الإتفاق النووي بين إيران والدول 5+1 الذي نجم عنه القرار الأممي رقم 2231 في 20 يوليو 2015 يتجه حاليًا إلى مرحلة الموت الدماغي أو الإصابة بمرض الزهايمر.
وذلك لأن الولايات المتحدة بعد مجيء ترامب تحاول إحباط مفعول هذا الإتفاق بحجة أنه كان لصالح إيران وعلى حساب المجتمع الدولي، فبناء عليه بذلت أمريكا جهودًا مستميتة لمنع إيران من قطف ثمار هذا الإتفاق.
هذا وإن المخطط الجامع المشترك يؤكد على مسؤولية الولايات المتحدة في انجاح الاتفاق وتصرح بأن على الولايات المتحدة أن تبذل جهودها لتسهيل التجارة بين إيران والمجتمع الدولي.
إقرأ أيضًا: إعتناق المسيحية يوجب السجن في إيران
إن ما تقوم به الولايات المتحدة تجاه الإتفاق النووي ليس تنفيذًا لما توعد به ترامب قبل الإنتخابات الرئاسية من تمزيق نص الإتفاق، بل الطريق الذي إنتهجها ترامب هي خنق الإتفاق وليس إطلاق الرصاص على صدره.
يؤيد ترامب التزام إيران بتعهداتها كل ثلاثة أشهر ولكن في الوقت نفسة يزيد دفعة جديدة من العقوبات ضد إيران، لماذا؟ لأنه يعتقد بأن إيران خرقت روح الاتفاق النووي، لأنها تستمر في إختباراتها الصاروخية الباليستية وزعزعة أمن حلفائها وتهديد الكيان الصهيوني وخرق حقوق الانسان؛ بينما كانت أمريكا تتوقع أن الإتفاق النووي سيؤدي إلى انسحاب إيران من بؤر التوترات في المنطقة ووقوفها موقع المتفرج تجاه ما يحدث.
تريد أمريكا من وراء فرض العقوبات الجديدة إرهاق إيران لدرجة تبادر هي بالخروج عن الاتفاق النووي، لأن مبادرة أمريكا بالخروج عن هذا الإتفاق ستوجه لها سخط الدول الخمس المشاركة في الإتفاق وهم لا يقبلون بدخول المجتمع الدولي أزمة جديدة مع إيران بعد سنوات من المفاوضات معها.
إقرأ أيضًا: روحاني على وشك السقوط ؟
وإن ترامب مقبل على مرحلة صعبة في القضاء على الإتفاق النووي، فالإيرانيون يعرفون جيدا بأن العقوبات المتتالية التي تفرضها أمريكا على مؤسسات وشخصيات إيرانية مؤثرة في المشروع الصاروخي لا قيمة لها اساسًا وأنه يتم بغية إستهلاك الرأي العام الامريكي وإن العبرة بصفقات بوينغ التي تمت وتتم من دون أي خلل.
هدد وزير الخارجية الايراني ظريف الولايات المتحدة بأن جميع الخيارات على الطاولة بحال خرق الإتفاق أو إحباط معظم مضامينه.
هل تستعد القيادة الإيرانية لإتخاذ القرار بالخروج من الاتفاق؟ هل تسمح حليفتي إيران أي روسيا والصين ببلوغ الخلافات الإيرانية الأميركية ذروة تدفع أيا من الطرفين الى خرق الإتفاق؟
هل تلتزم أوروبا بالصمت أمام الثور الهائج الأمريكي ليقلب طاولة الإتفاق النووي؟
ان ترامب يحاول ترجمة أحلامه إلى وقائع ولكن دون ذلك أهوال.