دخلت الهدنة الأميركية ـ الروسية لوقف إطلاق النار في جنوب غرب سوريا حيز التنفيذ أمس، في أحدث مسعى دولي لتحقيق السلام في القسم الجنوبي من البلاد.

وقبيل الهدنة، واصلت قوات النظام السوري قصف مخيم درعا للاجئين الفلسطينيين جنوب سوريا.

وقالت اللجان الشعبية الفلسطينية في بيان إن طائرات النظام الحربية شنت 5 غارات على مخيم درعا أغلبها ليلاً ألقت خلالها 23 برميلاً متفجراً و5 قنابل نابالم و12 صاروخاً أرض - أرض من نوع فيل وقصف مدفعي بمعدل قذيفة كل 10 دقائق.

وأكد البيان أن القصف تسبب بواقع مأسوي في مخيم درعا، كما خلف دماراً كبيراً في منازل الأهالي. ورصدت اللجان الشعبية جانباً من الدمار الكبير الذي أصاب منازل المدنيين في مخيّم درعا نتيجة استهدافه المستمر بالطيران والبراميل المتفجرة والصواريخ والقذائف المدفعية.

ولكن منذ بدء سريان وقف إطلاق النار، أفاد المرصد السوري أنه لا ضربات جوية ولا اشتباكات في جنوب غرب سوريا.

وقال المرصد «يسود الهدوء في جنوب سوريا تزامناً مع دخول الاتفاق الأميركي – الروسي - الأردني حيز التنفيذ ظهر الأحد» بتوقيت دمشق.

وأوضح أن «الجبهات الرئيسية في درعا والقنيطرة والسويداء التي تتقاسم قوات النظام وفصائل معارضة بشكل رئيسي السيطرة عليها، تشهد توقفاً للمعارك والقصف منذ الصباح باستثناء سقوط قذائف متفرقة قبل الظهر أطلقتها قوات النظام على مناطق سيطرة الفصائل في مدينة درعا».

وكانت قوات النظام السوري نفذت قصفاً متقطعاً على تلك المناطق في وقت سابق قبل دخول الهدنة حيز التنفيذ.

وأحصى ناشطون 30 قذيفة وبرميلا متفجرا على المنطقة كان لمحافظة درعا نصيب الأسد منها.

وأكد المرصد سقوط 6 قذائف لقوات النظام في تل المال في ريف درعا الشمالي الغربي و10 أخرى بمنطقة اللجاة في الريف الشمالي الشرقي لدرعا، تزامنا مع قصف للطيران المروحي بـ16 برميلا متفجرا استهدفت إيب وعدة مناطق أخرى في منطقة اللجاة، وعقب عمليات القصف تلك هدوء حذر ساد المحافظات الجنوبية الثلاث.

وأشار مسؤول سوري إلى أن دمشق وافقت على اتفاق وقف إطلاق النار ووصف صمت الحكومة قائلا «السكوت علامة الرضا».

وقال المسؤول «نحن نرحب بأي خطوة من شأنها وقف النار وإفساح المجال أمام المبادرات والحلول السلمية.

وقال شاهد في درعا إنه لم ير أي طائرة حربية أو يسمع أي اشتباك منذ الظهر.

وسيشمل وقف إطلاق النار محافظات درعا والقنيطرة والسويداء وفق اتفاق أميركي – روسي - أردني عقب أشهر من التصعيد.

وينص الاتفاق على تخفيض دائم للتصعيد في الجنوب السوري وإنهاء الأعمال القتالية على خطوط التماس بين الفصائل وقوات النظام والمسلحين الموالين لها، وانسحاب الأخيرة من هذه الخطوط إلى ثكن تابعة للنظام.

ويهدف الاتفاق، بحسب المرصد، إلى تجهيز مناطق لعودة اللاجئين من الأردن تباعاً إلى جنوب سوريا، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى هذه المناطق التي تلتزم بوقف إطلاق النار.

وحسب النشطاء ينتشر جيش العشائر وقوات أحمد العبدو وجيش أسود الشرقية في محافظة السويداء، وتوجد فصائل مدعومة من جهات إقليمية ودولية في محافظة درعا، وجبهة ثوار سوريا وألوية الفرقان ولواء العز في محافظة القنيطرة، ويسيطر جيش خالد بن الوليد على منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي.

وأعلنت قوات معارضة في بادية السويداء وريف دمشق الجنوبي الشرقي، أنه لم يجرِ إبلاغها من أي جهة بوقف إطلاق النار.

أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان، أن الوضع في مناطق تخفيف التوتر في سوريا مستقر، مشيرة إلى أن هذا التقييم تتفق عليه جميع الأطراف المتنازعة.

وأضاف البيان أنه خلال الـ 24 ساعة الماضية سجل الجانب الروسي في لجنة المراقبة الروسية - التركية المشتركة، انتهاكين لنظام وقف إطلاق النار في محافظة اللاذقية، فيما سجل الجانب التركي 7 انتهاكات في المحافظات التالية: درعا (1) وحماة (2) ودمشق (2) واللاذقية (2).

وأشارت الوزارة إلى أن هذه الانتهاكات تتمثل في حوادث إطلاق نار عشوائية من الأسلحة الخفيفة في مناطق يسيطر عليها تنظيما«داعش»و«جبهة النصرة»الإرهابيان.

وأشار البيان إلى انضمام قرية واحدة بمحافظة السويداء إلى نظام وقف إطلاق النار، ليرتفع بذلك عدد القرى والمدن المنضوية في عملية المصالحة إلى 2000 قرية، في حين تستمر المفاوضات مع الفصائل المعارضة بشأن انضمامها إلى الهدنة في محافظات حلب وإدلب ودمشق وحماة وحمص والقنيطرة.

ويبلغ عدد الفصائل الملتزمة بالهدنة 228 فصيلا حاليا، بحسب البيان.

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن«إسرائيل لن تسمح ببقاء إيران ووكلائها داخل سوريا (في إشارة إلى الميليشيات الشيعية الموالية لإيران)»، رغم ترحيبها بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار هناك.

وجاءت تصريحات نتنياهو في مستهل جلسة الحكومة الإسرائيلية الأسبوعية الأحد.

وأشار بيان أصدرته الحكومة الاسرائيلية إلى أن«نتنياهو ناقش الأسبوع الماضي اتفاق وقف إطلاق النار مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، هاتفيًا». وقال البيان إن المسؤولين«تفهما مواقف ومطالب إسرائيل».

وأضاف نتنياهو حسب البيان:«سنواصل رصد الأحداث ما وراء حدودنا ولن نسمح لأحد بتعدي خطوطنا الحمراء».