وصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الخميس، إلى باريس للقاء نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون، فيما تستمر العاصفة السياسية باجتياح واشنطن، على خلفية إعلان نجله الأكبر أنه تواصل مع أطراف روسية بهدف الحصول على معلومات تضرّ بسمعة منافسة والده، المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.
ونفى ترامب علمه بحصول أي لقاء بين نجله ومحامية روسية مقربة من الكرملين إلا قبل يومين فقط، عند كشف صحف أميركية لهذا الخبر، مما أثار جدلاً واسعاً، لم يخففه نشر ترامب الإبن رسائل الكترونية تظهر "تحمّسه" للقاء المحامية، بعدما قيل له إنها محامية حكومية وقد يكون لديها معلومات تضر بكلينتون.
ودافع الرئيس الأميركي عن ابنه، وقال في مقابلة مع "رويترز"، الأربعاء، إنه لا يرى أن ابنه أخطأ لاجتماعه بالمحامية الروسية مضيفاً "أعتقد أن كثيرين كانوا سيعقدون ذلك الاجتماع لو أنهم مكانه".
وتُعدّ هذه الرسائل أقوى دليل حتى الآن على أن مسؤولين في حملة ترامب الانتخابية رحبوا بمساعدة من روسيا للفوز بانتخابات 2016، وهي مسألة ألقت بظلالها على الإدارة الأميركية والتحقيقات التي تجريها وزارة العدل والكونغرس حول وجود"تواطؤ" بين حملة ترامب وروسيا.
في غضون ذلك، تقدّم النائب الديموقراطي عن ولاية كاليفورنيا براد شيرمان بطلب رسمي لبدء اجراءات عزل ترامب بتهمة "عرقلة سير العدالة". ووقع على الطلب الذي أودع في دوائر مجلس النواب، زميله النائب آل غرين، مؤكداً أن إدانة ترامب بتهمة عرقلة سير العدالة تقود إلى عزله.
ويستند شيرمان وغرين في اتهامهما للرئيس، إلى تدخله في التحقيق الذي كان يجريه مدير مكتب التحقيقات الفدرالية جيمس كومي، حول مايكل فلين، أحد اقرب مستشاري ترامب، قبل أن يعمد الرئيس إلى إقالة كومي.
واعترف شيرمان أن هذه الخطوة لا تتعدى الإطار الرمزي حالياً، وأشار إلى أن "التقدم بنصوص لعزل الرئيس هي الخطوة الأولى في مسيرة طويلة"، معولاً على انضمام الجمهوريين إلى معركة عزل ترامب، إذا استمر في "عدم كفاءته".
وسارع البيت الأبيض إلى التنديد بهذه الخطوة، معتبراً أنها "سخيفة بالكامل، الاسوأ في الالاعيب السياسية".
ووفقاً للدستور الأميركي، يحق للكونغرس عزل الرئيس في اجراء يتم على مرحلتين: يتعين أولاً على مجلس النواب أن يوجه الاتهام إلى الرئيس، لتنتقل بعدها القضية إلى مجلس الشيوخ الذي يتولى "محاكمة" الرئيس في اجراء ينتهي بالتصويت على إدانته.، ويُعزل الرئيس تلقائياً إذا صوّت أكثر من ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ لمصلحة إدانته، وإلا تتم تبرئته.
وفي تاريخ الولايات المتحدة لم يُعزل أي رئيس من منصبه. ولكن تم توجيه الاتهام إلى اندرو جونسون في 1868 وبيل كلينتون في 1998، قبل أن يبرئهما مجلس الشيوخ. أما الرئيس ريتشارد نيكسون ففضل الاستقالة في 1974 لتجنّب عزله، الذي كان محتوماً بسبب فضيحة "ووترغيت".