كشفت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار السرية الذي دخل حيّز التّنفيذ في جنوب غربي سوريا في عطلة نهاية الأسبوع بعد توصل روسيا والولايات المتحدة الأميركية إليه، مؤكدةً أنّه ينطوي على منع المجموعات المسلحة التي تدعمها إيران من التواجد بالقرب من الحدود الإسرائيلية والأردنية، وفق ما نقلت عن 3 مصادر ديبلوماسية.
وأوضحت المجلة أنّ الإتفاق يراعي المطالب الإسرائيلية والأردنية الرافضة تواجد المجموعات الإيرانية والمقاتلين الذين تدعمهم طهران، بما فيهم "حزب الله"، من الإنتشار بالقرب من الجولان المحتل والحدود الأردنية، لافتةً إلى أنّ مسؤولي وزارة الدفاع الأميركية الذين من شأنهم تولي مسؤولية الإشراف على تطبيق الإتفاق ما زالوا يجهلون تفاصيله النهائية.
من جهتهم، شكك ديبلوماسيون أميركيون سابقون ومراقبون في إمكانية تطبيق الإتفاق، نظراً إلى أنّ روسيا ستلعب دور الضامن فيه.
وفي هذا السياق، رأى الديبلوماسي الأميركي المحنك جيرالد فيرشتاين أنّ اتفاق السلام الذي تم التّوصل إليه من دون مشاركة طهران واهٍ، مشيراً إلى أنّ الإيرانيين أقرب بكثير من موقف الأسد في ما يتعلق بمستقبل سوريا بالمقارنة مع الروس، ومشدّداً على أهمية الدور الذي لعبته إيران والمجموعات التي تدعمها في الميدان السوري.
ويشكك ديبلوماسيون متمرسون في قدرة الكرملين على الوفاء بوعوده في ظل تولي إيران زمام الأمور في سوريا، نظراً إلى أنّ الروس فشلوا في إقناع المجموعات المسلحة التي تدعمها إيران والنظام السوري باحترام منطقة خفض التوتر التي أعلنها الأميركيون بالقرب من موقع لهم في محيط التنف في جنوب شرقي سوريا.
وعليه، تساءل موظف في الكونغرس، "لمَ نعتقد هذه المرة أنّ الأمور ستكون مختلفة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار هذا؟".
وفيما أوضحت المجلة أنّ الإتفاق يدعو إلى الإبقاء على مجالس الحكم والتدابير الأمنية القائمة في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في جنوب غربي سوريا، لفتت إلى أنّ بعض المراقبين يحذرون من تمهيده إلى تقسيم هذه المنطقة بالأمر الواقع.
إلى ذلك، تحدّثت المجلة عن إنشاء مركز في عمّان يتولى فيه ضباط أميركيون وروس وأردنيون مهمة مراقبة وقف إطلاق النار، ناقلة عن المستشار الخاص السابق للبيت الأبيض لشؤون الإنتقال السياسي في سوريا، فريد هوف، قوله إنّ البند المتعلّق بمراكز المراقبة المشتركة يشبه الخطة التي وضعها وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري لتنسيق الجهود في مواجهة المتشددين في شمال شرقي سوريا، وتأكيده أنّ القيادة المركزية للجيش الأميركي شككت فيه عند طرحه.
في هذا الإطار، كشفت المجلة أنّه لم تتم استشارة الجيش الأميركي هذه المرة، فنقلت عن موقع "باز فيد نيوز" قوله إنّ مسؤولين كبار في البنتاغون لم يشاركوا في التخطيط ولم يُطلعوا عليه.
المجلة التي نقلت عن مسؤول عسكري افتراضه أنّ الجنود الروس سيتولون دور الوساطة بين الجنود الأميركيين من جهة والإيرانيين والسوريين من جهة ثانية، نقلت عن الخبير الأميركي في الشؤون السورية جوشوا لاندس قوله: "هذه رشوة لروسيا. لا يمكن للأميركيين مراقبة الوضع".
 
 
( Foreign Policy)