تنتشر على مواقع التواصل الإجتماعي تغريدات عنيفة وفيديوهات مروعة عن حجم الإعتداءات التي يتعرض لها النازح السوري في لبنان في سابقة لم يشهدها لبنان من قبل، وقد تجاوز حجم التجرؤ على النازحين السوريين حدود الأخلاق واللياقة والإنسانية ليتحول بعض اللبنانيين إلى مجرمين بحق إنسانيتهم وأخلاقياتهم وقيمهم فيسلبون النازح السوري أمنه واستقراره من خلال مشاهد مقززة لم نعتد عليها نحن اللبنانيين حتى في زمن الحرب الأهلية التي عشناها على مدى سنوات طويلة.
لماذا يتحول اللبناني إلى هذه العنصرية؟ سؤال يطرح نفسه بعد التجاوزات الإنسانية العنيفة التي شهدناها خلال الأيام القليلة الماضية.
سؤال برسم القيادات الحزبية والطائفية والدينية والسياسية التي حرّضت خلال الفترة الماضية على النازحين السوريين والتي بلغت في مزايداتها حدود الخطر فكان التحريض سببًا لموجة الإعتداءات التي تطال النازح السوري في مختلف المناطق اللبنانية.
إقرأ أيضًا: واشنطن تدق ناقوس الخطر: على حزب الله نزع سلاحه
إن هذه الهستيريا التي تجتاح لبنان فتُخرج بعض اللبنانيين عن دينهم وأخلاقهم وقيَمهم وتحولهم إلى مجرد وحوش مفترسة تمارس عنصريتها بحقد لم يسبق له مثيل ولم يعتد اللبنانيين عليه في يوم من الأيام.
ليس للعنصرية هوية أو طائفة أو دين، بل هي تصيب مقتلا أين ما حلّت، وتهدد النسل والزرع، فكيف في بلد بات كلبنان باتت الفتنة تهدده من أقصاه إلى أقصاه بفعل التحريض السياسي والشحن الطائفي والمواقف الشعبوية التي تصب الزيت على النار فتعرّض البلد بأكمله لحريق الفتنة التي بدأت تطل برأسها من كل حدب وصوب.
لم يكن الجيش اللبناني بحاجة لكل حفلات المزايدات القائمة، ولا هو بحاجة للدفاع عنه، ولا الهجوم عليه سيؤث على هيبته و معنوات عناصره، وبالتالي فإن ما حصل على هذا بلغ مداه الخطير وتجاوز الخطوط الحمراء عندمات تحولت حملات التضامن الى شحن النفوس التي تجازت العنصرية الى العدائية.
إقرأ أيضًا: لماذا فشلت المفاوضات بين جبهة النصرة وحزب الله؟
ما أقدم عليه بعض اللبنانيين هو جريمة موصوفة تسيء الى لبنان بلدًا وحكومة وشعبًا، وهي نسخة طبق الأصل عن الجرائم التي يرتكبها داعش، أو تلك التي ترتكب بحق الشعب السوري، إن ما شاهده العالم في فيديو الإعتداء على السوري الأعزل على مواقع التواصل الإجتماعي، وما يشاهده يوميًا من إعتداءات على الآمنين في سوريا والعراق هو وجهان لعملة واحدة عنوانها الإرهاب.
الإعتداء على السوريين العزل، لا يزيد رئيس الجمهورية فخامة، ولا يزيد الجيش اللبناني هيبة ووقارًا، ولا يزيد لبنان حصانة وإستقرارًا، بل إن هكذا إعتداءات تضاعف من مساحات الحقد، التي قد تنفجر في أي لحظة لنجد أنفسنا فجأة أمام بوسطة عين رمانة جديدة.
لذلك فان تدابير أمنية وقضائية بحق المعتدين الخارجين عن كل عرف ودين وأخلاق، كفيل بتهدئة النفوس وبحماية لبنان واللبنانيين والنازحين، قبل أن نتحول جميعا الى دواعش نتفنن في قتل وتعذيب بعضنا البعض.