توقّف المشهد الداخلي عند الصوَر المتناقضة التي أرخاها إقرار سلسلة الرتب والرواتب بتقديماتها الى الموظفين وضرائبها لتمويل كلفتها من جيوب الناس، فيما بدأت صوَر مشهد آخر تتجلّى في أفق العملية العسكرية الواسعة التي بدأها «حزب الله» أمس، ضد المجموعات الارهابية المتمركزة في منطقة جرود عرسال، والتي سجّلت في يومها الاول تقدماً ميدانياً ملحوظاً أمام التراجع الذي أصاب إرهابيي «جبهة النصرة» في تلك المنطقة، وذلك بالتزامن مع اجراءات امنية مشددة نفّذها الجيش اللبناني في القرى اللبنانية القريبة من مسرح القتال، وعلى وجه الخصوص بلدة عرسال، في وقت تكثّفت الاجراءات العسكرية والامنية في مختلف المناطق اللبنانية تحسّباً من أي عمليات او خروقات امنية قد يلجأ اليها الإرهابيون. وفيما شهدت الحركة السياسية تراجعاً ملحوظاً عمّا كانت عليه خلال الايام الماضية، واقتصرت على نشاطات واستقبالات رسمية محدودة بالتزامن مع مغادرة رئيس الحكومة سعد الحريري بيروت تمهيداً لزيارته الى الولايات المتحدة الاميركية، كانت المستجدات على الساحة اللبنانية محلّ بحث بين دولة الرئيس النائب ميشال المر ورئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميّل، خلال اجتماع مطوّل عقد في مكتب دولة الرئيس. حيث تطرّق الإجتماع الى اللوائح الإنتخابية في المتن الشمالي، وتمّ الاتفاق على عقد اجتماع آخر خلال الأسبوع المقبل.
ميدانياً، بدأ «حزب الله» بعملية عسكرية واسعة ضد مواقع «جبهة النصرة» في جرود عرسال. وافادت مصادر الحزب لـ«الجمهورية» أنّ معركة الحسم لتحرير جرود عرسال واستئصال الارهابيين منها، انطلقت في ساعة متقدمة من فجر امس، حيث بدأ الهجوم في وقت واحد من محورين وفي اتجاهات متعددة، الاول من بلدة فليطا السورية باتجاه مواقع «جبهة النصرة» في جرود البلدة في القلمون الغربي، والثاني إنطلاقاً من جرود السلسلة الشرقية الواقعة الى جنوب غرب عرسال باتجاه تحصينات «النصرة» شمال وشرق جرد عرسال.
وبحسب المصادر، فإنّ العملية تمّت وسط غطاء مدفعي وصاروخي كثيف من قبل «حزب الله»، وغارات جوية متتالية نفّذها الطيران السوري على المناطق المستهدفة بالعملية، الأمر الذي أدى الى انهيارات كبيرة في صفوف الارهابيين.
واكدت المصادر انّ النتائج التي حققها عناصر الحزب في اليوم الاول للعملية «تؤشّر الى انّ الحسم النهائي قد يكون في مدى زمني أقصر ممّا هو محدد لهذه العملية، في ظل الانهيار الواضح في صفوف الارهابيين، حيث تمكّن الحزب في اليوم الاول للعملية من السيطرة على مجموعة من المواقع والتلال الحاكمة والمهمة استراتيجاً وعسكرياً، والتي كانت تشكّل نقاط قوة للارهابيين ولا سيما تلة البركان في جرود فليطا.
كذلك تمّت السيطرة على «وادي دقيق» و«وادي زعرور» و«ضهر العربي» جنوب شرق عرسال. وكذلك السيطرة الكاملة على «سهل الرهوة» وعلى موقع «ضهر الهوة» الذي يعدّ أحد أهم مواقع «النصرة» في تلك الجرود، وعلى مواقع «رعد 1 و2 و3» و«تفتناز» في جبل القنزح في جرود عرسال».
واللافت للانتباه انّ العملية كانت تتم بوتيرة عنيفة جداً حيناً وتتراجع احياناً، وخصوصاً في فترة ما بعد الظهر، مع استمرار القصف المتقطع لمواقع الارهابيين.
وكانت حصيلة اليوم سقوط عدد كبير منهم باعترافات تنسيقياتهم التي أشارت الى سقوط 17 قتيلاً من «جبهة النصرة»، من بينهم مسؤول موقع ضهر الهوة واثنان من مرافقيه. كذلك سقط عدد آخر في فترة بعد الظهر خلال استهداف سيارتي دفع رباعي بالصواريخ الموجهة في وادي حميد في جرد عرسال. فيما أفيد عن سقوط عدد من الاصابات في صفوف «حزب الله» بين قتيل وجريح، وبقي العدد غامضاً نتيجة لتكتّم الحزب عليه.
تدابير الجيش
وترافقت العملية العسكرية مع إجراءات امنية مشددة نفّذتها الوحدات العسكرية التابعة للجيش اللبناني من دون أن تشارك في العملية. ولوحِظت التدابير الصارمة التي اتخذت لمنع تسلل الارهابيين في اتجاه مناطق انتشاره، ولا سيما في منطقة عرسال، حيث أنشأ الجيش ممراً لخروج النازحين السوريين من المخيمات الموجودة في مناطق الإشتباكات، فتمكنت بعض العائلات من نساء وأطفال جاءت من مخيم الملاهي، من الدخول إلى بلدة عرسال، فيما ذكرت معلومات أمنية انّ الجيش تصدى لمجموعة إرهابية أثناء محاولتها الفرار من منطقة وادي الزعرور باتجاه عرسال.
وأعلن «حزب الله» على لسان نائب امينه العام الشيخ نعيم قاسم «اننا نخوض مواجهة من أجل ضرب مرتكزات ما تبقى من هذا المشروع الخطر على اللبنانيين وعلى كل المنطقة، وضرب بؤرة توريد المفخخات وتعطيل الفتنة وأحلام الإمارة، وهذا امتداد لجغرافيا حماية لبنان وحماية مشروع المقاومة».
عون
الى ذلك، فرضت المستجدات الامنية نفسها على النشاط الرسمي، حيث اعلن انّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تابَع التطورات الامنية على الحدود اللبنانية- السورية وفي جرود عرسال، وتلقى تقارير من الاجهزة الامنية المعنية حول المستجدات، والاجراءات التي اتخذتها قيادة الجيش على الحدود اللبنانية ومنع تسلل المسلحين عبرها. فيما ترأس وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق اجتماعاً لمجلس الأمن المركزي وبحث في التطورات الامنية.
وفيما صدرت مواقف مؤيدة للعملية العسكرية، وأبرزها من رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية الذي غرّد متمنياً «النصر لرجال المقاومة في أن تحسم معركة تطهير الجرود سريعاً وبأقل الخسائر»، لفتَ موقف تيار «المستقبل» الذي رفض «إضفاء صفة الشرعية على قتال «حزب الله» في الجرود»، مشدداً على انّ «مسؤولية حماية أهالي عرسال وغيرها تقع حصراً على الدولة اللبنانية وجيشها»، مُجدّداً في الوقت ذاته «رفضه توريط لبنان بالحرب السورية ومشاركة «حزب الله» فيها»، داعياً «الى تجنيب لبنان تداعيات تلك الحرب، ودعم الاجراءات التي يتخذها الجيش اللبناني لحماية بلدة عرسال وأهلها والنازحين الى محيطها، ومنع كل محاولة لزَجّها في أتون المعارك ومخاطرها».
الحريري
سياسياً، أعلن البيت الابيض أمس أنّ الرئيس الاميركي دونالد ترامب سيستقبل رئيس الحكومة سعد الحريري الثلثاء المقبل في 25 الجاري في البيت الأبيض، وسيكون للحريري لقاءات مع عدد من المسؤولين في الإدارة الأميركية ورئيس مجلس النواب بول راين وأعضاء في الكونغرس، إضافة إلى كبار مسؤولي البنك وصندوق النقد الدوليين. ويرافقه وزير الخارجية جبران باسيل وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة ومدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري، وعدد من المستشارين.
وعلمت «الجمهورية» انّ الحريري يحمل الى واشنطن ملفات اساسية أبرزها ملف النازحين السوريين، وملف المساعدات العسكرية للجيش والقوى الامنية، في ظلّ ما يُحكى عن توجّه أميركي لخَفضها مع تقليص موازنتي وزارتي الخارجية والدفاع، وملف اقتصادي حول سبل حماية الاستقرار النقدي من تداعيات اي عقوبات محتملة على «حزب الله».
ويعلّق مراقبون أهمية بالغة على الزيارة، ولا سيما من حيث توقيتها وتزامنها مع بداية بروز معالم تسوية سورية. وأعربت مصادر وزارية عن أملها «في أن يدعو الحريري خلال لقاءاته مع المسؤولين الاميركيين الى ترحيل النازحين الى مناطق آمنة بالتفاهم مع الدول المعنية بالعودة من دون استثناء اي طرف، بمَن فيه النظام السوري، لأنّ المناطق السورية المحاذية للحدود اللبنانية يسيطر عليها النظام السوري، وبالتالي هذا النظام قادر على عرقلة عودة أي نازح من خلال هذه الحدود».
وقالت مصادر مواكبة لـ«الجمهورية» انّ زيارة الحريري الى واشنطن تأتي في ظل متغيّرات أميركية عدة، أبرزها ثلاثة:
اولاً: اليوم هناك ادارة جديدة تختلف عن الادارة السابقة. فهي تعتبر انّ المشكلة في سوريا تخصّ الأمن القومي الاميركي ويجب ان تحلّ بسرعة، ما يختلف عن منطق الادارة السابقة التي اعتبرت انّ ما يجري في سوريا هو حروب اهلية بين قبائل عمرها آلاف السنين، والولايات المتحدة لا تستطيع ان تفعل شيئاً وأي تدخّل عسكري في سوريا سيُدخل الولايات المتحدة في مستنقع لا أول له ولا آخر. امّا ادارة ترامب فتعتبر انّ القضاء على «داعش» اولوية اساسية، ويجب ان يتم ذلك سريعاً كونه يشكّل خطراً على الامن القومي الاميركي.
ثانياً: وجود توجّه اميركي لاستعمال القوة كأداة ديبلوماسية في سوريا، الأمر الذي اختلف عن الادارة السابقة.
ثالثاً: وجود توجّه نحو الحوار مع روسيا لحل الازمة السورية على أساس اتفاق ثنائي روسي ـ اميركي.
ولم تستبعد المصادر أن تساعد هذه المتغيّرات لبنان، مُبدية اعتقادها «بأننا فعلاً على أبواب حل أمني، بداية لحل سياسي في سوريا».
ولفتت الى «انّ الامر الذي لم يتبدّل من الادارة السابقة هو الاهتمام باستقرار لبنان». واعتبرت «انّ السياسة الاميركية تجاه لبنان في عهد ترامب لم تتبلور بالكامل بعد، ولذلك زيارة الحريري يمكن أن تساعد الى حد كبير في صياغة السياسة الاميركية نحو لبنان والحفاظ على الدعم الاميركي».
ورأت المصادر انّ الزيارة «تتمّ في عصر مواجهة بين واشنطن وطهران، ونحن كلبنانيين يهمنا الّا نكون ضحية هذا التجاذب». واعتبرت انّ «أهم ما في هذه الزيارة أنها ستعزّز نهج الفصل بين العقوبات على «حزب الله» والدولة اللبنانية ومصالح الشعب المتمثّلة بالقطاع المصرفي».
وبحسب المصادر، فإنّ العملية تمّت وسط غطاء مدفعي وصاروخي كثيف من قبل «حزب الله»، وغارات جوية متتالية نفّذها الطيران السوري على المناطق المستهدفة بالعملية، الأمر الذي أدى الى انهيارات كبيرة في صفوف الارهابيين.
واكدت المصادر انّ النتائج التي حققها عناصر الحزب في اليوم الاول للعملية «تؤشّر الى انّ الحسم النهائي قد يكون في مدى زمني أقصر ممّا هو محدد لهذه العملية، في ظل الانهيار الواضح في صفوف الارهابيين، حيث تمكّن الحزب في اليوم الاول للعملية من السيطرة على مجموعة من المواقع والتلال الحاكمة والمهمة استراتيجاً وعسكرياً، والتي كانت تشكّل نقاط قوة للارهابيين ولا سيما تلة البركان في جرود فليطا.
كذلك تمّت السيطرة على «وادي دقيق» و«وادي زعرور» و«ضهر العربي» جنوب شرق عرسال. وكذلك السيطرة الكاملة على «سهل الرهوة» وعلى موقع «ضهر الهوة» الذي يعدّ أحد أهم مواقع «النصرة» في تلك الجرود، وعلى مواقع «رعد 1 و2 و3» و«تفتناز» في جبل القنزح في جرود عرسال».
واللافت للانتباه انّ العملية كانت تتم بوتيرة عنيفة جداً حيناً وتتراجع احياناً، وخصوصاً في فترة ما بعد الظهر، مع استمرار القصف المتقطع لمواقع الارهابيين.
وكانت حصيلة اليوم سقوط عدد كبير منهم باعترافات تنسيقياتهم التي أشارت الى سقوط 17 قتيلاً من «جبهة النصرة»، من بينهم مسؤول موقع ضهر الهوة واثنان من مرافقيه. كذلك سقط عدد آخر في فترة بعد الظهر خلال استهداف سيارتي دفع رباعي بالصواريخ الموجهة في وادي حميد في جرد عرسال. فيما أفيد عن سقوط عدد من الاصابات في صفوف «حزب الله» بين قتيل وجريح، وبقي العدد غامضاً نتيجة لتكتّم الحزب عليه.
تدابير الجيش
وترافقت العملية العسكرية مع إجراءات امنية مشددة نفّذتها الوحدات العسكرية التابعة للجيش اللبناني من دون أن تشارك في العملية. ولوحِظت التدابير الصارمة التي اتخذت لمنع تسلل الارهابيين في اتجاه مناطق انتشاره، ولا سيما في منطقة عرسال، حيث أنشأ الجيش ممراً لخروج النازحين السوريين من المخيمات الموجودة في مناطق الإشتباكات، فتمكنت بعض العائلات من نساء وأطفال جاءت من مخيم الملاهي، من الدخول إلى بلدة عرسال، فيما ذكرت معلومات أمنية انّ الجيش تصدى لمجموعة إرهابية أثناء محاولتها الفرار من منطقة وادي الزعرور باتجاه عرسال.
وأعلن «حزب الله» على لسان نائب امينه العام الشيخ نعيم قاسم «اننا نخوض مواجهة من أجل ضرب مرتكزات ما تبقى من هذا المشروع الخطر على اللبنانيين وعلى كل المنطقة، وضرب بؤرة توريد المفخخات وتعطيل الفتنة وأحلام الإمارة، وهذا امتداد لجغرافيا حماية لبنان وحماية مشروع المقاومة».
عون
الى ذلك، فرضت المستجدات الامنية نفسها على النشاط الرسمي، حيث اعلن انّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تابَع التطورات الامنية على الحدود اللبنانية- السورية وفي جرود عرسال، وتلقى تقارير من الاجهزة الامنية المعنية حول المستجدات، والاجراءات التي اتخذتها قيادة الجيش على الحدود اللبنانية ومنع تسلل المسلحين عبرها. فيما ترأس وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق اجتماعاً لمجلس الأمن المركزي وبحث في التطورات الامنية.
وفيما صدرت مواقف مؤيدة للعملية العسكرية، وأبرزها من رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية الذي غرّد متمنياً «النصر لرجال المقاومة في أن تحسم معركة تطهير الجرود سريعاً وبأقل الخسائر»، لفتَ موقف تيار «المستقبل» الذي رفض «إضفاء صفة الشرعية على قتال «حزب الله» في الجرود»، مشدداً على انّ «مسؤولية حماية أهالي عرسال وغيرها تقع حصراً على الدولة اللبنانية وجيشها»، مُجدّداً في الوقت ذاته «رفضه توريط لبنان بالحرب السورية ومشاركة «حزب الله» فيها»، داعياً «الى تجنيب لبنان تداعيات تلك الحرب، ودعم الاجراءات التي يتخذها الجيش اللبناني لحماية بلدة عرسال وأهلها والنازحين الى محيطها، ومنع كل محاولة لزَجّها في أتون المعارك ومخاطرها».
الحريري
سياسياً، أعلن البيت الابيض أمس أنّ الرئيس الاميركي دونالد ترامب سيستقبل رئيس الحكومة سعد الحريري الثلثاء المقبل في 25 الجاري في البيت الأبيض، وسيكون للحريري لقاءات مع عدد من المسؤولين في الإدارة الأميركية ورئيس مجلس النواب بول راين وأعضاء في الكونغرس، إضافة إلى كبار مسؤولي البنك وصندوق النقد الدوليين. ويرافقه وزير الخارجية جبران باسيل وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة ومدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري، وعدد من المستشارين.
وعلمت «الجمهورية» انّ الحريري يحمل الى واشنطن ملفات اساسية أبرزها ملف النازحين السوريين، وملف المساعدات العسكرية للجيش والقوى الامنية، في ظلّ ما يُحكى عن توجّه أميركي لخَفضها مع تقليص موازنتي وزارتي الخارجية والدفاع، وملف اقتصادي حول سبل حماية الاستقرار النقدي من تداعيات اي عقوبات محتملة على «حزب الله».
ويعلّق مراقبون أهمية بالغة على الزيارة، ولا سيما من حيث توقيتها وتزامنها مع بداية بروز معالم تسوية سورية. وأعربت مصادر وزارية عن أملها «في أن يدعو الحريري خلال لقاءاته مع المسؤولين الاميركيين الى ترحيل النازحين الى مناطق آمنة بالتفاهم مع الدول المعنية بالعودة من دون استثناء اي طرف، بمَن فيه النظام السوري، لأنّ المناطق السورية المحاذية للحدود اللبنانية يسيطر عليها النظام السوري، وبالتالي هذا النظام قادر على عرقلة عودة أي نازح من خلال هذه الحدود».
وقالت مصادر مواكبة لـ«الجمهورية» انّ زيارة الحريري الى واشنطن تأتي في ظل متغيّرات أميركية عدة، أبرزها ثلاثة:
اولاً: اليوم هناك ادارة جديدة تختلف عن الادارة السابقة. فهي تعتبر انّ المشكلة في سوريا تخصّ الأمن القومي الاميركي ويجب ان تحلّ بسرعة، ما يختلف عن منطق الادارة السابقة التي اعتبرت انّ ما يجري في سوريا هو حروب اهلية بين قبائل عمرها آلاف السنين، والولايات المتحدة لا تستطيع ان تفعل شيئاً وأي تدخّل عسكري في سوريا سيُدخل الولايات المتحدة في مستنقع لا أول له ولا آخر. امّا ادارة ترامب فتعتبر انّ القضاء على «داعش» اولوية اساسية، ويجب ان يتم ذلك سريعاً كونه يشكّل خطراً على الامن القومي الاميركي.
ثانياً: وجود توجّه اميركي لاستعمال القوة كأداة ديبلوماسية في سوريا، الأمر الذي اختلف عن الادارة السابقة.
ثالثاً: وجود توجّه نحو الحوار مع روسيا لحل الازمة السورية على أساس اتفاق ثنائي روسي ـ اميركي.
ولم تستبعد المصادر أن تساعد هذه المتغيّرات لبنان، مُبدية اعتقادها «بأننا فعلاً على أبواب حل أمني، بداية لحل سياسي في سوريا».
ولفتت الى «انّ الامر الذي لم يتبدّل من الادارة السابقة هو الاهتمام باستقرار لبنان». واعتبرت «انّ السياسة الاميركية تجاه لبنان في عهد ترامب لم تتبلور بالكامل بعد، ولذلك زيارة الحريري يمكن أن تساعد الى حد كبير في صياغة السياسة الاميركية نحو لبنان والحفاظ على الدعم الاميركي».
ورأت المصادر انّ الزيارة «تتمّ في عصر مواجهة بين واشنطن وطهران، ونحن كلبنانيين يهمنا الّا نكون ضحية هذا التجاذب». واعتبرت انّ «أهم ما في هذه الزيارة أنها ستعزّز نهج الفصل بين العقوبات على «حزب الله» والدولة اللبنانية ومصالح الشعب المتمثّلة بالقطاع المصرفي».