ليس تمسكاً بالفاشلين أو تأييداً لأشخاص شاخوا في إدارة النقابة من حنّا الى محفوض الذي خلعته السلطة بطريقة أفزعت فيه كُل من تسول له نفسه تحديها في الإنتخابات النيابية لأن من في النقابة لا يحتاج الى حشد السلطة مجتمعة بكل تيّاراتها لإنزال معوض عن كُرسي النقابة لأن المعلمين أنفسهم خاضعون لمشيئة السلطة ولأربابها وأحزابها وقد كان النقابيون على قلّة فاعليتهم من المنتسبين لأحزاب السلطة بعد أن سقطت منذ زمن أحزاب المعارضة ولم تعد موجودة ومن يدّعي معارضة تراه يعتاش على جهة من الجهات الطائفية النافذة والفاعلة والمؤثرة في السياسة والحكم.
إقرأ أيضًا: إنتخابات نقابة المعلمين وشراسة أهل السلطة
اذاً ليس دفاعاً عن من تحولوا الى سلطة داخل النقابات وخاصة نقابة المعلمين واستفادوا من أدوارهم الملتبسة في إدارة حقوق المعلمين مع السلطة التي خضعوا لحساباتها في كثير من الخطوات بالقدر الذي هو مواجهة مع أختبوط الطوائف الذي يؤكد قوّة مركزه و أطرافه في كل استحقاق صغير وكبير وبطريقة شرسة يصبح فيها حزب القوّات جندياً شرساً في جبهة حزب الله وتنتفي كل التصريحات والعداوات ولم يعد حزب السلاح مشكلة معيقة لقيام الدولة بل يصبح معوض محفوض ومن معه حزباً معرقلاً لقيام الوطن وهكذا حال الجميع فلا يبقى المستقبل حزب الفساد وتختفي خلافات حركة أمل والتيّار الحرّ وكأن النقابيون هم السبب الكافي لأزمة الخلاف القائمة مابين أمل والحرّ وما بين القوّات وحزب الله الأمر الذي تطلب حضورهم جميعاً لزلزلة النقابة كيّ يسمع من به صمم بأن لحم الطبقة السياسية لا يؤكل وعلى من يريد مواجهة هذه الطبقة أن يستعد لمصير أبشع من مصير محفوض، أنها رسالة المستقبل لريفي وغيره ممن يتحضرون لكسب فشل المستقبل في الاستحقاق النيابي ورسالة القوات والحرّ للكتائب وغيره من الأحزاب المسيحية تدفعهم الى التسليم بقدر الحزبين المارونيين المدعومين من زعيمي السنة والشيعة وهي ليست رسالة شيعية – شيعية بقدر ما هي رسالة من قبل الشيعة الذين يحمون هذه الطبقة السياسية ومستعدون للدفاع عنها أمام كل محاولات التعديل في الميزان الطائفي كون هذه الطبقة مطيعة جداً للشيعية السياسية ومتفهمة لضروراتها ولا شأن لها بدورها الاقليمي.
إقرأ أيضًا: فضل الله: اطردوا دجاليّ الطائفة ومشعوذي الشيعة
ما حصل في نقابة المعلمين عيّنة قريبة مما سيجري في الانتخابات النيابية اذ أن الطبقة السياسية ستعيد إنتاج نفسها ولن يكون أي قانون إنتخابي عائقاً أمام توزيع حصصها على المقاعد النيابية وما عادت مشكلة الرئاسة مشكلة طالما أن الجميع في دائرة واحدة وما الاختلاف الا من باب التمسك بحصة كل جهة طائفية وعدم التعدي عليها وتركها بيد زعيمها.
عندما نتكلم عن الطبقة السياسية لا نعني الزعماء فقط بقدر ما هي تتسع للبنانيين جميعاً وما ندر من خارجها هي قلّة متمسكة بمشروع ملغى من القاموس السياسي وتحول الى ما يشبه الحلم بوطن ودولة لذا هي طبقة قائمة على تأييد طائفي مستعد للموت دفاعاً عن بقائها وسواء كان الموت بوعي أو بغير وعي فالنتيجة واحدة.