وضع موقع "ستراتفور" الإستخباراتي الأميركي عملية عرسال الإستباقية التي نفذها الجيش الجمعة 30 حزيران الفائت، والتي تخللها إقدام 5 انتحاريين على تفجير أنفسهم من جهة، وتعرّض موقعي "تلفزيون لبنان" و"أمن الدولة" للقرصنة الإلكترونية على يد ما يُسمى بـ"جيش الثورة السوري الإلكتروني" من جهة ثانية، في إطار الأحداث التي تسلّط الضوء على المرحلة الجديدة من النقاشات الجارية حول أزمة النازحين السوريين الذين يتجاوز عددهم الـ5 ملايين في العالم.
ففي تقريره، تحدّث الموقع عن عبء النازحين السوريين في تركيا والأردن ولبنان، مشيراً إلى أنّ عددهم الفعلي في لبنان يتعدى المليون، وهو المصرّح عنه، نظراً إلى امتناع البعض عن تسجيل أسمائهم في لوائح المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة.
وأوضح الموقع أنّ لبنان يتعامل مع اللاجئين الفلسطينيين منذ عقود، لافتاً إلى أنّ الجيش طوّر سبلاً للتعاطي مع مظاهر السلاح في عدد المخيمات ذات الأغلبية الفلسطينية.
في المقابل، رأى الموقع أنّ المخيمات التي يشكل فيها السوريون أغلبية تشكل تحدياً جديداً نسبياً، معتبراً أنّ الحكومة تبذل جهوداً كثيفة للتعاطي مع المظاهر العسكرية، وتلبية احتياجات النازحين في الوقت نفسه.
وفي ما يتعلّق بدعوة السياسيين اللبنانيين إلى الحوار مع دمشق لعودة النازحين، تحدّث الموقع "عن انعدام الإستقرار الذي ما زال يحكم سوريا إلى حد كبير، والذي يعني أنّها عاجزة عن الوقوف في وجه تدفق النازحين إليها بأعداد كبيرة"، على حدّ قوله.
في السياق نفسه، كشف الموقع عن حصول توازن في عدد النازحين السوريين داخلياً وخارجياً، مشيراً إلى أنّ البعض غادروا بلادهم وأنّ آخرين عادوا، لا سيما إلى المناطق الشمالية مثل جرابلس.
وعليه، خلص الموقع إلى أنّ لبنان سيواصل البحث عن سبل جديدة لحل تداعيات النزاع السوري التي طالت أراضيه، مؤكداً أنّه سيبقى مهتماً بتأمين عودة بعض من النازحين إلى بلادهم عندما تصبح الظروف مؤاتية.
بدورها، علّقت صحيفة "لو موند" الفرنسية على عملية الجيش النوعية، ووصفت بلدة عرسال ببرميل البارود، وذلك بسبب اختلاط المقاتلين السوريين مع المدنيين في المخيمات، واقتتال "النصرة "و"داعش" في الجرود منذ قرابة الـ3 أعوام.
الصحيفة التي نقلت عن شاهد قوله إنّ جواً من التّوتر الشديد يسيطر على البلدة، تناولت التفاف السياسيين اللبنانيين حول الجيش، فذكّرت بتشديد وزير الداخلية نهاد المشنوق على أنّ "تصرف الجيش خلال العملية العسكرية أمنياً بحتاً"، وعلى أنّ الحكومة اللبنانية "لن تعيد أي سوري إلاّ وفق ضمانات دولية وإلى مناطق آمنة تحددها الأمم المتحدة".
وخلصت الصحيفة إلى أنّ اتجاه الرياح يتغيّر في لبنان بعدما انتهج سياسة النأي بالنفس إزاء النزاع السوري على الأقل، لافتةً إلى أنّ عدداً من الأحزاب السياسية وعلى رأسها "حزب الله" يدعو إلى عودة العلاقات مع دمشق لتنظيم عودة النازحين، ومتوقعةً أن يطول النقاش بسبب معارضة الفريق السياسي الذي يتزعمه رئيس الحكومة سعد الحريري هذا الإقتراح.

 

 

 

( Le monde - Stratfor)