يواصل الجيش اللبناني عمليات المداهمات والاعتقالات في صفوف النازحين السوريين، رغم الانتقادات الموجهة له على خلفية وفاة سوريين في مراكز الإيقاف.
وتتضارب المواقف بين مدافع عن هاته الحملة خاصة وأن عملية اقتحام مخيمات للنازحين في منطقة عرسال الحدودية مع سوريا منذ أيام كشفت عن وجود عدد من الانتحاريين يستعدون للقيام بعمليات داخل الأراضي اللبنانية، وبين من يرى أن هذه الحملة مفتعلة والغرض منها إجبار السوريين على القبول بالعودة إلى مناطق يسيطر عليها النظام السوري.
ومعظم النازحين إلى لبنان يعدون من مناوئي النظام وبالتالي هناك خطر فعلي يتهدد حياتهم في حال إجبارهم على العودة. وركز الجيش الأحد حملته على مناطق تمركز النازحين في شمال لبنان، حيث تم اعتقال عدد منهم بتهمة الانتماء لتنظيمات إرهابية.
وأثنى أمين سر تكتل التغيير والإصلاح النائب إبراهيم كنعان على “العمليات النوعية التي نفذها الجيش خاصة في عرسال”.
وهاجم كنعان المنتقدين لتلك العمليات حيث اعتبر أن “الجيش ليس للمتاجرة وتحقيق المكاسب فهو خط أحمر”، متسائلا “هل المطلوب أن تبقى المؤسسة مكتوفة اليدين أمام المخاطر؟”.
وجدير بالذكر أن كتلة التغيير والإصلاح النيابية التابعة للتيار الوطني الحر من أبرز المنادين بإعادة اللاجئين إلى سوريا.
ويدعم التيار اليوم بقوة خيار فتح قنوات تواصل مع دمشق لإنهاء هذا الملف الذي يعتبره التيار عبئا ضاغطا عليه، لدواع ديمغرافية سياسية، خاصة وأن معظم النازحين الذي يقدر عددهم بأكثر من مليون لاجئ ينتمون للطائفة السنية.
وتوجد انقسامات في لبنان حول سبل حل أزمة اللجوء وسط ضغوط يقوم بها أساسا حزب الله للتفاوض مع الحكومة السورية، وهذا الأمر تتحفظ عليه العديد من القوى اللبنانية لأن ذلك سيعني اعترافا صريحا بالنظام السوري.
ويقترح البعض جعل هذا الملف بعهدة رئيس الجمهورية ميشال عون لتفادي إحراج تلك القوى وبخاصة تيار المستقبل، ورئيسه سعد الحريري الذي يتولى رئاسة الحكومة اللبنانية.
وشدد أمين سر تكتل التغيير والإصلاح “على ضرورة عودة النازحين بعيدا عن الوسيلة”، داعيا إلى “عدم تحويل المسألة إلى قضية خلافية وإلى إبعاد ملف النزوح عن السجالات للخروج بحلول وفق المصلحة الوطنية لا الحزبية ولا الطائفية”.