كانت الممثلة اللبنانية نادين الراسي نجمة الاسبوع بامتياز، ولكن هذه المرّة ليس عبر أعمالها الدرامية التي لطالما شغلت الشاشات، وإنما من خلال سيل التعليقات والانتقادات التي انهالت عليها عبر صفحات السوشال ميديا بعدما عبّرت عن تضامنها مع الجيش اللبناني وصعّدت في حديثها على من يتطاول عليه، بكلام وَجَده البعض، لا سيّما منهم الفنانون السوريون، جارِحاً بحق النازحين على رغم اعتذار نادين عن سوء الفهم الذي حصل.النجمة اللبنانية، وفي مقابلة حصرية لـ«الجمهورية»، تفصّل موقفها وتضع حدّاً للتأويلات، كاشفةً عن تلقّيها لتهديدات عبر رسائل نصيّة على هاتفها ومواقع السوشال ميديا بالقتل والتشويه على رغم الاعتذار والتوضيح.
أسأتُ واعتذرت
نادين الراسي التي وجدت نفسها في عين العاصفة الافتراضية التي هزّت السوشال ميديا في الأيام القليلة الماضية، وتغذّت من منسوب مهول من العنصرية المقيتة بحق الشعبين اللبناني والسوري على حدّ سواء، تعترف في حديث خاص لـ»الجمهورية» أنها أساءت اختيار عباراتها في التغريدة الشهيرة التي فتحت عليها أبواب جهنّم الافتراضية.
وتقول: «لم آتِ في كلامي على ذكر اللاجىء السوري، وأنا طبعاً لا أقصد الأبرياء الهاربين من جحيم الحرب والعنف في بلادهم، فقد كتبتُ بالحرف الواحد انني أتوجّه إلى «البعض الذي يتطاوَل عالجيش اللبناني» ولم أشمل أو أعمّم، وقد أكون أسأتُ اختيار عباراتي ولكنني كتبت ما كتبت بعد دخول الجيش اللبناني إلى عرسال وعثوره على عبوات ناسفة مُعدّة للتفجير، ومع ظهور صفحة «اتحاد الشعب السوري» التحريضية المشبوهة التي كانت تدعو للتظاهر ضد جيش بلادي، الأمر الذي كان يُنذر بمواجهة لا تحمد عقباها بين الشارعين اللبناني والسوري، ناهيك عن تدفّق الفيديوهات المقيتة التي أهانَت الجيش واستدعت وقفة تضامنية معه من كل الجهات».
وتشدّد: «اللاجىء في قلوبنا وعيوننا، ولكن من يدخل ليخرّب البلد ويشتم الجيش ويريد ان ينزل إلى الشارع ليعتصم ضد جيش بلدي ويشعل فتيل المواجهة، فلهؤلاء بالذات أتوجّه بكلامي، وهذا ما لن نسمح به».
وتضيف: «بدها تِطلع براسي تِطلع»، ولكنني لن أقبل أن يُهان جيشي ولا ان تُهان أرضي. فُهم كلامي خطأ واعتذرت وأوضحتُ أنّ أمي سورية، ولديّ أقارب وأهل ومنزل في سوريا، ولا أرضى أن أهين كرامة أيّ شخص سوري».
وتوضح: «أسأتُ التعبير واعتذرت، ولكن ان أتلقّى كل هذه التهديدات وان يُهدر دمي بسبب «بوست» فُهم خطأ، فهذا ليس مقبولاً. لقد تلقيتُ تهديدات واحتفظتُ بكل الرسائل. ولكنني لم أبلّغ. لا اعتقد انّ التبليغ يستطيع ان يحول دون قتلي في حال كانت التهديدات جدية، لأنّ الدواعش موجودون بيننا تحت العديد من التسميات».
وعن موقف بعض الفنانين السوريين الذي ردّوا على كلامها، تقول: «كل من يريد ان يَفتعل ضجّة، أصبح يسجّل المواقف. هناك ممثلون لم نَرهم في رمضان، ولكننا بتنا نراهم الآن. لذا، كل فنان يرغب بإجراء مقابلات، فليتحدّث عن أعماله ونشاطاته وما يحضّر له بدلاً من الكلام عنّي.
ولكن الحق يقال انّ البعض ينقل عنه كلام لم يَقله في حقي بهدف تضخيم الموضوع، وانا أتمنى من الزملاء الذين رأوا اعتذاري وآذاهم كلامي أن يقبلوا اعتذاري».
مَدينة للدراما السورية
وعن الذي يُحكى عن مقاطعة الدراما السورية لها بعد موقفها هذا؟ تَردّ مع ابتسامة قائلةً: «إنّ غداً لناظره قريب. الدراما السورية أكبر بكثير من العبارات التي يكتبونها. يستطيعون ان يتسلّوا بقدر ما يشاؤون، لكنّ أرض الواقع لا تعبّر عنهم بتاتاً».
وعمّا إذا كانت تعتبر نفسها مدينة للدراما السورية؟ تقول: «بالطبع، وأيّ دور جيّد يُعرض علي أتحمّس للقيام به، ولكن حالياً كلوديا مرشليان تكتب لي، وهناك اعمال جديدة على الطريق. وخلال الموسم الرمضاني الفائت وكما قلتُ سابقاً كان لديّ الإصرار على خَوض المعركة الدرامية العربية في رمضان بدراما لبنانية من خلال «ورد جوري»، والحمد لله نجحنا وحققننا نسب مشاهدة عالية جداً».
وتعترف: «حالياً تركيزي على الدراما اللبنانية، ولكن بالطبع اذا عُرض علي دور يناسبني في الدراما السورية سأشارك أيضاً، ولا أحد يمكنه ان يمنعني من ذلك».
خطوة جديدة
وتَكشف: «بعد «الشقيقتان» و«ورد جوري» بقلم كلوديا، أستعدّ لخطوة درامية جديدة يُفترض ان تعرض قبل رمضان المقبل، وسنتناول فيها قوانين أخرى ومواضيع اجتماعية موجِعة من قانون العقوبات اللبناني المهترىء، على أمل أن تُلغى المواد القانونية الجائرة، والتي لم يعد يجوز ان تستمرّ في هذا الزمن. هناك مواضيع مهمّة جداً نتطلّع إلى طرحها في الدراما وتستحق تسليط الضوء عليها، مثل الوجه الآخر للخيانة الزوجية، والاحتيال الذي يُعامل كجنحة بينما السرقة ينظر اليها كجناية.
أمّا في رمضان فهناك نص آخر للكاتبة كلوديا مرشليان أيضاً أتحفّظ عن تفاصيله حالياً». وتختم حديثها بالقول: «أنا امرأة وطنية، ابنة هذه الارض ولا أقبل ان يتعرّض لها ولحُماتها أحد، ومستعدّة لأن أدفع ثمن مواقفي حتى النهاية.
أمّا اللاجىء السوري فهو أمي وأقاربي وخالي وأولاد عمة أمي، هو جرمانا وساحة السبع بحرات، هو بلدي الثاني وكرامته من كرامتي، ولكن من سيختبىء تحت عباءة اللاجىء كخروف لِيتّضِح أنه ذئب يريد تخريب البلد فهذا ما لن نسكت عنه مهما كانت الأثمان».