خلال اللقاءات مع شخصيات دبلوماسية والمقابلات مع الفضائيات قارب وزير الخارجية الإيراني ظريف موضوع العلاقة مع ترامب من محاور عدة ليستخلص منها بأن لا بديل للمفاوضات والحوار بين البلدين.
موضوع العلاقات الأمريكية الإيرانية يتصدر جميع الملفات الدبلوماسية للبيت الأبيض وهو اكثر الملفات ارباكًا وتضليلًا للسياسة الخارجية الأميركية.
حاول ظريف فتح ممر لإستئناف المفاوضات بين بلده وأمريكا بعد قطع جميع الإتصالات منذ مجيء ترامب.
إقرأ أيضًا: الإتفاق النووي نحو الموت الدماغي؟!
خلال إحدى مقارباته حاول وزير الخارجية الايراني تخطئة الاستراتيجيات التي اتخذتها الولايات المتحدة في مواجهة إيران ليقول للأمريكيين كفى اختبار الجمهورية الإسلامية بمحاولات إسقاطها أو فرض العقوبات عليها حيث أن النظام الإيراني يصمد أمام أي خطر مدعوما من قبل الشعب.
والحق مع ظريف؛ لأن الشعب الإيراني بالرغم من الخلافات مع النظام في مواضيع عدة، منها موضوع العلاقة مع أمريكا والحركات الإسلامية إلا أنه لم يكن يوما ما ينوي إسقاط النظام فحتى الاحتجاحات الواسعة التي أطلقها ملايين من الشعب بعد الإعلان عن نتائج الإنتخابات الرئاسية في العام 2009 لم تكن تستهدف النظام وانما كانت تستهدف إسقاط الرئيس أحمدي نجاد.
المقاربة الثانية اتخذها ظريف كانت تركز على استحالة أي اعادة نظر في الإتفاق النووي ومدى خطورتها وطمأن ظريف الولايات المتحدة من أن لا عودة إلى الوراء حيث أن إعادة المفاوضات بشأن برنامج إيران النووي من شأنها أن تعرض العالم إلى خطر جديد بحال عدم وصول الطرفين إلى بديل مرضي لديهما.
إقرأ أيضًا: إعتناق المسيحية يوجب السجن في إيران
واستنتج ظريف بأن إيران تستعد لإستئناف الحوار مع أمريكا عند ما يبدو لها بأن امريكا لديها نوايا حسنة.
الضوء الاخضر الذي ابداه وزير خارجية ايران للطرف الاخر يعد ترجمة لتصريح المرشد الأعلى قبل عامين عندما أكد على أن بلاده مستعدة للتفاوض مع الامريكيين إذا وجدت لديهم الصدقية والجدية.
ويبدو أن هذه الإشارة تمثل ردًا على ما أعتقد رئيس المخابرات الأمريكية سي آي ايه من أن الغاية من الإتفاق النووي كانت رفع مستوى الأمن في المنطقة والتقارب الإيراني الغربي وأي منهما لم يتحقق.
واذا أرادت الولايات المتحدة التقارب بين إيران والغرب فيرى ظريف أن طريق التقارب يمر من الحوار وليس التصريات النارية التي اثبت التاريخ بأن لا جدوى لها.