ولفتت الصحيفة إلى أنّ "داعش" يسيطر اليوم على 9% فقط من الأراضي التي كانت تحت حكمه في العام 2015. فيما أحرزت القوات الأميركية والمجموعات المدعومة منها تقدّمًا في الرقة أيضًا، وتؤكّد مصادر موثوقة أنّ البغدادي قد قُتل.
وقالت الصحيفة لا شكّ بأنّ "داعش" يواجه عددًا من الصعوبات العسكريّة والإيديولوجيّة، ولكن
ماذا يعني ذلك بالنسبة لمستقبل التنظيم؟
هل خسر "داعش" السيطرة على الأرض؟
لقد خسر التنظيم معظم الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق، ولا تزال له جيوب في الشمال.
إستعادة السيطرة على الموصل كانت نصرًا كبيرًا لأنّها كانت المدينة الأكبر التي يسيطر عليها التنظيم، منذ أن إجتاز عناصره الحدود من سوريا وسيطروا على المدينة في صيف 2014. وبعدها إستيقظ العالم ليشهد التهديد الكبير الذي يواجه العالم.
وأوضحت الصحيفة أنّ قبل إحتلال الموصل، كانت المدينة تضمّ 1.5 مليون نسمة، وكانت أكثر مدينة تضمّ تنوعًا ثقافيًا في العراق. أمّا الآن، فقد مات الآلاف وتدمّرت المدينة. ويعدّ إخراج التنظيم من الموصل خسارة كبرى.
فهل المسألة مسألة وقت ليُهزم "داعش"؟
عسكريًا نعم يُمكن أن يُهزم التنظيم، لكنّ مقاتليه-المجنّدون الأجانب بشكل خاص- يريدون القتال حتّى الموت، ما يجعل التقدّم بوجه مراكز داعش على الأرض صعبًا وبطيئًا.
الحملة العسكرية بقيادة واشنطن ضد "داعش"، لاستعادة الموصل بدأت في تشرين الأول 2016، وكان من المفترض أن تنتهي قبل أن يغادر الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما مكتبه البيضاوي في كانون الثاني 2017. وبدلاً من ذلك، فقد أعاقت تقدّم القوات العراقية منازل وطرقات مفخخة إضافةً الى سيارات مفخخة. وواجهت مشكلة بكيفية التعامل مع المناطق المدنيّة حيثُ يتخذ "داعش" المواطنين كدروع بشرية. وقد إستغرقت المعركة أكثر من 9 أشهر، وبقيت الخلايا النائمة تعمل في المدينة حتى الآن.
وفي سوريا بدأت القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة هجومها الأخير على معقل "داعش" في الرقة، ويرجّح أن تكون المعركة طويلة ودمويّة.
هل سيعيش "داعش" كعقيدة؟
قد يسقط مشروع الدولة الإسلاميّة، لكنّ "داعش" أثبت مرونته. ففيما بدأت الحملات الروسية، السورية، والحملة الأميركية ضدّه، نقل تركيزه الى نمط انتهجه تنظيم "القاعدة"، والذي يعتمد على تنفيذ هجمات في عدد من أنحاء العالم للردّ على أعدائه.
ورأى الدكتور شيراز ماهر، وهو نائب مدير المركز الدولي للدراسات حول التطرف في لندن أنّ إنهيار "داعش" كدولة خلافة أو مجموعة حاكمة ليس دليلاً على إنتهاء التنظيم وزواله كليًا. وتوقّع أنّه سيستمرّ كحركة إرهابية وبذلك تُصبح هزيمته صعبة ومعقدة وطويلة الأمد.
ما التالي؟
لقد نما "داعش" في خضم عمليات "القاعدة" في سوريا، وسيستمر باستغلال الخوف الذي أنشأه بين الناس في العراق، حتى بعد خروجه من الموصل.
وقال أحد سكان الموصل القديمة: "لن نعود كما كنّا. عندما يُزرع الخوف بداخلك يصعب عليكَ أن تتخلّص منه بسهولة".
وختمت الصحيفة بالقول: "من المحتمل جدًا أن يتطوّر التنظيم تدريجيًا ليُصبح بشكل "داعش" بنسخة ثانية، أو ينشأ تنظيم جهادي مكانه".
(إندبندنت)