انتفضى بعض الغيارى على شرف أرض الجنوب كيّ لا تُدنس من أقدام ميريام كلينك التي لبت دعوة الاحتفال الشعبي في مطعم حكايات لتشتعرض مفاتنها أو لكيّ تغني بجسدها فتثير بذلك عاصفة جنسية لدى شعب مكبوت من رأسه حتى أخمص قدميه لن نعلق كثيراً أو قليلاً على الفنانة الاستعراضية باعتبار أن ما تقدمه من فنّ مبتذل كما يصفه الكثيرون ومع ذلك يُزاحمون لمشاهدة روّاده أو كما يعبره البعض شكلاّ رائجاً وهو يدخل في الحسابات الفنية طالما أنه يُمتع الجمهورويحرك سواكن السياسيين لتحريض أشياء ميتة فيهم.
إقرأ أيضًا: الجيوش تتقدّم باتجاه عرسال والمستقبل يبكي
من دوار كفرمان وعلى مدخل مدينة النبطية يافطات غير مرحبة بالضيفة الفنية ومعترضة على الفنانة الإستعراضية وعلى دعوتها وعلى حضورها الى الأرض اللاصيقة بتراب الأنبياء والتي قدسها الناس والشهداء فصارت مزاراً للراهبات لا للراقصات، طبعاً من حق أي معترض أن يعترض وبالطرق التي يكفلها القانون ولا ريبة في ذلك طالما أن ذلك لا يتم بالقهر والعنف واستخدام القوّة ولا بالتهديد والوعيد وإن كانت خطوة الاعتراض قد تدفع الفنانة الى النأي بالنفس وعدم الدخول في التهلكة ما دام الاعتراض قائماً وقد يأخذ شكلاً آخر من المواجهة في ظل ضوابط مفقودة خاصة وأن لغة جسد ميريام كلينك يحتاج الى مساحة كبيرة من الحرية .
لن نقول للمعترضين سوى وفقكم الله الى مرضاته ونحن مع الإعتراض شرط أن لا يكون فقط ضدّ مريام كلينك ولا يتعدها ولا يشمل ما هو أخطر من جسد يسر الناظرين وهذا ديدن المعترضين على القشور والمؤيدين للب الأزمات العاصفة بلبنان وحتى لا نحمل جهة معينة قيامها بحاجزمنع ميريام كلينك بواسطة يافطة مكتوبة بحبر الطهارة نضع تعليق اليافطات في دائرة الحسابات الفردية والأطراف ذات الحسّ الانساني لا الجنسي والتى ترى في الأخلاق بواسطة الحشمة مجالاً للمحافظة على مجتمع مهدد بأعداء كثر وقد يكون العدو الجنسي الغاشم هو الناشط في هذه المرحلة لإسقاط بيئة محافظة ومقاومة للفساد الأخلاقي.
حبذا لو يلتفت المعترضون على ميريام كلينك الى قضايا أخلاقية وإجتماعية تنسف وجود شعب وهي منتشرة بصور" أأبح " من صور جسد مدام كلينك وهي تغتال بفسادها زُمراً من الناس وتقضي عليهم جرّاء سياسات عقيمة تميت ولا تحيّ حتى البهائم.
إقرأ أيضًا: المعلمون سمّعوا درس السلطة جيدًا
لقد تحررنا جنوباً من كل شيء وحالتنا من أقوى الحالات كوننا ننعم بأمن الغذاء والمسكن والجامعة والعمل والحرية وبتنا نسكن فضاءًا أرحب مما ضاقت به الصدور نتيجة ضيق في التنفس بعد أن ضغطنا الفقر وأسكننا مقابر الجهل لنعم بإحدى الحسنيين ولنفوز فوز المنتصرين على بؤسهم.
لذا يتملكنا شعور غريب وعجيب وهو الذي يدفعنا باستمرار لرفض ما يعكر صفو حياتنا المستقرة في عبادتها اليومية والمرضية وغير العاصية لله في أمر أخلاقي أو عبادي لأن أولوية وجودنا قائمة على مفاهيم أخلاقية غير راقصة ولكنها متعبدة لراقصين لا يملكون ما تملكه مبريام كلينك ونسبة الشرّ فيهم أٌقوى بكثير من نسبة الخير الذي تملكه عارضة فنية لا تؤذي كما يؤذي هؤلاء الغيارى على دين تكفل به الله ولم يترك أمره لأحد من المؤمنيين من جند الفساد المنظم.