نتيجة لازدياد وتدفق اللاجئين العرب إلى تركيا عقب الحروب المتواصلة في بعض الدول العربية وسقوط آلاف الجرحى المحتاجين للعلاج ، إلى جانب توجه أعداد كبيرة من الطلاب العرب للدراسة واستقرار مئات العوائل بتركيا للإقامة والاستثمار، برزت فكرة افتتاح مراكز وعيادات طبية عربية لتغطية حاجة هذا الكم الكبير من السكان العرب .
ويتواجد في مدينة اسطنبول التركية تحديدا إضافة لمحافظات الجنوب التركي القريبة من الحدود مع سوريا والعراق عشرات المراكز الصحية التي تقدم خدماتها المتنوعة للعرب، والتي تستقطب عددا كبيرا ومتزايدا من المرضى للاستفادة من أقسامها.
وتوفر الكثير من المراكز العربية كافة التخصصات الطبية للمراجعين، كالعيادة الداخلية، والقلبية والجراحة العامة والعظمية والنسائية والأسنان بكافة أقسامهاوكذا العصبية والأنف والأذن والحنجرة والتناسلية والأطفال.
وتتميز المراكز الطبية العربية في تركيا برخص التكاليف من جهة، وكونها أقل تعقيدا من حيث الأوراق الشخصية المطلوبة مقارنة بنظيراتها التركية من جهة أخرى ، عوضا عن تخطي حاجز اللغة وصعوبة التواصل مع الطبيب التركي وشرح أعراض المرض بدقة.
اللغة والتكاليف
وترى المواطنة السورية أم رامز في حديثها مع "عربي21" أن عائق اللغة التركية الذي واجهها وأسرتها في بدايات دخولهم تركيا إلى جانب التكاليف الإضافية التي كان يضطر المريض لدفعها للمترجم الخاص للطبيب كلها باتت من الماضي مع توفر المراكز الطبية العربية".
وامتدحت أم رامز في حديثها أيضا توفر مترجمين داخل كثير من الصيدليات التركية ، فضلا عن توفر الدواء بأسعار رمزية داخل صيدليات المستوصفات العربية مقارنة بالصيدليات الخارجية.
بدورها أشادت الطالبة السورية إسراء عبدالرحيم بأحد المراكز الطبية العربية في منطقة الفاتح باسطنبول، معربة عن رضاها بمستوى الخدمات الطبية المقدمة وسهولة الإجراءات المتبعة، مضيفة لـ "عربي21" أن كثير من المستوصفات عبارة عن مشفى متكامل يضم الطبيب المختص ومختبر طبي لإجراء التحاليل وصيدلية لصرف وصفة الدواء التي كتبها الطبيب بناء على الحالة الصحية.
وتوفر الحكومة التركية إلى حد كبير خدمة العلاج المجاني لـ اللاجئين السوريين في المراكز الحكومية، وكذلك تعامل اللاجئين من فلسطينيي سوريا بتركيا معاملة المواطن السوري.
وتعمل وزارة الصحة التركية على تقنين فتح وانتشار المراكز الطبية العربية في تركيا، وعدم منحها الترخيصات اللازمة لمزاولة عملها وتقديم خدماتها للمراجعين، مع غض النظر عن المراكز القائمة حاليا كونها تخفف من أعداد المراجعين للمراكز الحكومية.
وتحاول الوزارة ضم هذه المراكز تحت إدارتها والإشراف عليها، حيث أعلنت سابقا أنها أقامت مراكز صحية لـ اللاجئين في 16 ولاية وتخطط رفع عددها من 170 مركزا إلى 500 خلال العام الجاري، مضيفة أنها ستمنح الأطباء السوريين والعاملين في القطاع الصحي أذونات عمل خاصة وإخضاعهم للتدريب لمباشرة أعمالهم.
وأفاد مسؤول مركز مختص بتقديم الاستشارات الطبية للعرب، فضل عدم ذكر اسمه أن الحكومة التركية بصدد فتح 21 مركزا طبيا جديدا يتم تجهيزها لاستقبال المراجعين.
فيما أكد طبيب سوري شارك في إحدى الدورات المنعقدة بأحد مراكز رعاية اللاجئين في اسطنبول، أن وزارة الصحة التركية عقدت لهم دورات صحية لتعريفهم على النظام الصحي في البلاد وتأهيلهم لسوق العمل ، وممارسة ذلك عمليا وتقديم الرعاية الصحية للمراجعين.
وأوضح الطبيب الذي فضل عدم ذكر اسمه في حديث مع "عربي21" أن المراكز تفتح أبوابها لكل اللاجئين من الجنسيات المختلفة ويتم معاملتهم معاملة الأتراك في كافة الأمور، مضيفا أن الغالبية العظمى من المراجعين هم من العرب وخاصة السوريين.
وفي السياق، تسعى إدارات المراكز الطبية العربية القائمة إلى تشكيل جسم نقابي رسمي لمتابعة قضايا العمل والحصول على اعتراف الجهات المختصة ومواجهة التحديات بصوزرة رسمية بالتنسيق مع الحكومة التركية.
وبهذا الصدد جرى تشكيل اتحاد مهني للأطباء والصيادلة العرب باسطنيول كذلك اتحاد الأطباء السوريين وتجمع الأطباء الفلسطينيين وذلك بغية التنسيق والترتيب فيما يخص شؤون المهنة ومزاولتها مع الحكومة التركية.