الكل في انتظار ولادة طفلك، وهي أشبه بفرصة عائلية لاسترجاع أمجاد خرافات اجتماعية قديمة يرفض أجدادنا التخلي عنها بهذه السهولة، والإعتراف بإنجازات الطب وحده. مترادفات وتعابير كثيرة ترددها الجدّات منذ ولادة طفلك، تتهافت على مسامعك بصوت خافت أو عالٍ، لا فرق، فالمهم أن "يُملح الطفل" و"يريحن" ويخوض تجربة حمام"الزيت"، و"حزام" البطن وعلى الفتيات التعرف إلى "الوطوطة" الطريقة السحرية لإزالة الشعر عن أجسامهن... أخبار كثيرة يؤمن البعض بها ويصرّ على إبقائها إرثاً من عاداتنا العائلية المهمة، لكن ماذا عن الطب، هل يعترف بها وبقدراتها العجائبية على طفلك؟
دعونا اولاً نتعرف إلى أهم هذه البدع والخرافات التي سمعنا عنها كثيراً، وبعضنا طبقها على أولاده احتراماً لأمهاتهم وجداتهم او عملاً بالمبدأ " زيادة الخير خير". من منا لم يسمع بتمليح الطفل؟ إنها عادة قديمة يلجأ اليها بعض النساء من خلال تغطيس الطفل في حمام الملح الخشن بحجة انها تمنع "التسميط". هذا أقله ما كانت تظنه النساء في حين يرى طبيب الإطفال والإنعاش روني صياد انها عادة خاطئة تتسبب في تقشير جلد الطفل. لكن ما يعترف به الطب لا تعترف به الجدات وكبار السن في بعض الأحيان، فإياكم التجربة !
"ريحنة الطفل": حيث كانت تجمع الجدّات أوراق الريحان وتطحنها وتضعها تحت العنق والإبطين وبين القدمين لمنع "التسميط" ومنح الجسم رائحة طيبة.
حمام الزيت: تحرص الجدات على القيام بحمام الزيت للطفل حديث الولادة، وتقسيم الاسبوع بين حمام زيت وحمام الملح لما لهما من فوائد على الطفل حسب اعتقادهم. فحمام الزيت من شأنه تمليس البشرة وتكون أكثر نعومة ونضارة. لكن بالنسبة الى طبيب الاطفال والانعاش هي مجرد اخبار قديمة لا صحة لها ولا وجود لها طبياً، ولا يجب تطبيقها على الطفل.
"وطوطة": استخدمت هذه الطريقة قديماً لمنع ظهور الشعر في أنحاء جسم الفتاة طوال حياتها، وعرفت هذه الطريقة باسم "الوطوطة". وكانت تقضي بذبح الوطواط ومسح دمه الساخن على جسم الطفلة ويترك ليجف قبل أن يغسل الجسم بزيت الزيتون.
هذه الطريقة التي سمعنا عنها كثيراً وطبقها قليلون، يؤكد صياد ان الطب لم يثبت صحتها وفعاليتها، وتبقى مجرد اخبار يتباهى بها البعض في حين ان طبيباً لا وجود لجدواها.
"حزام" البطن: عند ولادة طفلك تصرّ الجدات وكبار السن على أهمية وضع حزام حول بطن طفلك. بالنسبة إليهم يمنع هذا الحزام الفتاق والمغص من خلال حماية منطقة البطن. هذا ما كانوا يعتقدونه، لكن برأي صياد ان كل هذه الامور "بلا طعمة" وهي مجرد عادات قديمة يتمسك بها كثيرون في ظل غياب الأدوية والاطباء في الماضي القديم. محاولات وتجارب كثيرة لجأ اليها أجدادنا، عندما كان الطب خجولاً وفي بداياته، وكانت تعطيهم شعوراً وامتناناً على الصعيد النفسي أكثر من فاعليته على ارض الواقع.
هذه الخرافات والعادات الإجتماعية التي ما زالت حتى يومنا هذا، لو بنسبة خجولة، يقف عندها الطب مذهولا، هو لا يعترف بصحتها او بفعاليتها وجدواها على الطفل وينصح بعدم تطبيقها.