في تقريرها، نقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين سابقين وحاليين وآخرين مقرّبين من العائلة الحاكمة قولهم إنّ بن نايف استُدعي إلى القصر الملكي في مكة منتصف ليل 20 حزيران وأذعن للضغوطات التي مورست عليه بعد ساعات وتنازل عن منصبه عند حلول الفجر.
وقالت الصحيفة إنّه تم إبلاغ بن نايف قبل منتصف الليل بأنّه سيلتقي الملك سلمان، إلا أنّه اقتيد إلى غرفة أخرى، حيث صادر مسؤولو البلاط الملكي هواتفه وأجبروه على التنازل عن ولاية العهد ووزارة الداخلية.
وتابعت الصحيفة لافتةً إلى أنّ بن نايف عارض الفكرة ورضخ لها بعد شعوره بالتعب الناجم عن معاناته مرض السكري والإصابات التي تعرّض لها جرّاء محاولة اغتياله في العام 2009.
وفيما زعمت الصحيفة أنّ مسؤولي البلاط الملكي استدعوا هيئة البيعة ليلة 20 حزيران وأخبروا بعض أعضائها أنّ نايف يعاني "إدماناً على الأدوية"، أوضحت أنّه سبق لأصدقاء مقربين من ولي العهد السابق أن أعربوا عن قلقهم على صحته.
في هذا السياق، ادعت الصحيفة أنّ أصدقاء بن نايف تخوّفوا من "إدمانه" على المسكنات التي يتناولها بسبب الألم الذي يلازمه منذ تعرضه لمحاولة الاغتيال وعوارض اضطراب ما بعد الصدمة التي يشعر بها.
من جهته، قال بروس ريدل، الضابط السابق بوكالة الاستخبارات المركزية، ومدير مشروع الاستخبارات في معهد "بروكينغز"، إنّ الأدلة التي عُرضت عليه تظهر أنّ إصابات بن نايف جراء محاولة اغتياله كانت أكثر مما أُفصح عنه، زاعماً أنّه بدأ يتناول المسكنات بطريقة تجعله عرضة للإدمان عليها وأنّ هذه المشكلة تفاقمت تدريجياً على مر الأيام.
وشككت الصحيفة، نقلاً عن محللين وعدد كبير من أفراد العائلة الحاكمة، في عدد أعضاء هيئة البيعة الذين عارضوا تولية بن سلمان والذين قدّر التلفزيون السعودي عددهم بـ31 من أصل 34.
وسلّطت الصحيفة الضوء على توقيت قرار تولية بن سلمان الذي صدر في الأيام الأخيرة من شهر رمضان والذي اعتبره عدد من المحليين مناسباً لإحداث تغيير، وشبّهته بحصول "انقلاب ليلة الميلاد".
وبعد تولية بن سلمان، عاد بن نايف إلى قصره في جدة حيث منع من مغادرته، شأنه شأن الجنرال عبد العزيز الهويريني، الذي لعب دوراً كبيراً على مستوى العلاقات الأمنية مع الولايات المتحدة، وفقاً لما أوردته الصحيفة.
وأضافت الصحيفة أنّ مسؤولين في "وكالة الاستخبارات المركزية" أبلغوا البيت الأبيض بعد أيام عن قلقهم من الإطاحة ببن نايف ومن احتمال إزالة الهوريني ومسؤولين أمنيين آخرين، لما لهذه الخطوة تأثير على التنسيق الاستخباراتي بين البلدين.
إلى ذلك، نقلت الصحيفة عن محللين زعمهم أنّ الخلافات العائلية أو الخوف من التعرض لانتقادات على خلفية حصار قطر قد أدت إلى تخلّف الملك سلمان وولي عهده عن حضور قمة مجموعة العشرين في هامبورغ.
( NYT)