وقالت الصحيفة: "إنّه نوع جديد من الحرب الوكالة في سوريا، فبدلاً من الحرب السنية الشيعية أو الأميركية الروسية، تظهر حرب روسيا – إيران الآن". ونقلت عن الصحافي والناشط السوري أيمن عبدالنور أنّ مجموعة موالية لموسكو تريد سوريا علمانيّة وتضمّ ضباطًا تدرّبوا في روسيا، وذلك بمواجهة محاولات لجعل سوريا "شيعيّة".
وكشفت الصحيفة أنّ التنافس والضغط بين "حزب الله" والجيش السوري، زاد منذ حزيران 2016، حين تصادما علنًا بما كان يفترض أن يكون عملية مشتركة في حلب. فقد عارض "حزب الله" تنفيذ بعض إتفاقات وقف إطلاق النار، التي تمّت بوساطة روسية، إحداها في كانون الأول في حلب، كما إندلعت إشتباكات عرضية بين الجانبين في ضواحي دمشق الشمالية على طريق بيروت.
وأوضحت الصحيفة أنّ وزارة الدفاع الروسية أمرت بغارات جويّة على مواقع لحزب الله، عندما تدخّل بخطط إجلاء المدنيين من حلب ونقلهم الى مناطق آمنة. وقال أحمد حردان، وهو سائق سيارة إسعاف في حلب كان قد احتجزه حزب الله: "إنّ رسالة الحزب كانت لا تظّنوا أنّه بإمكانكم عقد إتفاقات بدوننا. نحن على الأرض ونتحكّم بما يحصل". وأضاف: "لقد احتجز عناصر الحزب بعض الشبّان ولكن فجأة ظهرت المقاتلات الروسية في الأجواء، فبدأ عناصر حزب الله بإطلاق النار في الجو، وتركوا عملية الإجلاء.
الوضع الحالي وصفته الصحيفة بالجديد بالنسبة للحليفين القديمين في الشرق الأوسط، فحزب الله والنظام السوري متقاربان منذ منتصف الثمانينيات، عندما كان الرئيس الراحل حافظ الأسد، داعمًا للحزب. وسمح بأن تصبح سوريا نقطة عبور للأسلحة الإيرانية، من أجل تسليح الحزب ضد إسرائيل وضد منافسيه في لبنان.
نوار أوليفر وهو محلّل في مركز عمران للدراسات الإستراتيجية في إسطنبول، قال إنّه يقدّر وجود 10 آلاف عنصر من حزب الله في سوريا، ولفت إلى أنّ العدد تراجع من ما يقارب 15 الى 20 ألف لأنّ الحزب بدأ يسحب بعض قواته من سوريا، كما أنّه يحضّر نفسه لنزاع محتمل مع إسرائيل.
وكشفت الصحيفة أنّ موسكو تريد من الأسد أن يغيّر الترتيب مع "حزب الله"، والمجموعات الأخرى المموّلة من طهران. و يبدو أنّ الإتفاق الروسي الأميركي المؤقت حول سوريا موجّه كضغط إضافي على حلف إيران - دمشق - حزب الله.
من جانبه، يقول ضابط المخابرات والأستاذ الجامعي الإسرائيلي مردخاي كيدر إنّ "حزب الله" يريد أن يأخذ حصّته بما يبدو تقسيم سوريا. أمّا المعارضة السورية فتعتبر خروج "حزب الله" من سوريا أمر جوهري.
(واشنطن تايمز)