شكل تحديد موعد جلستي التشريع الثلاثاء والاربعاء (كما سبق واشارت «اللواء») مباغتة للكتل النيابية، لا سيما وأن الجلستين تدخلان في سباق مع معركة الجرود ضد «المجموعات الإرهابية»، وعشية الزيارة المقررة للرئيس سعد الحريري على رأس وفد وزاري – نقدي إلى الولايات المتحدة، وتحديد موعد اللقاء مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي وصل إلى باريس أمس، في زيارة التقى خلالها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، والتي تتناول العلاقات الدولية فضلاً عن الوضع السوري وتداعياته اللبنانية.
وكشف دبلوماسي غربي لـ«اللواء» ان معركة الجرود التي يستعد لها حزب الله والجيش السوري من الجهة السورية، باتت جزءاً من ترتيبات التفاهمات الأميركية – الروسية في هامبورغ بين الرئيس ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
السلسلة
فقد دعا الرئيس نبيه برّي إلى عقد جلسة تشريعية لدرس وإقرار المشاريع واقتراحات القوانين المدرجة على جدول الأعمال، بدءاً من الساعة 11 من يومي 18 و19 تموز نهاراً ومساءً، أي بمعدل جلستين يومياً.
وتضمن جدول الأعمال الذي وزّع 30 مشروع قانون واقتراح قانون.
وفي بنديه الأوّل والثاني، يتضمن جدول الأعمال سلسلة الرتب والرواتب وتعديل واستحداث بعض المواد القانونية الضريبية لغايات تمويل رفع الحد الأدنى للرواتب والأجور وإعطاء زيادة غلاء معيشة الموظفين والمتعاقدين والاجراء في الإدارات العامة والجامعة اللبنانية والبلديات وتحويل رواتب الملاك الإداري العام، وأفراد الهيئة التعليمية في وزارة التربية والتعليم العالي والاسلاك العسكرية.
وعلمت «اللواء» ان الترابط بين التمويل وتحويل السلاسل للاسلاك المدنية والعسكرية، مسألة متفاهم عليها بين رئيسي المجلس والحكومة، انطلاقاً من التلازم بين البند الأوّل والثاني من جدول الأعمال.
وقال المصدر ان المطلوب اليوم، توفير أموال للسلسلة، تتعدّى الـ1200 مليار ليرة لبنانية إلى الاضافات التي تتعلق بتعديل العطاءات والنسب للمتقاعدين، والتي تقدر بـ470 مليار ليرة، وذلك عبر أموال جدية حقيقية وليست وهمية.
وأشارت إلى مصادر ثلاثة متفق عليها:
– زيادة الـTVA 1٪، فتصبح 11٪ بدل 10٪.
– ضريبة ما على الأرباح المصرفية، والفوائد بمعدل نقطتين..
– بت موضوع الأملاك البحرية.
من هنا، فإنه يفترض ان تتكثف الاتصالات واللقاءات على مستوى الكتل النيابية، لإيجاد حل لمعضلة تأمين نفقات السلسلة ومعها مشروع الموازنة الذي تدرسه لجنة المال النيابية، بحيث يصبح مسار التمويل متلازماً بين السلسلة والموازنة.
وفي هذا السياق سيعقد اليوم اجتماع لممثلي الكتل النيابية في وزارة المالية مع الوزير علي حسن خليل لمعالجة موضوع المتعاقدين والعسكريين والأساتذة، ان لا تطال جيوب الفقراء، بحسب ما لاحظ رئيس لجنة المال إبراهيم كنعان بعد لقائه الرئيس برّي لهذا الغرض، بالإضافة إلى حسم موضوع قطع الحساب كشرط آخر لإقرار الموازنة.
وبحسب معلومات «اللواء» فإنه سبق هذا الاجتماع اجتماع نيابي موسع عقد في السراي الحكومي، وبعيداً من الإعلام، برئاسة الرئيس الحريري، حضره الرئيس فؤاد السنيورة، وعدد من النواب من كتلة «المستقبل» وخارجها من الذين سبق ان عملوا على درس وإنجاز مشروع السلسلة والموازنة.
واستبعدت مصادر نيابية شاركت في الاجتماع لـ«اللواء» ان يتم حسم موضوع السلسلة خلال جلستي المجلس النيابي الأسبوعي المقبل، على اعتبار ان الأمور لم تنضج بعد، رغم ان المطالبة بالسلسلة أمر محق.
ولفتت هذه المصادر إلى ان المخارج المطلوبة لتمرير السلسلة لم يتم التوافق عليها سياسياً، خصوصاً وأن تمويلها وتأمين الإيرادات لها ليست واضحة بشكلها النهائي، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها البلد، معيدة إلى الأذهان ما حصل من تدهور مالي واقتصادي كبير في عهد حكومة الرئيس الراحل عمر كرامي في العام 1992 على اثر زيادة الرواتب، ودعت إلى النظر بجدية وتأن للأوضاع المالية والاقتصادية، وأخذ النصائح الدولية في هذا الإطار على محمل الجد.
ومع ذلك، تعتقد المصادر ان إقرار السلسلة أمر لا مفر منه، ولكن ليس الآن، بل ربما في وقت لاحق بعد ان تشبع درساً ونقاشاً علمياً واقتصادياً متروياً، كي لا يكون لاقرارها تداعيات سلبية تزيد الأوضاع الاقتصادية والمالية صعوبة.
واستبعدت المصادر نفسها امكان استرداد الحكومة لمشروع السلسلة، مع التأكيد على ضرورة ان تكون المبالغ المطلوبة لتغطيتها من ضمن الموازنة، لان هناك سقفاً محددا للصرف لا يجوز تخطيه.
وبالنسبة الى الموازنة، اشارت المصادر لـ «اللواء» الى ان الانتهاء من مناقشتها، ودراستها في اللجنة النيابية ما يزال يحتاج الى مزيد من الوقت، خصوصا وان الموازنة العامة غابت عن سياسات الحكومات على مدى 12 عاما، وليس من السهولة البت بها، لكنها اعترفت ان اقرارها من قبل الحكومة انجاز مهم يجب ان يستكمل من خلال المجلس.
في المقابل، بدا الرئيس بري، بحسب ما نقل عنه زواره، متفائلا بانجاز السلسلة، مجددا تأكيده بأن السلسلة حق ويجب ان تقر، مشيرا الى انه سيفتح النقاش حولها على مصراعيه داخل الجلسة وان الاجواء مريحة.
واذ كشف عن الاجتماع لممثلي الكتل النيابية الذي سيعقد اليوم عند وزير المال لهذا الغرض، استبعد احتمال ان تكون الحكومة في وارد سحب المشروع وهو ما استبعده ايضا النائب كنعان الذي اعتبر ان الامر مطروح فقط في الاعلام.
وقال كنعان، بعد لقائه رئيس المجلس: «نحن قادمون على اسبوع حاسم، وهناك جدية ونية وارادة بانجاز السلسلة والموازنة، وانه لمس هذه الارادة لدى الرئيس بري والتي هي اكثر من دافعة في اتجاه تحقيق الانجازات، لافتا الى ان اعادة النظر بموضوع السقف المالي وارد في المجلس لحل مشكلة المتقاعدين.
وبالنسبة لمسألة قطع الحساب والكلام عن تعليق المادة 87 من الدستور، التي تمنع اقرار الموازنة قبل تقديم قطع الحساب، رفض كنعان الدخول في التفاصيل، لكنه قال انه ينتظر ماذا ستحيل لنا الحكومة على هذا الصعيد، وفي ضوئها سنتخذ الموقف من صلب الحرص المشترك على احترام القوانين والاصول الدستورية.
معلوم ان بري يرفض تعليق هذه المادة الدستورية، مذكرا بانه سبق للمجلس ان اقر موازنات مع التحفظ على قطع الحساب الذي يعتبره من مسؤولية الحكومة.
الانتخابات الفرعية
الى ذلك، علمت اللواء من مصادر سياسية مطلعة أن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق هو من اقترح موعد الرابع والعشرين من أيلول لإجراء الانتخابات النيابية الفرعية في كسروان وطرابلس وفق القانون الاكثري وبالدوائر القديمة نفسها وذلك قبيل بدء العام الدراسي وأنشغال المدارس.
وقالت إن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لم يبد أي ممانعة وان لا مشكلة لديه في هذا التاريخ خصوصا أنه مع إجراء هذه الانتخابات وفق ما نص عليه الدستور لجهة عدم شغور المنصب لأكثر من ستة أشهر وهذا الأمر حاصل.
واكد المشنوق، بعد زيارته الرئيس عون في بعبدا، بأن جهوزية وزارة الداخلية جدية لاجراء الانتخابات، وانه راسل كل النقابات والجهات المعنية بتسمية هيئة الاشراف على الانتخابات، ونحن في انتظار اجوبتهم لتسمية الاعضاء الذين سيرشحونهم لعضوية هذه الهيئة، ويبقى لاحقا ان تعود لمجلس الوزراء لاقرار الاعتمادات المطلوبة لاجراء الانتخابات الفرعية والتي ستتم بالتوازي معها في حال حصولها انتخابات حوالي 40 بلدية.
ولفت الى انه من المفترض ان تكون هيئة الاشراف موجودة في الانتخابات الفرعية كي تتمكن من الاستمرار للانتخابات النيابية المقبلة، موضحا ان الاجراءات التي اتخذت سياسيا وامنيا واعلاميا ساهمت في تخفيض نسبة اطلاق النار العشوائي بين صدور نتائج الامتحانات الرسمية لشهادة البريفيه وبعدها للبكالوريا إلى 63 في المائة.
وأفادت المصادر السياسية نفسها أن موضوع التشكيلات الديبلوماسية يجري التحضير له في وزارة الخارجية فإذا أنجز قبل التاسع عشر من تموز الجاري يعرض في الجلسة التي تعقد في هذا الموعد، مذكرة بأن هذه التشكيلات غير خاضعة للالية المتعلقة بالتعيينات شأنها شأن التشكيلات القضائية وبالتالي لا ينعكس الخلاف على الآلية على هذا موضوع التشكيلات التي هي بصريح العبارة غير مرتبطة بالالية. وأشارت إلى أن الرئيس عون يستعجل الموضوع كاستعجاله التعيينات الإدارية .
وعلمت اللواء أن هناك متابعة رئاسية مباشرة لعدد من الملفات الحياتية كالنفايات والاقتصاد وغيرها وهي تستحوذ على وقت يخصصه الرئيس وفريق عمله مع العلم أن سلسلة اجتماعات تعقد في قصر بعبدا بعيدا عن الأضواء لملفات اجتماعية واقتصادية هندسية.
النزوح السوري
وفي موضوع النزوح السوري، لم يطرأ اي جديد على هذا الصعيد، بانتظار الاجتماع الموسع للجنة النازحين المنبثقة عن مؤتمري لندن وبروكسل، الذي سيعقد في السراي، حيث ستكون للرئيس الحريري كلمة وصفت بأنها ستكون واضحة وصريحة حول ما يعانيه لبنان من جراء هذا النزوح.
وسيشارك في هذا الاجتماع ممثلو 20 دولة من الدول المانحة، الى جانب ممثلي المنظمات التابعة للامم المتحدة، في وقت يستقبل فيه وزير الخارجية جبران باسيل السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم.
وفيما توقع نائب رئيس المجلس فريد مكاري، بعد زيارة رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ان تتقدم القوات باقتراح حل الى الحكومة في شأن عودة النازحين السوريين، اوضحت مصادر وزارية في «القوات» لـ «اللواء»، ان تكون ورقة الحل تقضي بأن تتم عودة النازحين من خلال الامم المتحدة، وليس من خلال التنسيق بين الحكومتين اللبنانية والسورية.
أمنياً، وفي اطار عملياته النوعية على الجبهة الشرقية وتصديه للجماعات الارهابية في عرسال، نفذ الجيش عملية دهم في البلدة فجر امس، اوقف خلالها عبد المجيد امون لاقدامه على تجارة الاسلحة ومراقبة تحركات الجيش وتواصله مع الارهابيين، كما اوقف السوري محمّد فيصل الواو لمشاركته في القتال ضد الجيش وانتمائه لتنظيم ارهابي.
على صعيد متصل يعود اهالي العسكريين المخطوفين لدى داعش للتحرك، بدءاً من اليوم، حيث سيتحركون قرب السراي الحكومي في بيروت.
بيئياً
بيئياً، تجمع ناشطون، بيئيون في وسط بيروت، امس، وقطعوا الطرقات في وقفة احتجاجية على عدم اقفال مطمر الغدير.
وكلف وزير البيئة طارق الخطيب عددا من مستشاريه الاجتماع مع المحتجين، والاستماع الى مطالبهم، واعدين بايجاد حل متكامل لأزمة النفايات، تنهي مشكلة مطمر الغدير وصولا الى الكوستا برافا.