البشر بطبعهم هم فصيلة من الكائنات التي تحب التخالط الاجتماعي والعلاقات. ومع أن الأغلبية الساحقة من الناس تحبّذ وترحّب بالعلاقات القريبة، إلا أن كثيرين منهم وخاصة النساء، يتفادون الضعف، ويبتعدون عنه، مع أن هذه الصفة هي الأهم والأقوى في القيادة نحو علاقات عاطفية قريبة. قد يعود الأمر إلى سوء فهم الناس لماهية الضعف الفعلية. إلا أن الضعف العاطفي هو أن يكون الإنسان نفسه وأن يقدّم للشريك الجانب الليّن من شخصيته بعيداً عن الاندفاعات والانفعالات الدفاعية.

قد يكون لرفض الضعف أسبابه الوجيهة، وغالباً ما تكون نتاج تجارب سابقة إما في الحياة العاطفية أو في الطفولة، فيصبح الضعف وضعاً مرفوضاً بالنسبة لصاحب التجربة، ظناً منه أن الشريك سيستغل هذا الضعف لمصالحه وأن الأمر سينتهي بالطرف الضعيف بخيبة أمل.

ولكن الضعف في الحب والحميمية مطلوب وضروري أكثر مما قد تظن المرأة، لأنه ببساطة مفتاح رئيسي للتواصل سواء كان عاطفياً أو روحياً أو جسدياً. ضعف المرأة أمام من تحب هو حالة صادقة تعيشها، تعبّر خلالها عن مشاعرها ومخاوفها وحاجاتها، وهي طريقة لطلب هذه الحاجات.

ما هو الضعف في الحب، وكيف يتجلى بين حبيبين وزوجين:

التعبير عن الحاجات وطلبها

حين تشعر المرأة بالأذى، من السهل جداً أن تتخلص من ألمها وأن تحاول حماية نفسها ممّن حولها عبر الانغلاق واتخاذ الوضعية الدفاعية دائماً. ولكن بلوغ العلاقات القريبة يعني القدرة على الكلام والتعبير وخاصة عند الشعور بالحاجة. إن الاعتراف بالحاجة إلى الحبيب وإلى شخص نتكئ عليه في الأوقات الصعبة يساعد على تقريب الشريك من ألم حبيبته وعلى الاستجابة لما تريده، وهذا يقرّب ما بينهما.

الرغبة بالتعبير عن المشاعر

في بعض الأحيان، تشعر المرأة بالخوف من التعبير عن مشاعرها بصوت عالٍ حتى أمام نفسها. ولكن الاعتراف بمشاعرنا وتقبّلها هو جزء مهم جداً لنشاركها مع أنفسنا ومع المقربين منا. جزء كبير من قوة التواصل مع الشريك يعتمد في الأساس على الرغبة بالتعبير.

قول ما تريدينه

إن تعبير المرأة عن رغباتها والإفصاح عمّا تريده وما لا تريده أمام الشريك خطوة كبيرة نحو علاقة جيدة وصحّية. فبدل التذمّر ولوم الشريك على المشاكل التي تحصل، يجب على الزوجين أن يعترف كلّ منهما للآخر بما يريدانه وما يفكران فيه فعلاً. إن أجمل ما يمكن أن تراه علاقة زوجية، هو قدرة ركنيها على البوح بأيّ شيء أمام الآخر وألا يمانعا بالظهور ضعيفين أمام الآخر وإخباره بما يريدان.

التعبير عمّا يدور في بالك بصراحة

بالإضافة إلى التعبير عمّا نريده وعن حاجاتنا، يجب على المرأة (والرجل) أن يكونا صريحين مع نفسيهما ومع الشريك وأن يعبّرا أمامه عمّا يدور في بالهما فعلاً. إن العلاقة الزوجية يجب ألا تكون أبداً مكاناً يخاف فيه أحد الزوجين من البوح بما يفكر فعلاً.

(نواعم)