حلّل الكاتب في صحيفة هآرتس الإسرائيلية عاموس هرئيل إيجابيات وسلبيات وقف إطلاق النار في جنوب غربي سوريا الذي دخل حيز التنفيذ في نهاية الأسبوع الفائت بعد اتفاق الولايات المتحدة الأميركية وروسيا، مشيداً بقدرته على وقف وصول ما أسماء بالنيران العرضية إلى إسرائيل على المدى القصير، ومتخوّفاً من بروز تحديات جديدة أخطر من القائمة حالياً على المدى البعيد، وذلك بسبب وضع إيران المنطقة الحدودية نصب عينها
 

في تقريره، شدّد هرئيل على أنّ "المدى البعيد" يمثل مشكلة كبرى بالنسبة إلى إسرائيل، متحدّثاً عن ارتفاع عدد عناصر "حزب الله" في المنطقة الحدودية خلال الأشهر الأخيرة وعن تواجد مستشارين إيرانيين في الممر البري الذي يربط بين دمشق وبلدة القنيطرة الجديدة في الجولان المحتل.

وفيما لفت هرئيل إلى أنّ رجال "حزب الله" ينشطون جداً بين أوساط المعارضة حول بلدة درعا القريبة من الحدود الأردنية، ذكّر برفض تل أبيب وجود مقاتلين تدعمهم إيران وآخرين شيعة بالقرب من حدودها.

في هذا الصدد، رأى هرئيل أنّ الأمم المتحدة غير مهتمة بتعريض قواتها للخطر في مهمة مراقبة طويلة المدى في الجولان، مشيراً إلى أنّ عمل قوة الـ"أندوف" الأممية المنتشرة في المنطقة منذ العام 1974 يقتصر على الإشراف على مراقبة فض الاشتباك بين سوريا وإسرائيل.

كما وأكّد هرئيل أنّ إسرائيل غير مستعدة للاعتماد على المراقبة الروسية للجولان، إذ تشكّك في قدرة قوات الشرطة العسكرية التي تخطط موسكو لنشرها على منع وصول إيران إلى الحدود أو في رغبتها في الحؤول دون ذلك.

إلى ذلك، أوضح هرئيل أنّ إيران تبني استراتيجيتها بسهولة، محذراً من قدرتها خلال أشهر على إرساء واقع جديد، يتمكّن بموجبه الحرس الثوري الإيراني و"حزب الله" من الوصول مباشرة إلى الحدود الإسرائيلية، وذلك من مناطق خاضعة لسيطرة الجيش السوري شمال الجولان. وعليه، حذّر هرئيل من الوجود الروسي في الجولان، نظراً إلى أنّه إسرئيل ستواجه صعوبات أكبر في طرد "حزب الله" إذا تُرجمت خطة موسكو عملياً.

توازياً، تطرّق هرئيل إلى لواء "فرسان الجولان" المنتشرة عناصره في عدد من البلدات في الجانب السوري من الجولان والذي تزوّده إسرائيل بمساعدات غذائية وطبية، متخوّفاً من أن تؤدي التطورات الميدانية إلى انهيار الاتفاقات، ومؤكداً أنّ نجاحها على المدى البعيد مناط بما يحصل بين واشنطن وموسكو.

 

 

 

 

( Haaretz)