان اختياره عمداً أو عن غير عمد، عن وعي أو عن غير وعي».
واعتبر أنّ «البعض في لبنان اختار بكلّ وقاحة أن يُحالف النجاسة نكايةً بالطهارة، وأن يناوئ ويضادّ «حزب الله» بمعزل عن أيّ شيء يقوم به، خصوصاً أنّ هذه المعركة التي نخوضها اليوم في الجرود، هي معركة لبنانية صرف مئة في المئة، فلماذا يختار البعض في لبنان أن يكون حليفاً موضوعياً وإعلامياً ونفسياً للمجموعات الإرهابية التكفيرية، وخصوصاً الشامتين بعدد شهدائنا، أو الذين يهوّلون على أهلنا؟».
واعتبَر الموسوي أنّ «على البعض في لبنان أن يخجلَ من اختياره موقعَه إلى جانب المجموعات الإرهابية التكفيرية»، و»أن يصمتَ بدلاً من أن يكون شريكاً لأعداء الوطن في احتلالهم أرضَنا اللبنانية التي نجعلها مقدّسةً بدماء شبابنا الطاهرة».
جابر
وقال العميد المتقاعد هشام جابر لـ«الجمهورية»: «إنّ معركة عرسال كان لا بدّ منها، وفي تقديري أنّها حُسِمت عسكرياً إلى حدّ كبير من جانبين: من جانب الجيش ومن جانب «حزب الله»، وبقيَت «داعش» في المقلب الآخر مقابلَ القرى المسيحية، وتحديداً قبالة رأس بعلبك و«الفاكهة» والقاع. لكن نستطيع القول إنّ أوّل خطوة من المعركة ضد «جبهة النصرة» أصبحت محسومة عسكرياً».
وإذ أكّد جابر أن «لا أحد يستطيع التكهّن بالمدى الزمني لمعركة جرود عرسال»، اعتبَر «أنّ المعركة مع «النصرة» أصعبُ من المعركة مع «داعش» التي ستكون أسهلَ مع هذا التنظيم، لأن لا تواصل بينه وبين عرسال أو أيّ قرية لبنانية، خلافاً لـ«جبهة النصرة» التي لديها تواصُل مع عرسال، وكنّا نتخوّف من أن يُضرَب الجيش في خاصرته من مخيّمات عرسال، ثمّ إنّ داعش» بعد هزيمة «النصرة» ستصبح في وضعٍ صعب».
وقال: «عندما تنتهي معركة الجرود، الجيش حتماً يرتاح وسيقتلع شوكةً كبيرة من خاصرته ويَنزع حِملاً كبيراً عن كاهله، لأنّ لديه مشكلةً أساسية وهي مواجهة الإرهاب وهو يُستنزف».
إلّا أنّ جابر رَفض اعتبارَ أنّه مع انتهاء معركة الجرود لبنانُ سيرتاح من الإرهاب، وقال: «حتماً سيرتاح من الإرهاب الموجود فوق الارض، إلّا أنّ الإرهاب الموجود تحت الارض يجب أن نظلَّ متيقّظين منه، فالمجموعات الإرهابية عندما تترنّح عسكرياً تنشط أمنياً».
عبد القادر
وبدوره العميد المتقاعد نزار عبد القادر قال لـ«الجمهورية»: «أودّ أن أوضح أوّلاً أنّ هناك اعتقاداً 90 بالمئة، وتحت تأثير دعاية «حزب الله» بأنّ المعركة هي لتحرير جزء من لبنان، بينما كلّ القتال يَجري على الأراضي السورية، وأكبر دليل أنّ إعلام الحزب قال إنّه حرَّر مرتفعات فليطا، وفليطا هي بلدة في القلمون السوري وليست قريبة إلى هذا الحدّ من حدود لبنان.
وثانياً، لا يمكن الحكم على مدى المعركة لأنّ «حزب الله» يحارب اليوم «النصرة» الموجودة في المنطقة المقابلة لعرسال بينما هناك فريق ثانٍ أقوى وقد يكون أصعب مراساً وهو «داعش» الموجود في المناطق الجبلية المقابلة لرأس بعلبك والقاع في البقاع الشمالي.
لذلك، فترة المعركة يقرّرها مدى مقاومة مقاتلي «النصرة» وبعدها مقاتلي «داعش». كذلك فإنّ مدى القتال يتعلق بعناصر عدة: الإرادة للقتال، توافر التموين والذخائر اللازمة للمعركة، وهذا عنصر أساسي في تقرير مسار المعركة وسرعة إنجازها.
ثمّ إذا كان تسريع المعركة يعني الاندفاع لهجوم سريع، فهذا دونه مخاطر معيّنة على «حزب الله» أن يأخذَها في الاعتبار، وإذا كان مستعدّاً لدفع خسائر متوسّطة أو كبيرة ففي إمكانه تسريعُها. أمّا إذا كان غيرَ مستعدٍّ لدفعِ أثمانٍ عالية في الهجوم لتسريع الأمور عندئذ يخوض معركة استنزافٍ إلى حين سقوط المواقع الواحدَ تلوَ الآخر.
في كلّ الحالات يبدو من سياق المعركة الراهن أنّه إذا لم يحصل توافُق على خروج «النصرة» ومِن بعدها «داعش» يمكن أن تستغرقَ المعركة ليس ساعاتٍ ولا أياماً بل أسابيع».
ميدانياً
ميدانياً خاض الجيش اللبناني و»حزب الله» أمس في جرود عرسال مزيداً من المواجهات الكبيرة مع «جبهة النصرة» وبقيّة التنظيمات الارهابية، وانتهت الجولة الثالثة من المواجهات الى توسيع رقعة سيطرة «حزب الله» وتحرير ما يزيد عن سبعين في المئة من هذه الجرود، إذ اقتحَم مراكز ومواقع مهمة لـ«جبهة النصرة» وسيطر عليها، وأبرزُها وادي العويني ومرتفع شعبة القلعة الذي يعَدّ يرتفع 2350 م عن سطح البحر ويشرف على واديَي الدب والريحان. ودخل مقاتلوا الحزب إلى مقر قيادة عمليات «النصرة» في عقاب الخيل.
كذلك حرّر مقاتلو الحزب جرود فليطة السورية بكاملها. وأكّدت غرفة عمليات المقاومة أنّ 46 قتيلاً وعشرات الجرحى من «جبهة النصرة» سَقطوا في حصيلة اليوم الثالث من المعارك في جرد عرسال، فيما لقيَ 23 آخرين مصرعَهم في جرد فليطة في القلمون الغربي.
وإذ أقرّت «تنسيقيات» المعارضة المسلّحة في سوريا بسقوط عدد كبير من مسلحي «النصرة» في معارك الجرود هذه الواقعةِ بين الحدود اللبنانية ـ السورية، أعلنَت «سرايا أهل الشام» (المتحالفة مع «جبهة النصرة»، وإحدى فصائل «الجيش السوري الحر») وقفَ إطلاقِ النار في جرود عرسال تمهيداً للمفاوضات والتحضير لخروج آمنٍ لمسلّحيها أو الاستسلام للجهات المختصة.
الجيش
وفي موازاة ذلك، ظلّ الجيش ثابتاً على موقفه ومؤدّياً الدور الوطني المطلوب منه، متصدّياً لتسللِ أيّ مِن المسلحين الى داخل عرسال أو الى مواقعه.
وأكّد مصدر أمني لـ«الجمهورية» أنّ «الجيش ما زال يترصّد أيّ تحرّكات مشبوهة في اتّجاه مواقعه ويقصف المسلحين الذين يقتربون من عرسال»، لافتاً الى أنّ «الجيش دخل أمس مع الصليب الأحمر الى مخيمات وادي حميد حيث نَقلوا عدداً من النساء والأطفال والجرحى الى بلدة عرسال، تحت إشراف مندوب الأمم المتحدة، كما أنّ الصليب الأحمر وبالتعاون مع الجيش أدخَل بعض المساعدات الى مخيمات عرسال». وأشار الى أنّ «قوّة من مخابرات الجيش نفّذت صباح أمس عملية أوقفَت فيها أحد تجّار الأسلحة الذي كان يُزوّد «داعش».
وإذ تَردَّدت معلومات عن احتمالِ تحرّكِ خلايا نائمة لخطفِ عسكريين وأمنيين، أكّد مصدر أمني لـ«الجمهورية» أنّ إجراءات الحيطة والحذر اتُّخِذت، على رغم أن لا معلومات عن أشخاص معيّنين في هذا الموضوع».
وكشف أنّه «سبق لأحد الموقوفين خلال عملية جرت الأسبوع الماضي أن أدلى بمعلومات عن إمكانية تحرّكِ خلايا نائمة في عدد من مخيمات عرسال يبلغ عدد عناصرها 150 عنصراً لتنفيذ عمليات أمنية ضدّ وحدات الجيش المنتشرة ودورياته وقَطعِ طرقِ إمداداته ومواصلاته، إلّا أنّ المتابعة الأمنية الدقيقة بيَّنت عدم صحة هذه المعلومات، أقلُّه حتى الساعة، غير أنّ الأجهزة المعنية لا يمكنها التغاضي عن أيّ معلومة مهما كان نوعها، حرصاً على أمن أفرادها وسلامتهم».
«الحزب»
وإلى ذلك اعتبَر الحزب، بلسان أحد نوّابه السيد نواف الموسوي، أنّ مَن يختلف معه اليوم في معركة جرود عرسال «قد اختار أن يكون حليفاً للمجموعات الإرهابية التكفيرية، سواء كان اختياره عمداً أو عن غير عمد، عن وعي أو عن غير وعي».
واعتبر أنّ «البعض في لبنان اختار بكلّ وقاحة أن يُحالف النجاسة نكايةً بالطهارة، وأن يناوئ ويضادّ «حزب الله» بمعزل عن أيّ شيء يقوم به، خصوصاً أنّ هذه المعركة التي نخوضها اليوم في الجرود، هي معركة لبنانية صرف مئة في المئة، فلماذا يختار البعض في لبنان أن يكون حليفاً موضوعياً وإعلامياً ونفسياً للمجموعات الإرهابية التكفيرية، وخصوصاً الشامتين بعدد شهدائنا، أو الذين يهوّلون على أهلنا؟».
واعتبَر الموسوي أنّ «على البعض في لبنان أن يخجلَ من اختياره موقعَه إلى جانب المجموعات الإرهابية التكفيرية»، و»أن يصمتَ بدلاً من أن يكون شريكاً لأعداء الوطن في احتلالهم أرضَنا اللبنانية التي نجعلها مقدّسةً بدماء شبابنا الطاهرة».
جابر
وقال العميد المتقاعد هشام جابر لـ«الجمهورية»: «إنّ معركة عرسال كان لا بدّ منها، وفي تقديري أنّها حُسِمت عسكرياً إلى حدّ كبير من جانبين: من جانب الجيش ومن جانب «حزب الله»، وبقيَت «داعش» في المقلب الآخر مقابلَ القرى المسيحية، وتحديداً قبالة رأس بعلبك و«الفاكهة» والقاع. لكن نستطيع القول إنّ أوّل خطوة من المعركة ضد «جبهة النصرة» أصبحت محسومة عسكرياً».
وإذ أكّد جابر أن «لا أحد يستطيع التكهّن بالمدى الزمني لمعركة جرود عرسال»، اعتبَر «أنّ المعركة مع «النصرة» أصعبُ من المعركة مع «داعش» التي ستكون أسهلَ مع هذا التنظيم، لأن لا تواصل بينه وبين عرسال أو أيّ قرية لبنانية، خلافاً لـ«جبهة النصرة» التي لديها تواصُل مع عرسال، وكنّا نتخوّف من أن يُضرَب الجيش في خاصرته من مخيّمات عرسال، ثمّ إنّ داعش» بعد هزيمة «النصرة» ستصبح في وضعٍ صعب».
وقال: «عندما تنتهي معركة الجرود، الجيش حتماً يرتاح وسيقتلع شوكةً كبيرة من خاصرته ويَنزع حِملاً كبيراً عن كاهله، لأنّ لديه مشكلةً أساسية وهي مواجهة الإرهاب وهو يُستنزف».
إلّا أنّ جابر رَفض اعتبارَ أنّه مع انتهاء معركة الجرود لبنانُ سيرتاح من الإرهاب، وقال: «حتماً سيرتاح من الإرهاب الموجود فوق الارض، إلّا أنّ الإرهاب الموجود تحت الارض يجب أن نظلَّ متيقّظين منه، فالمجموعات الإرهابية عندما تترنّح عسكرياً تنشط أمنياً».
عبد القادر
وبدوره العميد المتقاعد نزار عبد القادر قال لـ«الجمهورية»: «أودّ أن أوضح أوّلاً أنّ هناك اعتقاداً 90 بالمئة، وتحت تأثير دعاية «حزب الله» بأنّ المعركة هي لتحرير جزء من لبنان، بينما كلّ القتال يَجري على الأراضي السورية، وأكبر دليل أنّ إعلام الحزب قال إنّه حرَّر مرتفعات فليطا، وفليطا هي بلدة في القلمون السوري وليست قريبة إلى هذا الحدّ من حدود لبنان.
وثانياً، لا يمكن الحكم على مدى المعركة لأنّ «حزب الله» يحارب اليوم «النصرة» الموجودة في المنطقة المقابلة لعرسال بينما هناك فريق ثانٍ أقوى وقد يكون أصعب مراساً وهو «داعش» الموجود في المناطق الجبلية المقابلة لرأس بعلبك والقاع في البقاع الشمالي.
لذلك، فترة المعركة يقرّرها مدى مقاومة مقاتلي «النصرة» وبعدها مقاتلي «داعش». كذلك فإنّ مدى القتال يتعلق بعناصر عدة: الإرادة للقتال، توافر التموين والذخائر اللازمة للمعركة، وهذا عنصر أساسي في تقرير مسار المعركة وسرعة إنجازها.
ثمّ إذا كان تسريع المعركة يعني الاندفاع لهجوم سريع، فهذا دونه مخاطر معيّنة على «حزب الله» أن يأخذَها في الاعتبار، وإذا كان مستعدّاً لدفع خسائر متوسّطة أو كبيرة ففي إمكانه تسريعُها. أمّا إذا كان غيرَ مستعدٍّ لدفعِ أثمانٍ عالية في الهجوم لتسريع الأمور عندئذ يخوض معركة استنزافٍ إلى حين سقوط المواقع الواحدَ تلوَ الآخر.
في كلّ الحالات يبدو من سياق المعركة الراهن أنّه إذا لم يحصل توافُق على خروج «النصرة» ومِن بعدها «داعش» يمكن أن تستغرقَ المعركة ليس ساعاتٍ ولا أياماً بل أسابيع».