في تقريره، أوضح الموقع أنّ رغبة واشنطن في التنسيق مع موسكو ليست وليدة اللحظة، نظراً إلى أنّها تدرك حاجتها إلى خطة مع بلوغ الحرب ضد "داعش" مراحلها النهاية في العراق وسوريا. ورجح الموقع أن يبقى "داعش" حاضراً بعد هزيمته في ساحات القتال، مستفيداً كما المجموعات المتشددة الأخرى من الفراغ الأمني ومن الفوضى في البلاد.
في هذا السياق، ذكّر الموقع بأنّ "داعش" ظهر في العراق بعد مغادرة القوات الأميركية وتوسع في سوريا في الوقت الذي انشغل فيه أعداؤه بقتال بعضهم البعض، متخوّفاً من قدرته على إعادة بناء نفسه والبروز مجدداً كقوة عظيمة.
وبناء عليه، شدّد الموقع على الحاجة إلى بذل جهود شاملة لتثبيت وقف إطلاق النار في سوريا، مسلطاً الضوء على التباين في الأهداف بين واشنطن وموسكو: ففيما تعتبر الولايات المتحدة تشكيل حكومة انتقالية خطوة ضرورية لرأب الصدع الحاصل بين الفصائل الموالية للنظام والمعارضة، تبدي روسيا رغبة أقل في حل حكومة الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق، ناهيك عن أنّها عملت عن قرب مع إيران على مستويات مختلفة في سوريا.
الموقع الذي ذكّر بتصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب القائل إنّه يسعى إلى التوصل إلى حل سياسي في سوريا وإلى لجم نفوذ إيران، استبعد احتمال مشاركة موسكو واشنطن أهدافها. أمّا إذا كانت موسكو تشارك واشنطن الأهداف نفسها، فرأى الموقع أنّ نيتها العمل على تنفيذها غير واضحة.
في ما يتعلّق بنفوذ روسيا على سوريا وإيران، أكّد الموقع أنّه غير كامل، مذكّراً بانتهاك الجيش السوري عدداً من خطط وقف النار التي دعمتها موسكو، بما فيها مناطق تخفيض التوتر التي تم التوصل إليها في كانون الثاني الفائت خلال محادثات أستانة.
في هذا الصدد، تناول الموقع عدم اقتناع إسرائيل باتفاق وقف إطلاق النار وتشكيكها بقدرة روسيا على مراقبته، وذلك بسبب خوفها من وصول "حزب الله" وعناصر إيرانية إلى الجولان المحتل.
واستناداً إلى هذه المعطيات، خلص الموقع إلى أنّ تحدي تحويل وقف إطلاق النار- إذا ثبت نجاحه- إلى اتفاق سياسي استراتيجي سيظل قائماً، نظراً إلى أنّ الحكومتين الإيرانية والسورية بعيدتان كل البعد عن تقديم تنازلات لإنشاء حكومة انتقالية شاملة.
ختاماً، رجح الموقع تمسك طهران ودمشق بموقفهما الساعي إلى تعزيز سيطرتهما على الأراضي السورية، متوقعاً تقسيم سوريا إلى مناطق تخضع للمجموعات المسلحة المختلفة، في أفضل الأحوال.
( Stratfor)