حزب الله لن يسمح ان تتحول الحدود اللبنانية-السورية إلى واقع يصعب التعامل الميداني معه
 

توقفت مراجع أمنية عند مضمون الكلام الدقيق والمدروس للأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله في إطلالته الأخيرة، وتأكيده الجازم بأنه لن يتحدث بعد اليوم عما يحصل في منطقة جرود عرسال، لا من قريب ولا من بعيد.

ورأت فيه رسالة واضحة الأهداف برسم الحكومة اللبنانية المترددة في حسم الأمور المضطربة، في هذه البقعة الجغرافية من الحدود اللبنانية-السورية التي لم يعرف سكانها الأمن والأمان منذ اندلاع الحرب السورية، ما يشكل خطراً على السكان في هذه المنطقة ويعرضهم للنزوح إلى الأماكن الأكثر أماناً، وهذا يعني أن “حزب الله” لن يقف مكتوف الأيدي حيال ما يجري، وقد يتولى حسم الأمور بنفسه، ولن ينتظر إلى ما يمكن أن تقرره الجهات المعنية لدى حصول أي اعتداء.

وفي تفسيرها لكلام نصر الله أشارت المراجع الأمنية إلى أن “حزب الله” الذي يشارك في القتال الدائر في سورية منذ ست سنوات، لن يقف موقف المتفرج في وقت يرى الهزائم التي تلاحق تنظيم “داعش” في كل مكان، وهو لن يسمح بأن تتحول منطقة جرود عرسال إلى مكان استقطاب وتجمع لفلول الإرهابيين، مخافة أن تتحول الحدود اللبنانية-السورية إلى واقع يصعب التعامل الميداني معه في المستقبل.

وعلى هذا الأساس يستعجل “حزب الله” حسم الأمور قبل تفاقمها. وإذا كان الحزب نجح في نقل بعض العائلات من عرسال إلى عسال الورد السورية، فإن المراجع الأمنية، تعتبر هذه العملية بمثابة اختبار لمدى تحكم “حزب الله” في المفاصل الأمنية للمنطقة، ما يعني بأنه عندما ينتهي من إجلاء من سيتم إجلاؤهم من منطقة عرسال، فلن يتردد من اتخاذ المبادرة وفتح المعركة مع “داعش” في الجرود لوحده، بغض النظر عن نتائجها التي يعتقد بأنها ستكون لصالحه. 

وهذا ما يفهم من كلام نصر الله، بأن لا فرق عنده إذا كان حزبه هو المبادر في الحرب أم الجيش، فالمهم بالنسبة له القضاء على “داعش” قبل استفحال أمرها، منعاً لتكرار ما جرى مع الجيش في العام 2014، وبالتالي أخذ كل منطقة البقاع رهينة عنده.

 


السياسة الكويتية