يرصد مصدر لبناني مسؤول تطورات المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا ويعتبر أن لمآلاتها تداعيات مباشرة على الوضع في لبنان، ويعتبر أن الترتيبات التي تعد لمعالجة الأزمة السورية باتت تطل برأسها مباشرة على تفاصيل المشهد اللبناني، وأن على لبنان أن يكون حذرا في مقاربة الورشة الدولية الإقليمية الراهنة، بما في ذلك ما قد تشهده مصالح كافة الأطراف من تناقضات لا يستبعد أن يتحوّل بعضها إلى مواجهات.
ويرى هذا المصدر أن التقدم في مسألة إنشاء "مناطق خفض التوتر" التي ترعاها مقاربة أستانة يؤسس لقيام مناطق نفوذ لعواصم دولية وإقليمية، على نحو قد يشرّع أبواب التقسيم إذا لم يتوصل المجتمع الدولي كما مفاوضات جنيف إلى صيغة تحمي وحدة البلد ومستقبله السياسي.
ويضيف المصدر أن ارتقاء المداولات في الشأن السوري إلى درجة أن يكون موضوعا رئيسيا على طاولة المحادثات الأخيرة في هامبورغ في ألمانيا بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يعني أن الانسداد السوري لم يعد مقبولا من قبل العواصم الكبرى، وأنه لم يعد جائزا ترك الأمور للغة الميدان وعبث الأطراف المحلية، وأنه بات محتما فرض حل دولي قد يستدعي تعاملا حاسما مع المتضررين منه.
وتؤكد جهات أمنية لبنانية مطّلعة أن بيروت تتخوّف من أن يكون الرد الإيراني على ما يفترض أنه تجاهل روسي أميركي لمصالح طهران في المنطقة، سيعمد إلى استخدام الأدوات الإيرانية في لبنان لقلب الطاولة ومنع أي رسم لخرائط عليها دون الأخذ بالاعتبار الحسابات الإيرانية. وتقول هذه الأوساط إن الاستعدادات التي يوحي بها حزب الله لفتح معركة جرود عرسال شرق البلاد، هي جزء من التموضع الإيراني على الحدود اللبنانية السورية، على نحو يلصق تلك الحدود بـ"سوريا المفيدة" التي سبق لرئيس النظام السوري بشار الأسد أن لوّح بها.
إلا أن مصادر دبلوماسية غربية ذكرت، في إطار ما تستطيع طهران تحريكه من أوراق، أن إيران مازالت ماضية بالتلويح بشن حرب ضد إسرائيل من خلال حزب الله ومن خلال الأراضي اللبنانية، وهذا ما برح يؤكده حسن نصرالله أمين عام الحزب متوعدا إسرائيل بتلك الحرب كلما ضاقت مواقع إيران في الترتيبات الإقليمية الجارية في اليمن والعراق وسوريا. وتقول هذه المصادر إن صدور تقرير مخابراتي فرنسي مؤخرا يكشف عن وجود مصنعي صواريخ لحزب الله في الساحل الجنوبي اللبناني ومنطقة الهرمل شمال شرق البلاد، يكشف عن ورشة دولية دقيقة تراقب أنشطة الحزب وتنذر بضرب أي تجاوزات تخترق الحدود الأمنية الحمراء لإسرائيل.