تنتقل المنافسة الشرسة لإحراز لقب بطل العالم في سباقات الفورمولا واحد بين الألماني سيباستيان فيتل والبريطاني لويس هاميلتون إلى حلبة سيلفرستون معقل الأخير، ضمن جائزة بريطانيا الكبرى المرحلة العاشرة من بطولة العالم.بعد أقل من أسبوع على إقامة سباق جائزة النمسا الكبرى الذي انتهى باحتلال فيتل المركز الثاني وهاميلتون الرابع، وتوسيع الأوّل الفارق في صدارة الترتيب العام إلى 20 نقطة، ستكون الأنظار مسلطة على معركة جديدة حامية الوطيس على الحلبة البريطانية، حيث من المتوقع أن يتابع السباق أكثر من 120 ألف مشاهد معظمهم من أنصار البطل المحلّي.
وتُعتبر الحلبة فأل خير على هاميلتون الفائز بسباقها أربع مرّات منها في السنوات الثلاث الماضية، وإذا قدّر له تحقيق الفوز الخامس سيعادل الرقم القياسي في عدد الفوز بها والمسجّل باسم السائق الفرنسي الشهير ألن بروست.
واعتبر مدير فريق مرسيدس توتو وولف أنّ هاميلتون عانى الكثير من سوء الحظ هذا الموسم وحان الوقت لكي تتغيّر الأمور لا سيّما أنّ السباق يقام بين جمهوره. وقال في هذا الصدد: «برأيي فإنّ الحظ عاند هاميلتون كثيراً هذا الموسم، لقد خيّبنا ظنّه من خلال المشكلات التي تعرّض لها في علبة السرعات وفي مسند الرأس في السباقين الأخيرَين وحان الوقت لكي نقاتل من جديد ونأمل أن يحصل ذلك في سيلفرستون».
وتابع: «لا زلنا في القسم الأوّل من البطولة وهناك 275 نقطة للظفر بها. هدفنا أن نقدّم له أفضل الدعم في سيلفرستون».
واعترف هاميلتون بأنه يعيش فترةً سيّئة، وقال: «لا أملك عصاً سحريّة، لكنّ الأمور لا تبدو جيّدة في الوقت الحالي. كيف يمكنني أن أقلب الأمور في مصلحتي؟ لدينا متّسع من الوقت وقد تتغيّر الأمور فجأة خلال سباق واحد، لكن كلما كبر الفارق كلما زادت الضغوطات».
سيلفرستون تلوّح بالانسحاب
وأثار مالكو سيلفرستون الشك حول استمرارية الحلبة في استضافة جائزة بريطانيا الكبرى ضمن بطولة العالم لسباقات الفورمولا واحد بعد سنة 2019، ما لم يحصلوا على اتفاق أفضل مالياً مع مالكي حقوق البطولة، مجموعة «ليبرتي ميديا» الأميركية.
وأعلن النادي البريطاني لسائقي السباقات المالك للحلبة الثلثاء الفائت، أنه فعّل بنداً في العقد الذي يربطه بمنظمي بطولة العالم (وقّع عام 2010 ويمتد 17 عاماً)، والذي يقضي بعدم إقامة سباقات بعد 2019 ما لم يتمّ التوصل إلى اتّفاقٍ معدّل مع المجموعة الأميركية.
وأنجزت «ليبرتي ميديا» مطلع 2017، عملية الاستحواذ على حقوق الفورمولا واحد، من مالكها لعقود البريطاني بيرني إيكليستون.
وقال رئيس النادي الإنكليزي جون غرانت: «لقد تمّ اتّخاذ القرار لأنّ الأمور لم تعد قابلة للاستمرار بالنسبة إلينا مادياً لمواصلة تنظيم جائزة بريطانيا الكبرى بحسب شروط العقد الحالي».
وأضاف: «تكبّدنا خسائر تبلغ 2,8 مليوني جنيه استرليني (3,6 ملايين دولار أميركي) عام 2015، و4,8 ملايين جنيه (6,1 ملايين دولار) عام 2016، ونتوقّع خسائر مماثلة هذه السنة أيضاً».
ولقيت خطوة النادي انتقاداً من منظّمي بطولة الفورمولا واحد، الذي قال متحدّث باسمهم: «الأسبوع الممهد لجائزة بريطانيا الكبرى يجب أن يكون أسبوع احتفال كبير بالفورمولا واحد وسيلفرستون».
وواصل: «نأسف بشدّة لكون سيلفرستون اختارت هذا الأسبوع لتفعيل بند لن يجد طريقه إلى التنفيذ قبل ثلاثة أعوام (...) عرضنا تمديد المهل الحالية بهدف التركيز على كل ما هو رائع بشأن» الحلبة والبطولة.
وتابع: «للأسف، اختارت إدارة سيلفرستون النظر إلى الحصول على فائدة قصيرة المدى لتعزيز موقفها»، مشدّداً على أنّ «تركيزنا لا يزال منصبّاً على الحفاظ على جائزة بريطانيا الكبرى. سنواصل المفاوضات مع المروج بنيّة طيّبة وخلف أبواب مغلقة للتوصّل إلى حلّ عادل».
وعلى عكس حلبات أخرى ضمن جدول بطولة العالم، لا تنال سيلفرستون أيّ مساعدة مالية من الحكومة البريطانية.
ويعاني النادي البريطاني من ثقلٍ مالي متزايد سنوياً، إذ إنّ كلفة الاستضافة ترتفع بنسبة 5 في المئة كل سنة، وهي زادت من 12 مليون جنيه استرليني عام 2010 عند توقيع العقد الجديد، لتبلغ 17 مليوناً هذه السنة، وستصل إلى 26 مليون جنيه في 2026.