تتصاعد ضغوط القوى المسيحية في لبنان لفرض رحيل أكثر من مليون لاجئ سوري يوجدون على الأراضي اللبنانية.
وسجلت في الآونة الأخيرة تصريحات عالية النبرة تطالب برحيل النازحين مع اختلاف مستمر في وجهات النظر حيال الجهة التي يمكن التفاوض معها بهذا الشأن، رغم إعلان رئيس الحكومة سعد الحريري بشكل واضح أن الأمم المتحدة الطرف الوحيد الذي سيتم التفاوض معه.
والأحد ركز البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي في عظته على مسألة النازحين السوريين حيث قال موجها خطابه إلى رئيس الجمهورية ميشال عون “إنّ ما يخفف على الشعب هو يقينه من أنّكم تتحسَّسون معاناته الاقتصاديّة والمعيشيّة والأمنيّة والاجتماعيّة وهموم المستقبل، وهي تتزايد وتكبر بوجود مليونيْ لاجئ ونازح ينتزعون لقمة العيش من فمه، ويرمونه في حالة من الفقر والحرمان، ويدفعون أجيالنا الصاعدة إلى الهجرة”.
وأضاف بطرس الراعي “مع تضامننا الإنساني مع هؤلاء اللاجئين والنازحين، يرجو اللبنانيون من حضرتكم تصويب مسار عودتهم الأكيدة إلى بلدهم، بعيدًا عن الخلافات السياسية التي تعرقل الحلول المرجوّة”.
وفي وقت سابق أثارت تصريحات لرئيس حزب القوات سمير جعجع ردود فعل متباينة حين هدد بسلك طرق أخرى إذا لم يتم التجاوب بشأن أزمة النازحين.
وقال جعجع إنّ “قرار إعادة النازحين سيادي ولبناني، وإذا رفضت الأمم المتحدة إعادتهم، سنضعهم في أول باخرة متجهة إليها”.
وهناك اليوم خلافات حادة بين القوى المسيحية التي يطالب بعضها على غرار التيار الوطني الحر وحزب المردة بضرورة أن يتم حلها عبر التواصل مع الحكومة السورية، فيما يصر حزب القوات على ضرورة أن تكون الأمم المتحدة هي الجهة الوحيدة للتفاوض معها بشأن هذا الموضوع.
ومؤخرا استقبل رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي يتولى أيضا الإشراف على وزارة الخارجية السفير السوري علي عبدالكريم الذي قال عقب اللقاء إن حل الأزمة يمر عبر دمشق وليس عبر أي جهة أخرى.
وأثار اللقاء جدلا كبيرا وعزز من الانقسام الحاصل داخل الحكومة اللبنانية وبين القوى المسيحية نفسها، وسط توقعات بأن يستمر الخلاف حول الجهة المفاوضة قائما، وإن كانت تجمعهم وحدة الهدف وهو عودة اللاجئين إلى ديارهم.