تشكل ايران الملف الرئيسي الذي يشغل الإدارة الجديدة في البيت الأبيض مما يعني بأن الإدارة الجديدة تعطي الأولوية للسياسة لا للاقتصاد. 
خلال الحملة الانتخابية كان ترامب ينوه بالدور الايجابي الذي تؤدية إيران في سوريا في مكافحة الإرهابيين ولكن بعد الفوز في الانتخابات سرعان ما تحول موقفه المهادن تجاه طهران الى موقف متشدد. 
اكد ترامب خلال الحملة الرئاسية على أن  مشكلته مع ايران هي الاتفاق النووي الذي كان سيئا للغاية وتوعد بتمزيق الاتفاق النووي بحال فوزه ولكنه عرف بعد الوصول الى البيت الابيض بأن من المستحيل تمزيق ذاك الاتفاق لأن  الاتفاق النووي تم عقده بين إيران والمجتمع الدولي وليس مع الولايات المتحدة وحدها حتى تتمكن من تمزيقه. ولهذا رأينا ترامب وهو الغى الاتفاقية الامريكية الكوبية بجرة قلم ولكن الاتفاق النووي كان أمتن وأحكم  من أن  يتطرق إليه  أي خلل. 
وبعد الخيبة من إلغاء  الاتفاق النووي لجأت الإدارة الأمريكية إلى  اختبار الخيارات البديلة وأهمها  دفع إيران إلى  المبادرة لخرق تعهداتها في الاتفاق النووي ولكنها لم تفلح حيث أن الإيرانيين يعرفون ثمن الاتفاق النووي ومزاياه ولن يتجهوا باتجاه إحباط  مفعوله. 
ثم أعلن  وزير الخارجية الامريكي تيلرسون بأن بلاده تدعم التغيير السلمي للنظام في إيران مع التذكير بأن سياسة بلاده تجاه إيران قيد التدوين حاليا. 
ثم تبعه وزير الدفاع جيمس ماتيس قبل يومين بالقول : يجب علينا أن  نتأكد من أن  الشعب الإيراني  يدرك بأننا لا نكن لهم العداء وحذر ماتيس من مغبة فرض الضغوط على الشعب الإيراني مضيفا بأن  انتهاج السياسة العدائية تجاه إيران من شأنه أن يوحد بين الشعب الإيراني  وبين النظام الجمهوري الاسلامي الذي يفتقد إلى  الشعبية وفق قوله. 
وعبر ماتيس عن النظام الايراني بالبشع محذرا من الخلط بينه وبين الشعب وخلص إلى  القول : ما لم يتخلص الشعب الايراني من هذا الحكم الديني يظن القادة الذين يحكمون بإسم  الدين بأن من حقهم فرض مرشحهم على الشعب. 
الاتهامات التي وجهها ماتيس أمر لا يستدعي  الرد كما لا يشك اثنان على أن شعبية الرئيس روحاني في إيران تفوق شعبية ترامب في الولايات المتحدة وربما يتبين في وقت قريب بأن  فوز ترامب حصل بفضل التدخل الروسي. ولكن ما يهمنا هو أن تصريحات وزير الدفاع الامريكي تدل على أن الولايات المتحدة في عهد ترامب تتجنب الأساليب الصدامية في مواجهة إيران وليس التمييز بين الشعب الايراني والنظام الإيراني الذي يشير اليه ماتيس إلا  ذريعة للتخلص من استراتيجية إسقاط النظام الإيراني التي يحلمها بعض المتحالفين مع الولايات المتحدة في المنطقة.