موجة جديدة من "الأحكام العرفية" تصدر عن المجلس التحكيمي في التيار الوطني الحر. إذ أصدرت الهيئة الأولى لدى مجلس التحكيم، في 10 تموز، القرار رقم 52/2017، الذي قضى بفصل كل من سميرة سرادار وكاتيا غصوب وألين خيرالله من التيار.
المفاجئ في تعليل الفصل من الحزب هو اعتبار المجلس التحكيمي أن عمل الحزبيات الثلاث في إطار جمعية "LOGOS"، يشكل مخالفة تستدعي الطرد. فقد نصت حيثيات القرار على أن السيدات "ينشطن في إطار جمعية تتغطى في إطار تمويهي اجتماعي في حين أنها تمارس أنشطة سياسية وانتخابية". هذا في التعليل. أما في الواقع، فإن مشكلة قيادة التيار مع السيدات ومع جمعية "LOGOS"، ليست في النشاط السياسي، إنما التخلص من جميع المقربين من القيادي السابق في التيار زياد عبس، كون الجمعية المذكورة تابعة له.
وذكرت معلومات صحفية أن كاتيا غصوب وسميرة سرادار انتخبتا من القواعد الحزبية في بيروت، إلا أن تحسس القيادة من عبس جعلتهما خارج الحزب. أما ألين خيرالله فهي تعيش في الدوحة منذ ما يزيد عن 5 سنوات.
وقالت كاتيا غصوب : "كنت أمينة الصندوق في هيئة بيروت الأولى. لكن القيادة كانت تعلم أنني مثل كثيرين غير راضية عن آدائها. وتفاجأت منذ نحو شهر باتصال سيدة بي لتطلب مني الحضور إلى ميرنا الشالوحي للمثول أمام المجلس التحكيمي. فلم أستجب، لما في ذلك من قلة إحترام لي ولتاريخي الحزبي. ثم صدر قرار فصلي".
تضيف غصوب: "لا أنكر أن علاقتي وطيدة بزياد عبس والجمعية، إلا أن ذلك لا يشكل سبباً للفصل. لكن، للأسف التيار الوطني الحر يبتعد حالياً عن مبادئه. وأصبحت تحكمه المصالح ورجال الأعمال".
ويقول القيادي السابق في التيار زياد عبس، إن "الهدف من قرار المجلس التحكيمي تحذير الحالة الحزبية المتعاطفة معنا، والتي ليست خاضعة لسطوة رئيس الحزب، من أن كل من يعارض داخل التيار سيكون مصيره الفصل من التنظيم". ويشير عبس إلى أنه "يتفهم الخوف الذي يصيب القيادة الحالية، لكن ذلك يذكر بممارسات زمن الوصاية، التي كانت يحاول ترهيب المعترضين".
ويشدد عبس على أن "السلطة الحزبية تمارس إرهاباً فكرياً، خصوصاً أن جمعية LOGOS ناشطة منذ العام 2008، والعديد من نشاطات التيار الاجتماعية كانت من تنظيمها. إلا أن هذه المحاكمات تثبت أن السلطة الحزبية تحاول وضع الحزبيين أمام خيارين. فإما الخضوع لنادي الولاء، أو الخروج من التيار".