منذ بضعة أيام نشر مقال على "فايسبوك" ذكر فيه أن عناصر من شرطة بلدية طرابلس اعتدت بالضرب على رجل تجاوز الثمانين من العمر، وأنهم حرّضوا عليه بعض الـ"شبيحة" والـ"زعران" للاعتداء عليه وتكسير عصاه المكتوب عليها بعض العبارات الدينية الإسلامية والمسيحية. وسأل كاتب المقال "الفايسبوكي" إذا ما كان ذلك بعلم قائد الشرطة ورئيس المجلس البلدي وأعضائه.
والجدير بالذكر أن هذا الرجل كان يجلس بشكل متقطع في حديقة المنشية (التل) المجاورة لمقر بلدية طرابلس، وهو يرتدي ثياباً بيضاء وعلى رأسه كوفية مكتوب عليها كلمة (الله) ويحمل عصا طويلة عليها عبارات دينية، دون أن يتعرّض إليه أحد.
"النهار" سألت عناصر من شرطة البلدية عن الأمر فنفوا صحّة هذه الاتهامات، مؤكدين أن لا شأن للبلدية وشرطتها بشخص مسنّ لا يتعرّض لأي كان بالأذى، بالرغم من أن بعضهم يقول إنه ليس طبيعياً ويتصرّف بغرابة.
وأكّد روّاد الحديقة أن هذا الرجل الطاعن في السنّ طويل القامة، نحيف الجسم، لحيته طويلة بيضاء، تصرّفاته غريبة ونظراته حائرة، وأقواله غريبة، فهو يدّعي أحياناً أنه المهديّ المنتظر أو المسيح العائد إلى الأرض، وهو يغيب أحياناً لفترات ثم يعود مجدداً، ولم يسبق أن اعتدى عليه أحد. وهذا ما أكده حارس الحديقة وبائع القهوة حيث كان يجلس الرجل. كذلك استهجن أحد بائعي البوظة ادعاء الاعتداء عليه.
وأشار حارس الحديقة إلى أن هذا الرجل غريب الأطوار، وقد سبق أن منع الدخول إلى بعض المساجد لأنه لا يتوضأ ولا يعرف الطهارة ما ينفّر الناس منه في المساجد. وبالرغم من ذلك لم يتعرض له أحد بالأذى اللفظي أو الجسدي، ولم يتجاوز الأمر مسألة الطلب إيه عدم ارتياد دور العبادة.
وبعدما أبلغنا أحدهم أنه رآه اليوم في ساحة الكورة، قصدنا المكان للوقوف على حقيقة الأمر وسرّ هذا الرجل وما جرى معه، فلم نعثر عليه، فأين تكمن الحقيقة؟!