تحت عنوان: "الحريري يحتاج إلى ميقاتي.. ليخوض فرعية طرابلس!"، كتب غسان ريفي في "سفير الشمال": لم يعد خافياً على أحد أنّ إجراء الانتخابات الفرعية في طرابلس وكسروان يحتاج إلى قرار سياسي ينتظره وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ليبني على الشيء مقتضاه، بعدما أعلن أكثر من مرّة أنّ وزارته جاهزة لهذا الاستحقاق، في محاولة منه لرفع المسؤولية عنه أمام الرأي العام اللبناني. وهذا القرار يحتاج إلى توافق بين رئيسيّ الجمهورية والحكومة ميشال عون وسعد الحريري اللّذان يحسُبان ألف حساب لما يمكن أن يواجههما في هذه الانتخابات.
فالرئيس عون بدأ يشعر بخطورة المعركة الانتخابية التي ستواجه صهره العميد شامل روكز في كسروان التي تُقرع فيها طبول المعركة بعدما تأكد وجود أكثر من منافس حقيقي له، والرئيس الحريري يخشى ما يمكن أن تؤول إليه نتائج طرابلس من إنكشاف حجم التراجع الشعبي لتياره، وإمكانية خسارة مقعدين كانا محسوبين عليه (الراحل بدر ونوس عضو كتلة المستقبل النيابية وحليفه روبير فاضل) في ظلّ إستعداد سائر الأطراف السياسية في المدينة، لا سيما الرئيس نجيب ميقاتي، واللواء أشرف ريفي لخوض هذا الاستحقاق الذي سيجري وفقا للقانون الأكثري.
تشير المعلومات إلى أنّ الرئيس الحريري أبلغ الرئيس عون والرئيس نبيه بري، عدم رغبته في إجراء الانتخابات الفرعية، إنطلاقا من أن لا مصلحة لأيّ طرف سياسي اليوم في أن يخضع لهذا الاختبار الشعبي على مسافة أشهر من الانتخابات العامة في أيار 2018، كما أنّ النتائج قد تُستثمر سياسيا وتعطي أفضلية للطرف الفائز في الاستحقاق المنتظر.
يبدو واضحاً أنّ الانتخابات الفرعية تحولت إلى ما يشبه البورصة، حيث ترتفع أسهم إجرائها، ثم ما تلبث أن تتراجع، تماما كما حصل قبل إسبوعين عندما أعلن الوزير المشنوق أن مجلس الوزراء سيحدد موعد إجراء الانتخابات، ثم أعلن بعد الجلسة أن الأمر تأجل إسبوعا للبت بالموعد الذي انتظر أسبوعين إضافيين، من دون أن يخرج الدخان الأبيض من مجلس الوزراء، في وقت يرى فيه مراقبون أن معركة عرسال المنتظرة وإنشغال كل أجهزة الدولة فيها وبما يمكن أن تحمله من تداعيات أمنية، ومواقف سياسية متناقضة، قد يكون سببا أساسيا في غض النظر عن إجراء هذه الانتخابات.
يعترف أحد قياديي الصف الأول في تيار "المستقبل" أنّ "الرئيس الحريري لا يرغب في إجراء الانتخابات الفرعية"، عازياً موقفه إلى عدّة أسباب أبرزها:
أولاً: انّ الانتخابات تحتاج إلى تمويل كبير قد لا يقل عن تمويل الانتخابات العامة، لجهة تشكيل الماكينة الانتخابية وتجهيزها بالمندوبين وبكل المستلزمات الأخرى، في حين أنّ ستة أو سبعة أشهر فقط لا تستأهل كل هذه التكلفة.
ثانياً: انّ المقعدين الشاغرين في طرابلس غير مؤثرين في السياسة، فالنائب روبير فاضل أعلن إستقالته منذ 13 شهراً، والنائب بدر ونوس توفي منذ نحو سبعة أشهر، ولن يكون هناك مشكلة إذا تأجّل إنتخاب بديلين عنهما إلى الانتخابات العامة في أيار 2018.
ثالثاً: ان الجهود التي بذلها الرئيس الحريري منذ توليه رئاسة الحكومة، ساهمت في معالجة جزء بسيط جدا من التراجع الشعبي لتيار "المستقبل"، الذي ما يزال غير جاهز لخوض أي إستحقاق من هذا النوع.
ويخلص القيادي "المستقبلي" إلى القول: "إنّ الرئيس الحريري يدرك تماماً أن خوض الانتخابات الفرعية وفق القانون الأكثري في طرابلس هو أمر صعب جداً في الوقت الراهن، لكن في حال إتخذ القرار السياسي بإجرائها، فإنّه حتماً سيخوضها، لكنّه سيحتاج إلى التحالف مع شريك طرابلسي قوي يستطيع معه الفوز بالمقعدين، لأنّه من المستحيل أن يتمكن من الفوز بهما بمفرده، وطبعاً (بحسب القيادي) فإنّ هذا التحالف لن يكون مع اللواء ريفي".
ورداً على سؤال عما إذا كان المقصود بالشريك القوي هو الرئيس نجيب ميقاتي، أجاب القيادي "المستقبلي": "نعم، إنّ التحالف مع الرئيس ميقاتي بات يشكل حاجة للرئيس الحريري في الانتخابات الفرعية في طرابلس".
(سفير الشمال)