خلافا لما اعتاد عليه السيد حسن نصر الله في الالتزام بمواقف المحافظين الإيرانيين وخاصة المواقف الرسمية للحرس الثوري، أعلن خلال مقابلته الأخيرة عن موقف يعارض موقف المحافظين فيما يتعلق بالمفاوضات النووية والاتفاق النووي. وغرد نصر الله خارج السرب المحافظ عند ما صرّح بأن الاتفاق النووي كان إنجازا كبيرا ويستحق الدراسة والبحث ويجب أن يُستخلص من تجربة التفاوض النووي دروس ونتائج لكل الدول التي تفاوض على القضايا المحقة. وحول أسباب أهمية الاتفاق النووي من حيث النتائج أشار نصر الله إلى أن من أولى النتائج المترتبة على الاتفاق النووي هو استبعاد الحرب الإقليمية، حيث أن العدو الإسرائيلي كان يهدد دائما بقصف المنشآت النووية في إيران وهذا القصف كان قد يؤدي أو قطعا كان يؤدي إلى حرب إقليمية وقد تتطور الحرب الإقليمية إلى حرب عالمية.
تمّ نشر تلك التصريحات بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعية في وقت قام التيار المحافظ المتشدد بشن حرب إعلامية واسعة على حكومة الرئيس روحاني والاتفاق النووي وتوجيه مختلف الاتهامات للفريق المفاوض النووي الإيراني، وذلك بعد مجيئ ترامب. ولا يميز المحافظون بين حكومة أوباما وحكومة ترامب. ويفرح المحافظون عند ما تشدّد حكومة ترامب ضد إيران وتُعرقل أمام تنفيذ الاتفاق النووي حيث يتحذونها ذريعة للهجوم على حكومة الرئيس روحاني.
إقرأ أيضًا: داعش تكثف تواجدها: من طهران الى مشهد
وبينما يعطي الاتفاق النووي ثماره في عقد صفقات كبيرة في مختلف مجالات الصناعة والتجارة إلا أن المحافظين يغمضون العين على تلك الانجازات ويفتشون دوما عن التصرفات النقيضة للطرف الأمريكي.
وتأتي اهمية تصريحات نصر الله من أنها تعارض مواقف المحافظين في إيران جملة وتفصيلا. واصبح نصر الله بموقفه الداعم للاتفاق النووي موضع ترحيب من قبل الإصلاحيين في إيران.
تُظهر تصريحات السيد حسن بأن قادة الحروب، يحنون إلى السلام أكثر من غيرهم وهذا ما صرّح به قائد الحرس الثوري اللواء جعفري الذي أعلن قبل أيام بأننا نقول بصوت عال بأننا نريد السلم ولا الحرب. ويبقى السؤال التالي موجه لكل من يهمه الأمر بمن فيهم سماحة السيد نصر الله وهو : إذا فاوضت إيران الولايات المتحدة ( الشيطان الأكبر) وتمكنت من الوصول إلى صيغة لحل هذا الملف المعقد، فلماذا لا يحاور الأطراف المتشابكة في الشرق الأوسط بعضهم البعض؟!