ثلاثة أحداث هامّة تستبق زيارة الرئيس سعد الحريري إلى الولايات المتحدة الأميركية، في نهاية الأسبوع الحالي. الموقف الأميركي حول ضرورة نزع سلاح حزب الله، مرفقاً بالاجراءات العقابية ضد إيران واتهامها بالتسبب بزعزعة الأمن والإستقرار في المنطقة، والتصعيد العسكري المفترض في جرود عرسال، والزيارة السريعة والخاطفة التي أجراها، مساء الأربعاء في 19 تموز، إلى المملكة العربية السعودية، حيث التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وما أصبح واضحاً أن زيارة الحريري إلى واشنطن ستكون من أجل استشراف المرحلة المقبلة، واتخاذ المواقف الملائمة، لاسيما في ما يخص اللاجئين السوريين ودعم الجيش، بالإضافة إلى المطالبة بعدم شمول العقوبات التي ستفرض على حزب الله الدولة اللبنانية ومؤسساتها.
في هذا الوقت يعلن حزب الله بدء معركة جرود عرسال فهل يأتي هذا الإعلان من أجل عرقلة زيارة الحريري الأميركية أو التشويش عليها؟
مصادر في حزب الله نفت أن يكون توقيت المعركة بهدف التشويش على زيارة الرئيس سعد الحريري إلى الولايات المتحدة، وتعتبر أن الأمرين منفصلين، خصوصاً أن المعركة محددة منذ فترة طويلة، أما عن موقف الحريري الداعم للجيش، والذي تحدث من خلاله عن أن الجيش سينفذ عملية موضعية ودقيقة في جرود عرسال من أجل حماية البلدة وسكانها، فيعتبر الحزب أن الحريري وجد نفسه مضطراً لإتخاذ هذا الخيار، لاسيما أنه تأكد أن المعركة قادمة لا محالة، ولا شيء يمكن أن يعرقلها. بالتالي، لم يعد الحريري قادراً على المعارضة خصوصاً بعد تغير الظروف الإقليمية والدولية، التي حتمت خوض هذه المعركة في إطار محاربة الإرهاب. بالتالي، فإن الحريري حين وجد أن المعركة قائمة أراد أن يلحق بركبها، كي لا يظهر وكأنه يعارضها وحصلت رغماً عنه .