لم ينل أي طائر شهرة أكثر منه، على الرغم من استحالة رؤيته، إنّه طائر الفينيق الأسطوري الذي احتضنته الإنسانية وخلدته، فهو الطائر الذي يخرج من رماد الحريق وهو الصورة التي تستمدّ منها البشرية دروساً في التحدّي والتجدّد والاندفاع. كطائر الفينيق يحلّق اللبناني في سماء العالم ناشراً إنجازاته التي تخدم البشرية وروح الإنسان.
الدكتورة نادين روفايل إبنة رأس بعلبك، شابّة طموحة حملت لواء طائر الفينيق واجتازت مصاعب الحياة، وحققت إنجازاً طبياً في الولايات المتحدة الأميركية، فهي دكتورة في الطبّ وطبيبة الأمراض المعدية والجرثومية في جامعة "إيموري" ومستشفى جامعة "إيموري" وسط المدينة. وقد أنجزت أكثر من 24 دراسة ورأست العديد من اللّجان، ولديها اهتمام خاص في تقديم اللّقاحات الجديدة المناعية، والبكتيريا العقدية الرئوية الوبائية، والدراسات البحثية السريرية والأساسية، فضلاً عن مقاومة مضادات الميكروبات، وهي جزء من مركز المقاومة في إيموري.
أما عمّا حقّقته الطبيبة الشابة، فهو تطوير رقعة لاصقة ضدّ الانفلونزا لإيصال اللّقاح عبر الجلد بدلاً من الحقنة المتعارف عليها، واجتازت الرقعة كلّ اختبارات السلامة بعد تجربتها على الإنسان. وتحتوي الرقعة على وجهها اللاصق من 100 إبرة مجهرية بسمك شعرة الإنسان تخترق سطح الجلد، وهي سهلة الإستعمال بحيث يستطيع الشخص لصقها بنفسه. وستساعد هذه التقنية على حصول الناس على المزيد من التحصين والمناعة، خصوصاً لمن يخافون من وخزة الإبرة.
وفي حديث مع "الوكالة الوطنية للاعلام" اعتبرت الدكتورة روفايل الموجودة في الولايات المتحدة الأميركية، أنّ "هذا الشريط اللاصق يوفر الحماية كأيّ لقاح منتظم لكن من دون ألم، وفقاً لمطوريه من جامعة "إيموري" ومعهد "جورجيا للتكنولوجيا"، ويتميّز هذا الشريط اللاصق بأنّه لا داع لبقائه في الثلاجة، أي يمكن للصيدليات وضعه على الرفوف أو تخزينه بكميات كبيرة".
أضافت: "وإذا نظرنا إليه تحت المجهر، سنرى إبراً صغيرة الحجم، تثقب الجلد دون ألم، ومعظم من اختبروا هذا الشريط اللاصق، أكّدوا أنّه غير مؤلم وله نفس نتيجة الحقن على الصحة، ويمكننا تصوّر القيام بعملية التطعيم في المنزل أو في مكان العمل أو حتى عن طريق توزيع البريد. وبما أنّه يمكن تخزينه بأمان لمدة تصل إلى سنة دون تبريد، فإنّه يمكن أن يكون مفيداً للغاية في الدول النامية".
وتابعت: "هذا الشريط اللاصق يعمل فور وضعه على الجلد، على اختراق طبقاته العليا بنعومة، بينما حقن الانفلونزا التقليدية تطال العضل، وتخترق الرقعة الطبقة العليا من البشرة. في حين أنّ الحقنة المتعارف عليها ضدّ الانفلونزا تخترق الجلد وصولاً إلى العضلة".
وقد عملت روفايل على كتابة البروتوكول الخاص بهذا الإنجاز مع الحكومة الأميركية، وتمّت الموافقة عليه بعد الابحاث التي جرت في جامعة "إيموري" ومعهد "جورجيا للتكنولوجيا" بتمويل من المعهد الوطني للصحة في الولايات المتحدة.