لم يرتح الأوروبيون من الحروب الأهلية فيما بينهم والتي جرت تحت ألف عنوان وعنوان حتى أخرجوا اليهود من بينهم ورموهم في بلادنا وأعطوهم ما يشاؤون ليبقوا بعيدين عنهم .
وبدل أن تبادر الدول والمنظمات العربية والمسلمة -المفترض أنها تعد العدة لتدمير إسرائيل- وتقوم بشن حربها وبكل قوة على اليهود في فلسطين, فيقذفوا بكل مقاتليهم إلى قلب المعركة عند بدء الإضطرابات في بلاد العرب ولا سيما في سوريا, فإن هؤلاء وقعوا في الفخ الذي نُصِب لهم وانخرطوا في حرب عبثية لا أخلاق لها ولا دين أفق ولا فائدة .
إقرأ أيضا : الإنفتاح الإجتماعي في البيت النبوي
وبدل أن يسقط مئات الآلاف الذين سقطوا في الحرب الأهلية السورية والعراقية والمصرية والليبية شهداء في مواجهة إسرائيل وفي قلب المدن التي تحتلها إسرائيل من فلسطين وسوريا, فإن هؤلاء المتقاتلين الأشداء قد انخرطوا في فتنة لا دين لها وتحت الأنظار الإسرائيلية والأمريكية وبركتهما أيضا.
لو كانت تلك الحرب على إسرائيل قد حصلت وقتها, لما كانت إسرائيل ستتمكن من تدمير واحد بالمائة مما دمره العرب والمسلمون من بلادهم بأيديهم, وما كان إستشهد في تلك الحرب عُشر من قُتِل في هذه الفتن من هؤلاء المتقاتلين, ولكنَّا إجتمعنا يداً بيد -سنة وشيعة وعربا ومسلمين- وسَجَّلنا للتاريخ ولأول مرة أننا قمنا بعمل عظيم مشترك تاريخي ولو لمرة واحدة . ولكن الماسونية عرفت كيف "توصل" لقيادة المذاهب الإسلامية -التي تذابحت فيما بينها- قياداتٍ بأجمل صورة وأفصح لسان . ولعل الكثير من هؤلاء لا يعرفون أنهم عملاء للماسونية ويقومون بتنفيذ مشروعها على أكمل وجه, ولا يقدر على معرفة حقيقة هؤلاء القادة إلا من امتحن الله قلبه بالإيمان ورأى الأمور بعين الله التي لا تشتبه عليها الأمور, وذلك لشدة ما تزَيَّنت به هذه القيادات -التي دمرت بلادنا وأوقعت بيننا فتنا لا تتوقف- من زينة الحق الجليل !!
إقرأ أيضا : طابور خامس وراء إغتيال الصحابة !
لقد تحدثت هذه القيادات المتناحرة "بنا" بإسم الرحمان, وتَلَت بأجمل صوت علينا آيات القرآن, وحرَّضت الناس على قتل بعضهم البعض طلباً للجِنان !! . ولكن هذه القيادات كلها -وعِزَّة الجبَّار كلها- شياطين صغار يأتمرون بأمر مَرَدَة الشياطين الكبار . كلهم , كلهم . إي والله كلهم !!