قال : الأكثرية ليست ميزان الحق
قلتُ : والأقلية ليست ميزان الحق أيضا
قال : إذن مع من ميزان الحق ؟
قلتُ : مع الدليل ويجب أن نميل معه كيفما يميل فإن مال مع الأكثرية فنحن معها وإن مال مع الأقلية فنحن معها .
قال : لكن الله تعالى ذمَّ الأكثرية وطعن بها ومدح الأقلية في نصوص القرآن الكريم ؟
قلتُ : كارثة الكوارث في تفسيراتكم أيها الإسلاميون ؟!
إقرأ أيضا : الإنفتاح الإجتماعي في البيت النبوي
إن الله تعالى ذم الأكثرية التي وقفت في وجه الأنبياء وإن الله تعالى ذم الأكثرية التي رفضت الإنصياع لعقيدة التوحيد ولم يذم الأكثرية في كل مجالات الحياة وعلى سبيل المثال لا الحصر لو مرضت وذهبت لعشرة أطباء فقال لك 9 منهم ليس من الضرورة أن تجري عملية جراحية لمرضك وعليك بالإقتصار على الدواء وأما العاشر فقال لك يجب إجراء عملية جراحية حينها إلى من تنحاز مطمئنا إليه أكثر من الآخر للأطباء التسعة أم للطبيب العاشر ؟
بالتأكيد أنت وكافة عقلاء البشر تنحاز للأكثرية ولن تكون بذلك مخالفا لنصوص القرآن يا حبيبي وهكذا في سائر حقول الحياة .
إقرأ أيضا : ولماذا الخوف من حكم الإسلاميين ؟
فتأملوا أيها الإسلاميون وآن الآوان لكي تتراجعوا عن فهمكم الخاطئ لآيات الله تعالى الذي يسبب الكوارث في المجال السياسي بخاصة ؟!
فلو ترشح إثنان في مجتمعك لمنصب رئيس البلدية أو لمنصب النيابة في البرلمان أو لمنصب رئاسة الجمهورية وحاز أحدهما على أكثرية أصوات المجتمع فمن الطبيعي جدا أن يكون المنصب من حق من فاز بالأكثرية وليس من العدالة ولا من القسط ولا من المنطق مطلقا أن تزعم بأن الله ضده لأنه تعالى ضد الأكثرية ؟!