أميركا تعطي الضوء الاخضر لحزب الله في معركة الجرود و الحكومة تتخبط في التمويل والسلسلة
المستقبل :
طغى على الساحة الوطنية أمس صوت هدير المحركات التشريعية مع إعطاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري الضوء الأخضر لانطلاق قطار التشريع محمّلاً بجدول أعمال من 30 بنداً تتقدمها سلسلة الرتب والرواتب وإفادة المتعاقدين في الإدارات العامة من نظام التقاعد وتقديمات تعاونية موظفي الدولة، فضلاً عن اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي إلى تثبيت متطوعي الدفاع المدني. وبانتظار 18 و19 الجاري موعد انعقاد الهيئة العامة بأربع جلسات صباحية ومسائية لمناقشة وبحث الجدول التشريعي، استنفرت القوى السياسية كتلها النيابية لوضع اللمسات التوافقية الأخيرة على مشروع «السلسلة» الذي سيكون بدءاً من اليوم في سباق مع الزمن لإدخال بعض الإصلاحات على مضامينه تمهيداً لإقراره الثلاثاء المقبل، وذلك بالتوازي مع تسريع الخطوات النيابية والحكومية على حد سواء في سبيل إنجاز مشروع الموازنة العامة خلال الأيام المقبلة، سيما وأنّه بات عملياً تحت مجهر التدقيق بـ«الأرقام» عبر سلسلة الاجتماعات المكوكية التي تجريها لجنة المال والموازنة وستستكملها الأسبوع الطالع لدرس وإقرار الموازنة والموازنات الملحقة بها.
واليوم، يعقد ممثلو مختلف الكتل النيابية اجتماعاً في وزارة المالية لاستعراض الطروحات المتبادلة حيال سبل إدخال الإصلاحات المنشودة في متن مشروع سلسلة الرتب والرواتب بما في ذلك إعادة درس المسائل المتصلة بالمتقاعدين والضرائب والواردات التمويلية لكلفة السلسلة. وإذ أوضحت مصادر نيابية متقاطعة لـ«المستقبل» أنّ العمل جارٍ على قاعدة السعي إلى إحقاق التوازن بين إمكانيات الدولة وواجباتها إزاء تمويل السلسلة بعيداً عن إرهاق الطبقة الفقيرة وتحميلها أي أعباء إضافية، لفتت إلى أنه بموجب الترابط الحاصل بين إقرار السلسلة والموازنة من خلال إبقاء صرف تكاليف الأولى مرهوناً بإقرار الثانية، قد تتمكن لجنة المال والموازنة من تحقيق وفر مالي كبير من شأنه أن يؤدي إلى تعزيز موارد السلسلة والاستغناء تالياً عن فرض زيادة الواحد في المئة على الضريبة على القيمة المضافة لتمويلها، وأشارت إلى عدة توجهات في هذا المجال أبرزها التوجه نحو إلغاء المساعدات المقدمة إلى الجمعيات التي لا تتوخى الربح والبالغة قيمتها 397 مليار ليرة، فضلاً عن إعادة النظر في المبالغ المالية التي تدفعها الدولة لاستئجار المباني الحكومية وغيرها. علماً أنّ كلاً من «التيار الوطني الحر» و«تيار المستقبل» بما يمثلان رئاسياً وحكومياً من حرص مشترك على نجاح العهد وتطلعاته الإصلاحية، مصممان على إنجاز سلسلة الرتب والرواتب والموازنة بعد إدخال الإصلاحات اللازمة على المشروعين.
وعن مسألة «قطع الحساب»، آثرت المصادر انتظار ما ستقدم عليه الحكومة ووزارة المالية حيال هذه المسألة تجنباً لأي مخالفات وحفاظاً على الدستور وقانون المحاسبة العمومية.
على صعيد منفصل، أكدت مصادر وزارية من كتلة «التيار الوطني الحر» لـ«المستقبل» أنّ سلة تعيينات غير خلافية سيتم إقرارها الأسبوع المقبل في مجلس الوزراء وإن لم يتم التوافق على الآلية المتبعة في هذا المجال، لافتةً الانتباه إلى أنّ إصرار «التيار» على إقرار التعيينات الأسبوع المقبل مردّه إلى «الحاجة الملحة لعدم تأخيرها أكثر خصوصاً أنّ رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري سوف يقوم بسلسلة زيارات رسمية خارجية في الفترة الآتية»، مع تلميحها في الوقت عينه إلى «وجود أطراف سياسية تتعمد تأخير ملء الشواغر الإدارية عبر التشدد بموضوع الآلية انطلاقاً من نيّة مبيّتة لديها تحاول إفشال العهد في مهمة إعادة تفعيل الإدارات الرسمية وتزخيم دورها المحوري في عملية النهوض بالدولة ومؤسساتها»
الديار :
يزور رئيس الحكومة سعد الحريري واشنطن ويرافقه في زيارته حاكم مصرف لبنان الاستاذ رياض سلامه وقائد الجيش العماد جوزاف عون ولدى القيادة الاميركية ثقة مطلقة فيه، وعلى مستوى الخزانة الاميركية هناك ثقة بحاكم مصرف لبنان رياض سلامه ومن غير المتوقع صدور عقوبات صارمة بحق لبنان خاصة ان وثيقة وزارة الخزانة الاميركية تعود الى ستة اشهر ولم تتغير، والمعلومات فيها هي ذاتها وربما حمل بيان الخزانة الاميركية عقوبات على اشخاص محددين.
اما بخصوص العماد جوزاف عون قائد الجيش فان القيادة الاميركية على المستوى السياسي والعسكري لديها الثقة المطلقة بالعماد جوزاف عون قائد الجيش وقررت زيادة المساعدات للجيش اللبناني بعد تعيين العماد عون قائداً للجيش، لان الادارة الاميركية تعرف جيداً ماذا يريد قائد الجيش وانه يقول الامور بشكل مباشر، وهو عسكريّ ممتاز منذ ان كان ضابطاً ثم نقيباً ثم قائداً. وتعرف الادارة الاميركية جيداً انه يحافظ على الجيش اللبناني بعيداً عن كل الاطراف السياسية التي تتهمها اميركا اتهامات من هنا وهناك، وتدرك ان الجيش ليس له علاقة بايران، وان عملياته مستقلة عن عمليات حزب الله وسيكون هناك زيادة في المساعدات وتقدمة للعماد عون بخصوص عمليات التدريب للجيش اللبناني على كل المستويات وارسال وحدة عسكرية لتدريب الجيش اللبناني.
اما بالنسبة للرئيس سعد الحريري فان الرئيس الاميركي ترامب بعد ان اطلع على التقارير واوضاع المنطقة كلها وجد ان لبنان نجح في ضرب الارهاب وان الاستقرار على الساحة اللبنانية قائم ومهم اذا ما قيس بالدول العربية في مصر وسوريا والاردن والعراق والسعودية وان ترامب مرتاح للوضع في لبنان ومؤيد للحكومة في سياستها ضد الارهاب، ويريد ان يحافظ على الاستقرار وسيستمع من الحريري عن وجهة نظره في شأن الحكم في لبنان وسياسة لبنان على المستوى الاقتصادي والمالي والانمائي في السنوات المقبلة، كما يريد ان يعلم ترامب المدى الذي يمكن ان يصل اليه النفوذ الاميركي في لبنان خصوصاً ان الادارة الاميركية نصحت ترامب بتعزيز العلاقة بلبنان وبان تكون العلاقة مع لبنان مميزة كي لا يكون للبنان علاقات جيدة مع روسيا وايران، وتعرف الادارة الاميركية انه ليس للبنان علاقات قوية مع روسيا وليس له علاقات عسكرية مع ايران، وان لبنان رفض الهبة العسكرية الايرانية الى الجيش اللبناني. ولذلك، فان الرئيس الاميركي ترامب ووفق التقارير المرفوعة له مرتاح لعلاقة الحكومة مع ايران وروسـيا.
اما بالنسبة لحزب الله، وعلاقته بالداخل فرفعت تقارير الى الرئيس الاميركي ترامب بان حزب الله حزب سياسي وله ممثلين في الحكومة وكتلة نيابية وله ولاء لايران، لكن ترامب لا يتوقف عند هذه النقطة بل يهمه ان يكون هناك استقرار وديموقراطية في لبنان، وذكرت التقارير التي رفعت لترامب بان الديموقراطية في لبنان بابهى حللها وان هناك قانونا للانتخابات النيابية تم اقراره على اساس الديموقراطية وان العماد قائد الجيش ميشال عون الذي شارك بست دورات عسكرية في الولايات المتحدة الاميركية، هو رئيس الدولة الآن ونصحت التقارير الرئيس الاميركي بان يكون على علاقة ممتازة مع الرئيس عون ومع لبنان، وكذلك فان زيارة مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم الى واشنطن كانت ستحصل لكنه تم تأجيلها الى ايلول كي تكون الادارة الاميركية برئاسة ترامب انتهت من تشكيل الاجهزة الامنية وتعيين المسؤولين عنها، وكذلك كانت الخزانة الاميركية قد طلبت من حاكم مصرف لبنان رياض سلامه تأجيل زيارته الى ايلول ووافق على ذلك، لكن الامور دفعت بالرئيس الحريري الى زيارة سريعة الى واشنطن يرافقه فيها قائد الجيش العماد جوزاف عون والدكتور رياض سلامه لبحث العلاقة المشتركة بين الدولتين. وسيكون للرئيس الحريري الذي يرسم سياسة لبنان بعيداً عن الصراع السني - الشيعي ولبنان ليس فيه صراع سني - شيعي وهناك استقرار داخلي بفضل عمل الحكومة ورئيسها سعد الحريري والجيش اللبناني وحتى حزب الله الذي ساهم في ضرب الارهاب.
وبالتالي، تعرف الادارة الاميركية في هذه التفاصيل عبر تقارير رفعتها السفارة الاميركية في بيروت والمرسلة ايضاً من رئيس جهاز المخابرات الاميركي في السفارة الاميركية في عوكر الذي له شبكات في لبنان ويعرف الامور جيداً ورفع تقارير عن قدرة لبنان على ضرب الارهاب، وهذا ما يرتاح اليه الرئيس الاميركي ترامب عن الواقع اللبناني.
الجمهورية :
يقفل الأسبوع على تحضيرات لجلسة تشريعية، هي الأولى لمجلس النواب بعد تمديد ولايته وفتح دورة استثنائية له، ستنعقد الثلثاء والاربعاء المقبلين، على وقع تحضيرات مالية ـ سياسية لجلسة أخرى تعقد لاحقاً مخصّصة لمشروع الموازنة إذا حُلّت عقدة "قطع الحساب" التي تحول حتى الآن دون إقرار الموازنة لمحاولة البعض "التملّص" من قطع الحساب هذا لغايات معلومة ومجهولة، فضلاً عن تحضيرات لمعركة استكمال تحرير جرود عرسال من الجماعات المسلحة المتطرفة التي يحرص المعنيون على أن تكون "نظيفة" بمعنى تجنيب المدنيين اللبنانيين والسوريين أي شظايا من هذه العملية.
وسط استمرار الانقسام السياسي في البلاد، تلهب الملفات الساخنة الحكومة المتخبّطة بين الأداء والتباين حول سبل المعالجة. فيما حافظت أزمة النازحين السوريين على تصدّرها المشهد اللبناني، في ظل توالي التحذيرات من تفاقمها واستمرار السجال حول آليّة عودتهم الى مناطق آمنة في بلدهم، علماً انّ هذا الملف سيحضر اليوم في لقاء رئيس الحكومة سعد الحريري مع سفراء الدول المانحة، وكذلك في لقاء وزير الخارجية جبران باسيل مع السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي.
وقد توزّع الاهتمام السياسي أمس على ملف الانتخابات النيابية الفرعية التي أكّد وزير الداخلية نهاد المشنوق من بعبدا الجهوزية لإجرائها في ايلول المقبل على اساس القانون الأكثري، كذلك على ملفات الأمن ربطاً بالتحضيرات الجارية لمعركة تحرير جرود عرسال من الارهابيين، فضلاً عن ملفات الاقتصاد والموازنة العامة وسلسلة الرتب والرواتب التي سيتابع مجلس النواب مناقشتها وسبل تمويلها في جلسة تشريعية عامة حدّدها رئيس مجلس النواب نبيه بري الثلثاء والأربعاء المقبلين، في 18 و 19 الجاري.
وعلم انّ وزير المال علي حسن خليل سيجتمع في مقر وزارة المال اليوم مع ممثلي الكتل النيابية، وهم: الوزير جمال الجرّاح والنائبان جورج عدوان وعلي فياض، إضافة الى آخرين ممثلين لقواهم السياسية الذين عملوا على وضع بنود السلسلة في وقت سابق، وذلك استباقاً لعرضها في الجلسة التشريعية الاسبوع المقبل.
بري
وقال بري أمام زواره أمس، رداً على سؤال عن هذه الجلسة: "الجلسة محددة بيومين لأنّ جدول أعمالها دسم وفيه كثير من البنود التي تستوجب الإقرار.
وكما سبق وقلت، إنّ مشروع سلسلة الرتب والرواتب هو البند الأول الذي سيُطرَح للنقاش، وأؤكد مجدداً انّ هذه السلسلة حَق يجب أن يأخذه أصحابه. وبالتالي، أستطيع أن أقول انّ الجوّ مريح، خصوصاً انّ ثمة اجتماعات ستحصل، وربما اليوم، بين المعنيين في سبيل مزيد من التوافق حول هذا الموضوع".
ورداً على سؤال آخر، قال بري: "لستُ في جَو انّ الحكومة يمكن ان تَستردّ مشروع قانون السلسلة من الجلسة، هذا الامر يجب ان يُحسَم، إن سُحِب، فربما تستكمل من خلال أن يتبنّاها نوّاب او كتل عبر اقتراح قانون معجّل مكرّر. هذا المشروع مَضت عليه سنوات، وآن أوان البَتّ به".
تعليق المادة 87
وعلى هامش الإتصالات واللقاءات التي عقدت للخروج من مأزق "قطع الحساب" والمضيّ بالبَت بمشروع قانون الموازنة، كشفت مصادر مطلعة لـ"الجمهورية" عن اقتراح قَدّمه "التيار الوطني الحر" لتجاوز هذا المأزق ويقضي بـ"تجميد العمل لمدة محددة ولمرة واحدة" بمضمون المادة 87 من الدستور التي تتصِل بشرط تقديم "قطع الحساب" قبل البَت بمشروع قانون الموازنة العامة.
وقالت هذه المصادر انّ بري الذي تلقّى هذا العرض سجّل في اللحظة الأولى ملاحظاته عليه، ونَبّه من مجرّد طرح هذه الفكرة التي تمسّ الدستور في أهم بنوده. ونصح بري بعدم المضي في هذا الإقتراح "لأنه لا يشكّل مخرجاً للأزمة بمقدار ما يفتح الأبواب على قضايا أخرى ليس أوان البحث فيها".
ولذلك، قالت المصادر، انّ هذا الإقتراح، وإن كان يرضي التيّارَين البرتقالي والأزرق ويعزّز التفاهم بينهما، إلّا انه يُلقي الشكوك حول إمكان تَحَمُّل التيار البرتقالي ومعه سيّد العهد تراجعاً عن موضوع البَت بقطع الحساب الذي بَنى عليه نظريّاته في "الإبراء المستحيل" في مرحلة سياسية هي الأدق. فالبلاد مُقبلة على انتخابات نيابية فرعية، وانّ استغلال هذا الخروج على الدستور قد يشكّل فضيحة للطرفَين.
ولفتت المصادر نفسها الى انّ تجاوز هذه النقطة - العقدة لا يكفي لإقرار السلسلة طالما انّ لتيار "المستقبل" رأياً في كثير من بنود تمويل السلسلة. فهو لم يوافق بعد على المضي في بعضها قبل تأمين الموارد المالية، على رغم تأكيد الأفرقاء كافة أنّ كلفتها موجودة وأيّ تعديل يرفع قيمتها يمكن جبايته من خلال التشدُّد في الإجراءات الجمركية وأبواب ضريبية مختلفة.
عون لـ"الجمهورية"
وقال عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب آلان عون لـ"الجمهورية": "بالنسبة الى ما يتعلق بالسلسلة، هناك حدّ أدنى من التنسيق والإتصالات التي يجب القيام بها بين الكتل لتجَنّب الوقوع في السيناريوهات السابقة التي أحبطت إقرارها.
هناك إشكالية الضرائب التي تسبّبت باعتراض كبير بعدما استغَلّتها بعض الفئات سياسياً، وهي تحتاج الى اقتراحات بديلة للإبقاء على سلسلة متوازنة، وهناك عقدة المتقاعدين، عسكريين ومدنيّين، التي تحتاج الى حلّ، فلا يجوز أن يتعرّضوا للتهميش بعد كل السنين والجهود وأحياناً التضحيات التي قدّموها في سبيل الخدمة العامة. فكلّ هذه الأمور في حاجة لتنسيق وإنضاج اتفاق لكي لا تتحوّل ألغاماً تفجّر السلسلة أو الجلسة".
وعن الموازنة، أكد عون انّ "العمل جارٍ في لجنة المال لإنهائها، وقد أصبحنا في الكيلومتر الأخير ويجب عقد جلسة تشريعية خاصة بها لإقرارها فور انتهائها. وكما للسلسلة، يتطلّب إقرار الموازنة تنسيقاً واتفاقاً مسبقاً، فلا يمكن إقرار الموازنة بلا معالجة إشكالية قطع الحساب ونحن كـ"تكتل" نحبّذ تعليق المادة 87 من الدستور الى حين جهوزية الحسابات لدى وزارة المال".
مسودة ديبلوماسية
وعلى صعيد آخر كشفت مصادر ديبلوماسية لـ"الجمهورية" انّ وزير الخارجية جبران باسيل سيترأس اليوم اجتماعاً ديبلوماسياً - إدارياً لوَضع مسودة أولى شاملة للتشكيلات والمناقلات الديبلوماسية في الإدارة المركزية والسفارات في الخارج، مبنيّة على نتائج المفاوضات التي جَرت على مستويات عدة منذ فترة، ولا سيما منها تلك التي شارك فيها ممثلون لبري والحريري وانتهَت الى تصوّر ما قبل النهائي لتوزيعة السفراء والديبلوماسيين من مختلف المواقع.
خطة العهد الاقتصادية
من جهة ثانية تبرز يوماً بعد آخر مؤشرات على ارتفاع منسوب الاهتمام الرسمي بالملف الاقتصادي والمالي، حيث يشدّد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على ضرورة إعلان خطة اقتصادية شاملة. وقد أكد أمس، لدى استقباله وفد البنك الدولي، انّ لبنان في صدد إطلاق هذه الخطة.
ولفت المراقبون الى انّ عون يركّز على تحويل الاقتصاد من رَيعي الى منتج، وهذا يعني نوعاً من الانقلاب التام على السياسة الاقتصادية والمالية الحالية القائمة. وينتظر هؤلاء المراقبون بدء ترجمة هذه الفكرة، لاستبيان الخطوط العريضة التي يفكّر العهد في تَبنّيها للسنوات المقبلة.
ولوحظ انّ كلام عون تَزامَن مع إطلاق "التيار الوطني الحر" ورقته الاقتصادية، والتي تشكّل نوعاً من الرؤية حتى سنة 2020.
خوري
وفي ملف النازحين قال الوزير رائد خوري لـ"الجمهورية": "نبحث في سبل ضبط النازحين السوريين لجهة أعمالهم ومؤسساتهم، إضافة الى ترتيب موضوع الولادات وورقة العمل التي قررت اللجنة الوزارية إعدادها عبر لجنة خبراء تحتاج الى عمل يستغرق من أسبوعين الى ثلاثة اسابيع. ليست كل هجرة السوريين الى لبنان هي هجرة أمنية، هناك شِق منها اقتصادي وإذا عالجنا وضعهم القانوني هناك كثيرون منهم يريدون العودة الى بلادهم ومن مصلحتهم أن يعودوا".
أعمال دهم جديدة
أمنياً، وفي وقت أكّد قائد الجيش العماد جوزف عون انّ المعركة العسكرية والأمنية ضد الإرهاب "تقترن دائماً بالتزام القيم الثقافية والإنسانية والأخلاقية، التي يعتنقها الجيش وتشكّل جزءاً لا يتجزّأ من رسالته"، نَفّذ الجيش اللبناني عمليات دهم جديدة في عرسال، وأوقفَ صباح أمس في محلّة عين الشعب- عرسال، عبد المجيد علي أمون، المطلوب لإقدامه في أوقات سابقة على تجارة الأسلحة ومراقبة تحركات وحدات الجيش والتواصل مع إرهابيين. كذلك أوقف السوري محمد فيصل الواو، لانتمائه إلى تنظيم "داعش" الإرهابي ومشاركته في القتال ضدّ الجيش. وقد ضُبطت لدى أمون سيارة "فان" ودراجة نارية بلا أوراق قانونية. وسُلّم الموقوفان مع المضبوطات الى المرجع المختص.
وفي هذا الإطار أكد مصدر أمني لـ"الجمهورية" أنّ "التوقيفَين حصلا بناءً على معلومات سابقة ومراقبة، حيث دهمت مكان وجودهما دورية من فرع مخابرات البقاع وساقَتهما الى التحقيق"، وأوضح أنّ "الشخصين ما زالا موقوفين ولم يُفرج عن أيّ منهما، والتوقيف لم يحصل على حاجز كما قيل بل خلال عملية الدهم".
اللواء :
شكل تحديد موعد جلستي التشريع الثلاثاء والاربعاء (كما سبق واشارت «اللواء») مباغتة للكتل النيابية، لا سيما وأن الجلستين تدخلان في سباق مع معركة الجرود ضد «المجموعات الإرهابية»، وعشية الزيارة المقررة للرئيس سعد الحريري على رأس وفد وزاري – نقدي إلى الولايات المتحدة، وتحديد موعد اللقاء مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي وصل إلى باريس أمس، في زيارة التقى خلالها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، والتي تتناول العلاقات الدولية فضلاً عن الوضع السوري وتداعياته اللبنانية.
وكشف دبلوماسي غربي لـ«اللواء» ان معركة الجرود التي يستعد لها حزب الله والجيش السوري من الجهة السورية، باتت جزءاً من ترتيبات التفاهمات الأميركية – الروسية في هامبورغ بين الرئيس ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
السلسلة
فقد دعا الرئيس نبيه برّي إلى عقد جلسة تشريعية لدرس وإقرار المشاريع واقتراحات القوانين المدرجة على جدول الأعمال، بدءاً من الساعة 11 من يومي 18 و19 تموز نهاراً ومساءً، أي بمعدل جلستين يومياً.
وتضمن جدول الأعمال الذي وزّع 30 مشروع قانون واقتراح قانون.
وفي بنديه الأوّل والثاني، يتضمن جدول الأعمال سلسلة الرتب والرواتب وتعديل واستحداث بعض المواد القانونية الضريبية لغايات تمويل رفع الحد الأدنى للرواتب والأجور وإعطاء زيادة غلاء معيشة الموظفين والمتعاقدين والاجراء في الإدارات العامة والجامعة اللبنانية والبلديات وتحويل رواتب الملاك الإداري العام، وأفراد الهيئة التعليمية في وزارة التربية والتعليم العالي والاسلاك العسكرية.
وعلمت «اللواء» ان الترابط بين التمويل وتحويل السلاسل للاسلاك المدنية والعسكرية، مسألة متفاهم عليها بين رئيسي المجلس والحكومة، انطلاقاً من التلازم بين البند الأوّل والثاني من جدول الأعمال.
وقال المصدر ان المطلوب اليوم، توفير أموال للسلسلة، تتعدّى الـ1200 مليار ليرة لبنانية إلى الاضافات التي تتعلق بتعديل العطاءات والنسب للمتقاعدين، والتي تقدر بـ470 مليار ليرة، وذلك عبر أموال جدية حقيقية وليست وهمية.
وأشارت إلى مصادر ثلاثة متفق عليها:
– زيادة الـTVA 1٪، فتصبح 11٪ بدل 10٪.
– ضريبة ما على الأرباح المصرفية، والفوائد بمعدل نقطتين..
– بت موضوع الأملاك البحرية.
من هنا، فإنه يفترض ان تتكثف الاتصالات واللقاءات على مستوى الكتل النيابية، لإيجاد حل لمعضلة تأمين نفقات السلسلة ومعها مشروع الموازنة الذي تدرسه لجنة المال النيابية، بحيث يصبح مسار التمويل متلازماً بين السلسلة والموازنة.
وفي هذا السياق سيعقد اليوم اجتماع لممثلي الكتل النيابية في وزارة المالية مع الوزير علي حسن خليل لمعالجة موضوع المتعاقدين والعسكريين والأساتذة، ان لا تطال جيوب الفقراء، بحسب ما لاحظ رئيس لجنة المال إبراهيم كنعان بعد لقائه الرئيس برّي لهذا الغرض، بالإضافة إلى حسم موضوع قطع الحساب كشرط آخر لإقرار الموازنة.
وبحسب معلومات «اللواء» فإنه سبق هذا الاجتماع اجتماع نيابي موسع عقد في السراي الحكومي، وبعيداً من الإعلام، برئاسة الرئيس الحريري، حضره الرئيس فؤاد السنيورة، وعدد من النواب من كتلة «المستقبل» وخارجها من الذين سبق ان عملوا على درس وإنجاز مشروع السلسلة والموازنة.
واستبعدت مصادر نيابية شاركت في الاجتماع لـ«اللواء» ان يتم حسم موضوع السلسلة خلال جلستي المجلس النيابي الأسبوعي المقبل، على اعتبار ان الأمور لم تنضج بعد، رغم ان المطالبة بالسلسلة أمر محق.
ولفتت هذه المصادر إلى ان المخارج المطلوبة لتمرير السلسلة لم يتم التوافق عليها سياسياً، خصوصاً وأن تمويلها وتأمين الإيرادات لها ليست واضحة بشكلها النهائي، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها البلد، معيدة إلى الأذهان ما حصل من تدهور مالي واقتصادي كبير في عهد حكومة الرئيس الراحل عمر كرامي في العام 1992 على اثر زيادة الرواتب، ودعت إلى النظر بجدية وتأن للأوضاع المالية والاقتصادية، وأخذ النصائح الدولية في هذا الإطار على محمل الجد.
ومع ذلك، تعتقد المصادر ان إقرار السلسلة أمر لا مفر منه، ولكن ليس الآن، بل ربما في وقت لاحق بعد ان تشبع درساً ونقاشاً علمياً واقتصادياً متروياً، كي لا يكون لاقرارها تداعيات سلبية تزيد الأوضاع الاقتصادية والمالية صعوبة.
واستبعدت المصادر نفسها امكان استرداد الحكومة لمشروع السلسلة، مع التأكيد على ضرورة ان تكون المبالغ المطلوبة لتغطيتها من ضمن الموازنة، لان هناك سقفاً محددا للصرف لا يجوز تخطيه.
وبالنسبة الى الموازنة، اشارت المصادر لـ «اللواء» الى ان الانتهاء من مناقشتها، ودراستها في اللجنة النيابية ما يزال يحتاج الى مزيد من الوقت، خصوصا وان الموازنة العامة غابت عن سياسات الحكومات على مدى 12 عاما، وليس من السهولة البت بها، لكنها اعترفت ان اقرارها من قبل الحكومة انجاز مهم يجب ان يستكمل من خلال المجلس.
في المقابل، بدا الرئيس بري، بحسب ما نقل عنه زواره، متفائلا بانجاز السلسلة، مجددا تأكيده بأن السلسلة حق ويجب ان تقر، مشيرا الى انه سيفتح النقاش حولها على مصراعيه داخل الجلسة وان الاجواء مريحة.
واذ كشف عن الاجتماع لممثلي الكتل النيابية الذي سيعقد اليوم عند وزير المال لهذا الغرض، استبعد احتمال ان تكون الحكومة في وارد سحب المشروع وهو ما استبعده ايضا النائب كنعان الذي اعتبر ان الامر مطروح فقط في الاعلام.
وقال كنعان، بعد لقائه رئيس المجلس: «نحن قادمون على اسبوع حاسم، وهناك جدية ونية وارادة بانجاز السلسلة والموازنة، وانه لمس هذه الارادة لدى الرئيس بري والتي هي اكثر من دافعة في اتجاه تحقيق الانجازات، لافتا الى ان اعادة النظر بموضوع السقف المالي وارد في المجلس لحل مشكلة المتقاعدين.
وبالنسبة لمسألة قطع الحساب والكلام عن تعليق المادة 87 من الدستور، التي تمنع اقرار الموازنة قبل تقديم قطع الحساب، رفض كنعان الدخول في التفاصيل، لكنه قال انه ينتظر ماذا ستحيل لنا الحكومة على هذا الصعيد، وفي ضوئها سنتخذ الموقف من صلب الحرص المشترك على احترام القوانين والاصول الدستورية.
معلوم ان بري يرفض تعليق هذه المادة الدستورية، مذكرا بانه سبق للمجلس ان اقر موازنات مع التحفظ على قطع الحساب الذي يعتبره من مسؤولية الحكومة.
الانتخابات الفرعية
الى ذلك، علمت اللواء من مصادر سياسية مطلعة أن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق هو من اقترح موعد الرابع والعشرين من أيلول لإجراء الانتخابات النيابية الفرعية في كسروان وطرابلس وفق القانون الاكثري وبالدوائر القديمة نفسها وذلك قبيل بدء العام الدراسي وأنشغال المدارس.
وقالت إن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لم يبد أي ممانعة وان لا مشكلة لديه في هذا التاريخ خصوصا أنه مع إجراء هذه الانتخابات وفق ما نص عليه الدستور لجهة عدم شغور المنصب لأكثر من ستة أشهر وهذا الأمر حاصل.
واكد المشنوق، بعد زيارته الرئيس عون في بعبدا، بأن جهوزية وزارة الداخلية جدية لاجراء الانتخابات، وانه راسل كل النقابات والجهات المعنية بتسمية هيئة الاشراف على الانتخابات، ونحن في انتظار اجوبتهم لتسمية الاعضاء الذين سيرشحونهم لعضوية هذه الهيئة، ويبقى لاحقا ان تعود لمجلس الوزراء لاقرار الاعتمادات المطلوبة لاجراء الانتخابات الفرعية والتي ستتم بالتوازي معها في حال حصولها انتخابات حوالي 40 بلدية.
ولفت الى انه من المفترض ان تكون هيئة الاشراف موجودة في الانتخابات الفرعية كي تتمكن من الاستمرار للانتخابات النيابية المقبلة، موضحا ان الاجراءات التي اتخذت سياسيا وامنيا واعلاميا ساهمت في تخفيض نسبة اطلاق النار العشوائي بين صدور نتائج الامتحانات الرسمية لشهادة البريفيه وبعدها للبكالوريا إلى 63 في المائة.
وأفادت المصادر السياسية نفسها أن موضوع التشكيلات الديبلوماسية يجري التحضير له في وزارة الخارجية فإذا أنجز قبل التاسع عشر من تموز الجاري يعرض في الجلسة التي تعقد في هذا الموعد، مذكرة بأن هذه التشكيلات غير خاضعة للالية المتعلقة بالتعيينات شأنها شأن التشكيلات القضائية وبالتالي لا ينعكس الخلاف على الآلية على هذا موضوع التشكيلات التي هي بصريح العبارة غير مرتبطة بالالية. وأشارت إلى أن الرئيس عون يستعجل الموضوع كاستعجاله التعيينات الإدارية .
وعلمت اللواء أن هناك متابعة رئاسية مباشرة لعدد من الملفات الحياتية كالنفايات والاقتصاد وغيرها وهي تستحوذ على وقت يخصصه الرئيس وفريق عمله مع العلم أن سلسلة اجتماعات تعقد في قصر بعبدا بعيدا عن الأضواء لملفات اجتماعية واقتصادية هندسية.
النزوح السوري
وفي موضوع النزوح السوري، لم يطرأ اي جديد على هذا الصعيد، بانتظار الاجتماع الموسع للجنة النازحين المنبثقة عن مؤتمري لندن وبروكسل، الذي سيعقد في السراي، حيث ستكون للرئيس الحريري كلمة وصفت بأنها ستكون واضحة وصريحة حول ما يعانيه لبنان من جراء هذا النزوح.
وسيشارك في هذا الاجتماع ممثلو 20 دولة من الدول المانحة، الى جانب ممثلي المنظمات التابعة للامم المتحدة، في وقت يستقبل فيه وزير الخارجية جبران باسيل السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم.
وفيما توقع نائب رئيس المجلس فريد مكاري، بعد زيارة رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ان تتقدم القوات باقتراح حل الى الحكومة في شأن عودة النازحين السوريين، اوضحت مصادر وزارية في «القوات» لـ «اللواء»، ان تكون ورقة الحل تقضي بأن تتم عودة النازحين من خلال الامم المتحدة، وليس من خلال التنسيق بين الحكومتين اللبنانية والسورية.
أمنياً، وفي اطار عملياته النوعية على الجبهة الشرقية وتصديه للجماعات الارهابية في عرسال، نفذ الجيش عملية دهم في البلدة فجر امس، اوقف خلالها عبد المجيد امون لاقدامه على تجارة الاسلحة ومراقبة تحركات الجيش وتواصله مع الارهابيين، كما اوقف السوري محمّد فيصل الواو لمشاركته في القتال ضد الجيش وانتمائه لتنظيم ارهابي.
على صعيد متصل يعود اهالي العسكريين المخطوفين لدى داعش للتحرك، بدءاً من اليوم، حيث سيتحركون قرب السراي الحكومي في بيروت.
بيئياً
بيئياً، تجمع ناشطون، بيئيون في وسط بيروت، امس، وقطعوا الطرقات في وقفة احتجاجية على عدم اقفال مطمر الغدير.
وكلف وزير البيئة طارق الخطيب عددا من مستشاريه الاجتماع مع المحتجين، والاستماع الى مطالبهم، واعدين بايجاد حل متكامل لأزمة النفايات، تنهي مشكلة مطمر الغدير وصولا الى الكوستا برافا.
الاخبار :
انعكس اللقاء الإيجابي بين رئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس لجنة المال والموازنة النائب إبراهيم كنعان، في عين التينة أمس، على النقاشات حول سلسلة الرتب والرواتب. وفيما أكّد كنعان أن اللقاء مع رئيس المجلس كان مهمّاً لناحية التوافق على أمور عدة في ما خصّ السلسلة، قال برّي لـ«الأخبار» إن «السلسلة يجب أن توضع على نارٍ حامية لأنها يمكن أن تكون من أهم إنجازات العهد الجديد»، مؤكّداً أنه «مصرّ على ضرورة الوصول إلى نتيجة في جلسة الهيئة العامة المقبلة».
غير أن الإيجابية التي عبّر عنها برّي وكنعان تقابلها، بحسب ما علمت «الأخبار»، ضغوطٌ كبيرة بدأت تمارسها المصارف والهيئات الاقتصادية على القوى السياسية، لا سيّما الرئيس سعد الحريري، لمحاولة التهرّب منها، سيّما أنها المرّة الأولى التي يجري البحث فيها جديّاً بفرض إجراءات ضريبية على المصارف والشركات المالية والعقارية وتخفيف الأعباء عن الشرائح الفقيرة. وفي وقت لم تعد فيه القوى السياسية تحتمل التأجيل والمماطلة في السلسلة، يحاول «لوبي» المال والأعمال تحويل الأمر إلى إجراءات ضريبية تمس عموم المواطنين.
وفي وقت نفى فيه كنعان أن تكون الحكومة في وارد سحب السلسلة من الهيئة العامة، يجري الحديث عن سيناريو محتمل يقوده الحريري لأخذ الأمر «في صدره» والرضوخ لضغوط المصارف والشركات الكبرى.
من جهة أخرى، وبعد أن حدّد وزير الداخلية نهاد المشنوق، خلال زيارته رئيس الجمهورية ميشال عون أمس، إطاراً زمنياً «ممكن» أن تجري فيه الانتخابات الفرعية في كسروان وطرابلس قبل 24 أيلول المقبل، علمت «الأخبار» أن رئيس الحكومة يمارس ضغوطاً لعدم إجراء هذه الانتخابات، وهو سيلتقي عون لهذه الغاية اليوم أو غداً، من دون ذريعة قانونية أو منطقية لذلك. ويخشى الحريري من إجراء الانتخابات في طرابلس، وما يمكن أن يصدر عنها من نتائج قد تؤثّر في نتيجة الانتخابات النيابية المقبلة، خصوصاً بعد استطلاعات الرأي الأخيرة التي كشفت تقدّماً واضحاً للوزير السابق أشرف ريفي والتسليم الواضح من قبل جهات بارزة في تيار المستقبل بقوّة ريفي في المدينة. ورغم تشكيك مصادر بارزة في التيار في إمكانية أن يكتسح ريفي الانتخابات في المدينة، باتت تعترف بقوّته وبنيله حصّة وازنة من مقاعد المدينة كانت حتى الأمس القريب من حصّة تيار المستقبل. في المقابل، يصرّ رئيس الجمهورية على إجراء الانتخابات في موعدها، أوّلاً ليمنح العهد جديّة في العمل على تنفيذ الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها، وثانياً لتثبيت مقعد العميد المتقاعد شامل روكز في كسروان، استباقاً لأي تحالفات قد يعقدها خصوم التيار الوطني الحرّ مع القوات اللبنانية، بما يؤثّر على وصول روكز إلى المجلس النيابي أو إيصاله «ضعيفاً»، بما يحمل الأمر من رمزية.
(الأخبار)
«جبران معه!»
في الخلاف على آلية التعيينات، وقع الحريري في «سهوة» خلال جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، حين قال أمام الوزراء إن الآلية المعتمدة حالياً جرى الاتفاق عليها في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي ما قبل الأخيرة. وقد جرت بعدها ردود تحمل رسائل سياسية، إذ ذكّر الوزير علي حسن خليل الحريري بأن هذا الاتفاق جرى في عهد حكومته في ربيع 2010، وكانت «الحكومة جامعة»، فما كان من باسيل إلّا أن قال للحريري «انتبه يا دولة الرئيس، عم يوقعك معالي الوزير»، فردّ خليل على باسيل بالقول: «هذه الحكومة التي أسقطتموها من الرابية»، وتذكّر الحريري عندها أن الاتفاق حصل في حكومته، مؤكّداً أنها كانت «جامعة» والدليل «أنني تخرّجت بعد سنة واحدة». عندها نصح الوزير يوسف فنيانوس الحريري بعدم الذهاب إلى أميركا (أسقطت حكومته وقتها فيما كان يزور البيت الأبيض للقاء الرئيس باراك أوباما)، فردّ باسيل على فنيانوس مطمئناً الحريري: «روح وما تهكل هم»، وعندما سأل أحد الوزراء عن سبب الطمأنينة، قالت الوزيرة عناية عزّ الدين لأن «جبران معه»!