قالت مصادر مواكبة لـ«الجمهورية» انّ زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى واشنطن تأتي في ظل متغيّرات أميركية عدة، أبرزها ثلاثة:
 
اولاً: اليوم هناك ادارة جديدة تختلف عن الادارة السابقة. فهي تعتبر انّ المشكلة في سوريا تخصّ الأمن القومي الاميركي ويجب ان تحلّ بسرعة، ما يختلف عن منطق الادارة السابقة التي اعتبرت انّ ما يجري في سوريا هو حروب اهلية بين قبائل عمرها آلاف السنين، والولايات المتحدة لا تستطيع ان تفعل شيئاً وأي تدخّل عسكري في سوريا سيُدخل الولايات المتحدة في مستنقع لا أول له ولا آخر. امّا ادارة ترامب فتعتبر انّ القضاء على «داعش» اولوية اساسية، ويجب ان يتم ذلك سريعاً كونه يشكّل خطراً على الامن القومي الاميركي.
 
ثانياً: وجود توجّه اميركي لاستعمال القوة كأداة ديبلوماسية في سوريا، الأمر الذي اختلف عن الادارة السابقة.
 
ثالثاً: وجود توجّه نحو الحوار مع روسيا لحل الازمة السورية على أساس اتفاق ثنائي روسي ـ اميركي.
 
ولم تستبعد المصادر أن تساعد هذه المتغيّرات لبنان، مُبدية اعتقادها «بأننا فعلاً على أبواب حل أمني، بداية لحل سياسي في سوريا».
 
ولفتت الى «انّ الامر الذي لم يتبدّل من الادارة السابقة هو الاهتمام باستقرار لبنان». واعتبرت «انّ السياسة الاميركية تجاه لبنان في عهد ترامب لم تتبلور بالكامل بعد، ولذلك زيارة الحريري يمكن أن تساعد الى حد كبير في صياغة السياسة الاميركية نحو لبنان والحفاظ على الدعم الاميركي».
 
ورأت المصادر انّ الزيارة «تتمّ في عصر مواجهة بين واشنطن وطهران، ونحن كلبنانيين يهمنا الّا نكون ضحية هذا التجاذب». واعتبرت انّ «أهم ما في هذه الزيارة أنها ستعزّز نهج الفصل بين العقوبات على «حزب الله» والدولة اللبنانية ومصالح الشعب المتمثّلة بالقطاع المصرفي».