توجه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الخميس، إلى نيويورك لحضور مؤتمر تابع للأمم المتحدة، في خطوة اعتبر مراقبون أن هدفها مغازلة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب والسعي لفتح قنوات تواصل وحوار معها.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، أن ظريف سيلتقي على هامش اجتماعات منتدى التنمية المستدامة رفيع المستوي بمقر الأمم المتحدة عددا من المفكرين والمسؤولين والشخصيات الدولية المشاركة في المنتدى.
وصرح قاسمي بأن ظريف سيلقي أيضا كلمة أمام مجلس العلاقات الخارجية الأميركية يتناول فيها الأوضاع في الشرق الأوسط.
وقال مراقبون إن إيران التي لم تجد مدخلا لكسر التشدد الذي تبديه إدارة ترامب تجاهها، تسعى عبر هذا المؤتمر الذي كان يمكن أن تحضره شخصيات إيرانية أخرى غير ظريف، إلى الاقتراب أكثر ما يمكن من البيت الأبيض والتعبير عن الرغبة في الحوار.
وليس مستبعدا أن يسعى ظريف إلى إيصال رسائل إلى إدارة ترامب في هذا الصدد خاصة مع انسداد قنوات التواصل تماما.
وأشار هؤلاء المراقبون إلى أن ما يقلق الإيرانيين الآن ليس وجود إدارة متشددة تجاهها، بقدر ما يهمها تبريد الغضب الأميركي على أدوارها في المنطقة، وهو غضب بدأ يأخذ أبعادا عملية خاصة في العراق وسوريا ولبنان.
وإلى حد الآن نجحت الولايات المتحدة في منع إيران من السيطرة التامة على العراق والتحكم في حدوده مع سوريا، وأعاقت خطتها لفرض هلال شيعي يمتد إلى لبنان ويتم عبره تهريب الأسلحة والمقاتلين.
واعتبر محللون سياسيون أن أهم ما حواه الاتفاق الأخير بين روسيا والولايات المتحدة حول تثبيت منطقة آمنة جنوب سوريا، هو قطع الطريق أمام إيران وميليشيا حزب الله للسيطرة على المنطقة وإزعاج الأردن من بوابتها.
ويضاف إلى ذلك قلق إيراني من التنسيق الأميركي القوي مع السعودية لتطويق أنشطة طهران في المنطقة، والاتجاه لبناء تحالف سني أميركي أوسع قد يعقد وضع أذرعها في المنطقة خاصة في لبنان واليمن.
وفشلت كل محاولات إيران في منع تراجع إدارة ترامب عن تنفيذ بنود الاتفاق النووي الذي قدم خدمات جليلة لإيران أيام تقاربها مع الرئيس السابق باراك أوباما.
وبددت العقوبات التي استمرت بتنفيذها واشنطن آمال طهران في تعافي اقتصادها واستثمار الإفراج عن الأموال المجمدة لتقوية أذرعها في المنطقة.