الصحيفة أكدت أن على العراقيين عدم المبالغة في الاحتفال باستعادة الموصل؛ لأن هناك الكثير من العمل الذي ما زال بانتظارهم، وهو يقع على عاتقهم وعاتق الولايات المتحدة والدول الإقليمية؛ لتحقيق الاستقرار ليس في العراق وحسب، وإنما أيضاً بسوريا.
وشددت الصحيفة على أهمية أن يكون هناك "أيديولوجية" مغايرة لأيديولوجية تنظيم "داعش".
العديد من الأسباب التي أدت إلى ظهور تنظيم الدولة، يجب أن تتم معالجتها، وألا يجري التركيز فقط على العمل العسكري، ومن ذلك التنافس بين السُّنة والشيعة والفساد، وفشل الحكومات في تلبية متطلبات مواطنيها الاقتصادية والأمنية.
في الموصل التي أعلن العراق استعادتها من قبضة التنظيم، ما زالت هناك خلايا نائمة، تضم عدداً من الانتحاريين والمنازل المفخخة.
معركة الموصل خلّفت وراءها قرابة ألف قتيل بين القوات العراقية، وربما العدد أكثر من ذلك بكثير، وأيضاً خلفت الآلاف من المدنيين القتلى خلال تسعة أشهر من المعارك؛ الأمر الذي يُفقد أي نصر عسكري طعمه.
الآن وبعد استعادة الموصل، يأتي السؤال الأهم: ماذا بعد؟ تقول الصحيفة!
حتى الآن، فشلت إدارة دونالد ترامب في طرح استراتيجية شاملة للتعامل مع ملف إعادة إعمار العراق ما بعد معركة الموصل، وهو أحد أهم التحديات، علماً أن هناك حديثاً بأن إدارة ترامب ستناقش عملية إعادة الإعمار على المدى الطويل رغم أن إدارته أقرت قانوناً لخفض المعونة الخارجية، وهو الذي اعتبر أن العراقيين يتحملون مسؤولية تحقيق الاستقرار في بلدهم وأنهم لا يفعلون ذلك دون مساعدة.
إقصاء السنة وتهميشهم عقب الغزو الأمريكي عام 2003، وفشل عملية جذبهم للعملية السياسية بعد ذلك، كلها أسباب أسهمت في ظهور تنظيم الدولة، بحسب الصحيفة.
رئيس الوزراء، حيدر العبادي، يبدو أنه أكثر شمولية من سلفه نوري المالكي، في التعامل مع الملفات العراقية المعقدة، ولكن يبقى الطريق أمامه طويلاً في مواجهة الفساد وكسب ثقة الشعب.
التحدي الآخر سيكون في كيفية معالجة التوترات مع أكراد العراق المتطلعين إلى حلم الدولة المستقلة، والذين أعلنوا نيتهم إجراء استفتاء في سبتمبر المقبل.
إيران وطموحاتها التوسعية بالعراق وسوريا، تمثل أحد التحديات في مرحلة ما بعد استعادة الموصل؛ فروسيا الحليف الأهم لنظام بشار الأسد، تركت الموضوع دون علاج حقيقي، أما في العراق فإن تدخل إيران سيزيد من تعكير الأجواء السياسية العراقية، وهو أمر سيستغله تنظيم الدولة.
معضلة أخرى، تتمثل في الشباب الذين انخرطوا في تنظيم الدولة أو من يُؤْمِن بأفكاره، ليس في العراق وحده وإنما أيضاً في كل دول العالم، فهؤلاء يجب أن يتم دمجهم بالمجتمع ويتم إقناعهم بضرورة عدم الانضمام إلى الجماعات المسلحة وعدم السماح باستغلال الإسلام لأغراض العنف.
وتختم الصحيفة افتتاحيتها بالقول، إن العراق أضاع فرصة إعادة تشكيل نفسه ليكون بلداً مستقراً وتعددياً مع ظهور تنظيم الدولة، والآن عليه أن يغتنم هذه الفرصة.
(الخليج اونلاين)